يتنافس 4 مرشحين رئاسيين في الانتخابات التركية التي ستجري في 14 مايو/أيار 2023، يتصدرهم الرئيس رجب طيب أردوغان ومنافسه التقليدي مرشح "الطاولة السداسية" المعارضة كمال كليجدار أوغلو، إلى جانب محرم إنجة مرشح حزب البلد المعارض، وسنان أوغان مرشح تحالف الأجداد اليميني.
بينما الأسماء الثلاثة الأولى معروفة بتاريخها السياسي والمنافسات الانتخابية السابقة، فإن رابعها وهو سنان أوغان يبقى وجهاً جديداً إلى حد ما، لا سيما حين الحديث عن تنافس رئاسي صعب، قبل أن يبرز اسمه على صعيد الخطاب الذي يوصف بالعنصري ضد اللاجئين والأجانب، فمن هو سنان أوغان السياسي الأكاديمي؟
ولد أوغان في 1 سبتمبر/أيلول 1967 في منطقة ملاكلي بولاية إغدير التركية، وهو من أسرة تمتد جذورها إلى أذربيجان.
أكاديمي وباحث
وبينما درس في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بجامعة مرمرة التركية حصل فيها على درجة الماجستير، أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية في روسيا للعلاقات الدولية، ويتحدث اللغتين الروسية والإنجليزية.
على الصعيد الأكاديمي، عمل أوغان بصفة معيد في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة، كما عمل مساعد عميد كلية في الجامعة الاقتصادية بأذربيجان، وأسس مركز العلاقات الدولية والتحليل الاستراتيجي (TÜRKSAM)، وله العديد من الكتب والمقالات المنشورة.
كما حصل على العديد من الجوائز في مجال العلوم الاجتماعية والعمل الأكاديمي، وبرز في مطلع العقد الأول كشخصية أكاديمية.
من العمل الأكاديمي إلى الحياة السياسية
دخل سنان أوغان الحياة السياسية عن طريق حزب الحركة القومية اليميني، والذي يوجد الآن ضمن تحالف "الجمهور" مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، واُنتخب في 2011 نائباً برلمانياً عن مدينة إغدير مسقط رأسه، ليدخل مجلس الأمة التركي (البرلمان) لأول مرة.
لكن أوغان وجد نفسه خارج قائمة المرشحين البرلمانيين عن حزب الحركة القومية في انتخابات 2015 التشريعية؛ مما أثار خلافات بينه وبين قيادة الحزب، لينتهي المطاف به مطروداً من الحركة القومية بموجب قرار لجنة التأديب الداخلية.
في العام ذاته (2015) تمكن أوغان من العودة إلى الحركة القومية مجدداً، حيث كسب دعوى قضائية ضد قرار طرده من الحزب، إلا أنه طُرد من الحزب مجدداً في 10 مارس/آذار 2017 مع 3 أعضاء آخرين، ليعلن انتهاء مشواره السياسي مع حزب الحركة القومية.
معاداة اللاجئين
اشتهر سنان أوغان بخطاب يوصف بالعنصري ضد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا تحت بند "الحماية المؤقتة"، ودعا مراراً إلى إعادتهم إلى بلادهم، كما أنه توعد في أبريل/نيسان المنصرم بإعادة السوريين في تركيا إلى بلدهم "قسراً إذا اضطر الأمر"، مما أثار جدلاً واسعاً.
في الوقت ذاته، فإن "تحالف الأجداد" الذي رشّح أوغان للانتخابات الرئاسية، يقوده حزب النصر المعارض برئاسة اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، وهو الآخر معروف بخطابه العنصري المتشدد ضد اللاجئين والأجانب في تركيا لا سيما الجالية العربية.
ويقوم خطاب التحالف على وعود حول إعادة السوريين إلى بلادهم "في أقرب وقت"، دون برامج سياسية أخرى واضحة في ملفات الاقتصاد والمشاريع الأخرى.
يشار إلى أن أوغان منذ طرده من حزب الحركة القومية في 2017 لم ينتسب إلى حزب سياسي، لكنه قبل دعوة تحالف الأجداد للترشح للانتخابات الرئاسية 2023، واستطاع جمع 100 ألف توقيع مكنته من اعتماد أوراق ترشحه من قبل الهيئة العليا للانتخابات التركية.
على صعيد حاضنته الشعبية، فإن أوغان لا يتمتع بحضور قوي في الشارع التركي، في حين تمنحه شتى استطلاعات الرأي نسبة لا تتعدى 2 إلى 3%، في حين أن أوغان يرى أن الانتخابات لن تُحسم من أول جولة، وأنه سيصل إلى الجولة الثانية.
وفي 14 مايو/أيار 2023، ستجري الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية في وقت واحد، يتنافس فيها 4 مرشحين رئاسيين من بينهم أوغان، إلى جانب 36 حزباً تتنافس على 600 مقعد في البرلمان.