أعلن ياوز أغرلي أوغلو، النائب البرلماني البارز بحزب الجيد المعارض في تركيا، معارضته ترشيح رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، للانتخابات الرئاسية في 14 مايو/أيار 2023، مشيراً إلى أن الأخير "فرض نفسه" على بقية أحزاب الطاولة السداسية (تحالف الأمة).
في الوقت ذاته، هاجم النائب المعارض، بتصريحات شديدة اللهجة المفاوضات بين حزب الشعب الجمهوري ونظيره "الشعوب الديمقراطي" ذي الغالبية الكردية، والذي ينظر إليه تحالف الجمهور الحاكم على أنه امتداد سياسي لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي).
وحزب الجيد قومي من وسط اليمين ويعارض التحالف مع "الشعوب الديمقراطي"، بسبب اتهامات تلاحق الحزب مثل "دعم الإرهاب" والعلاقة مع العمال الكردستاني.
ويجتمع حزب الجيد مع "الشعب الجمهوري" ضمن تحالف الأمة أو ما يعرف بالطاولة السداسية والتي تضم 4 أحزاب صغيرة معهما جلها من خلفيات محافظة، بينما يدور الحديث حول دعم "الشعوب الديمقراطي" لهذا التكتل المعارض.
أزمة بين الشعب الجمهوري والجيد
وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري عقد مناقشات مع قيادات "الشعوب الديمقراطي"، دفعت الأخير إلى عدم تسمية مرشح رئاسي للانتخابات المقبلة، بحسب تصريحات لزعيمه، الأربعاء 22 مارس/آذار، وهذا ما يعني أن دعم الحزب سيكون موجّهاً إلى كليجدار أوغلو.
وأثار ترشيح كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية عن الطاولة السداسية مطلع الشهر الجاري، حفيظة ميرال أكشنار زعيمة حزب الجيد الذي ينتمي له النائب أغرلي أوغلو، وكادت الأزمة تسفر عن مغادرة أكشنار للتكتل الذي يراه البعض على أنه فرصة متأخرة لالتئام أحزاب المعارضة.
وترى أكشنار أن كليجدار أوغلو لا يمكنه الفوز بسهولة أمام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي سيكون مرشح تحالف الجمهور، وهو تكتل يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية، إضافة إلى حزبين صغيرين.
فخّ الطاولة السداسية
وللعودة إلى تصريحات النائب في حزب الجيد، أغرلي أوغلو، والتي أدلى بها خلال مؤتمر في البرلمان التركي، الأربعاء، أفاد بأن "فخاً" نُصب لحزبه الذي "أسّس الطاولة السداسية"، مشيراً إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي يدعم كليجدار أوغلو.
أضاف في تصريحات "غاضبة"، بحسب صحيفة حرييت التركية: "لن نكون تحت ظل الإرهاب"، معتبراً أن حزب الشعوب الديمقراطي بات "يبتزّ" الديمقراطية التركية.
وذهب أغرلي أوغلو إلى أبعد من ذلك، حينما قال إنه يرجّح الهزيمة على أن يفوز من خلال "مدح قاتل الأطفال"، في إشارة إلى مؤسس حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، حيث يطالب حزب الشعوب الديمقراطي بإطلاق سراحه ويعد بذلك في حال الوصول إلى السلطة.
وفيما يتعلق بمسألة ترشيح كليجدار أوغلو للانتخابات الرئاسية عن الطاولة السداسية، أوضح أغرلي أوغلو، أن ذلك "فُرض" عليهم، وتابع: "نحن نعترض على ذلك، لأن السيدة أكشنار (زعيمة حزبه) تعرضت لضغط سياسي على الطاولة".
في السياق، ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية أن هناك "أقاويل" حول عزم النائب البرلماني بحزب الجيد أغرلي أوغلو، على تقديم استقالته من الحزب، بينما يُعتقد أن تصريحاته التي لم يهاجم فيها حزبه يمكن أن تكون تمهيداً لتصعيد الأزمة الموجودة مسبقاً مع حزب الشعب الجمهوري وزعيمه كليجدار أوغلو.
وفي 14 مايو/أيار المقبل، تشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية معاً، يتنافس فيها تحالف الجمهور الحاكم أمام تحالفات وتكتلات المعارضة على اختلافها، وأبرز تلك التحالفات هو "الطاولة السداسية" ومرشحها كمال كليجدار أوغلو.