نتنياهو غاضب من تجاهل البيت الأبيض له.. لم يتلقّ دعوة رسمية لزيارة واشنطن، فمنع وزراءه من السفر إليها

قالت وسائل إعلام عبرية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "منع" وزراء حكومته من الذهاب إلى الولايات المتحدة للقاء مسؤولين أمريكيين، إلى أن تتم دعوته رسمياً من البيت الأبيض لزيارة واشنطن، في ظل تأخر الدعوة الأمريكية، مما يشير إلى استياء إدارة بايدن من سياسات حكومة تل أبيب اليمينية.

صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أفادت، الأربعاء، 15 مارس/آذار 2023، بأن نتنياهو "غاضب" من عدم توجيه دعوة رسمية له من البيت الأبيض، وطلب من وزرائه عدم لقاء مسؤولين أمريكيين إلى حين ذلك، مشيرة إلى أنه أجّل زيارة الإمارات كذلك لما بعد شهر رمضان.

وبعد شهرين ونصف من تشكيل حكومته اليمينية المتشددة، لم تتم دعوة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ولم تكن هناك محادثات أولية حول تنسيق مثل هذه الزيارة كذلك، وفق تقرير لقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية. 

وأشار التقرير إلى أن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، الذي تولى منصبه في يونيو/حزيران 2021، زار البيت الأبيض في أغسطس/آب من ذلك العام.

إدارة بايدن مستاءة

وأعربت إدارة بايدن عن عدم ارتياحها للعديد من سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بما في ذلك خطتها الخاصة بـ"الإصلاح القضائي"، وموافقتها على هدم منازل المستوطنين، وعزمها على تقنين البؤر الاستيطانية غير المعترف بها، في ظل زيادة اعتداءات المستوطنين على بلدات وقرى فلسطينية.

ونقل تقرير القناة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله "ما دمت لم أزر الولايات المتحدة، فلن يقوم أحد بذلك"، مشدداً على أنه في حال زار أحد وزرائه واشنطن، فعليه أن لا يلتقي بالمسؤولين الأمريكيين.

وقال التقرير، الذي نقل عن مصدر لم يذكر اسمه على دراية بالموضوع، إن الاستثناء الوحيد من ذلك هو وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، السفير السابق لدى الولايات المتحدة، والذي يعمل كنقطة انطلاق لنتنياهو للعلاقات الإسرائيلية مع إدارة بايدن.

واشنطن تتجاهل نتنياهو

في السياق ذاته، قالت وكالة "رويترز" إن عدم دعوة نتنياهو من قبل البيت الأبيض بعد 11 أسبوعاً من بدء ولايته الثالثة رئيساً لوزراء إسرائيل، يشير إلى استياء الولايات المتحدة الواضح من سياسات حكومته اليمينية.

وزار معظم الزعماء الإسرائيليين الجدد الولايات المتحدة أو التقوا برئيسها في بداية رئاستهم للحكومة، وفقاً لمراجعة أجرتها الوكالة للزيارات الرسمية وصولاً إلى أواخر السبعينيات. وانتظر اثنان فقط من أصل 13 رئيس وزراء سابقين عادوا للسلطة لوقت أطول، حتى أتيحت لهما فرصة زيارة البيت الأبيض.

وأحجم البيت الأبيض عن تأكيد ما إذا كان سيدعو نتنياهو للزيارة، بينما أحال متحدث باسم وزارة الخارجية رويترز إلى الحكومة الإسرائيلية للحصول على معلومات حول خطط سفر رئيس الوزراء، في حين امتنعت سفارة إسرائيل في واشنطن عن التعليق.

"ليس من حقك الجلوس في المكتب البيضاوي"

وقال ديفيد ماكوفسكي، وهو مستشار كبير سابق للمبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "الرسالة التي يريدون إرسالها بوضوح هي: إذا اتبعت سياسات مرفوضة، فإنه ليس من حقك الجلوس في المكتب البيضاوي".

ومنذ بداية العام، ملأ المتظاهرون شوارع إسرائيل احتجاجا على خطة الحكومة لكبح سلطات المحكمة العليا، والتي يقول منتقدون إنها تلغي سلطة المحكمة الرقابية على الحكومة.

ووسط تصاعد العنف في الضفة الغربية، أثار قرار الحكومة اليمينية منح تراخيص لبناء مواقع استيطانية وتصريحات تحريضية أدلى بها عضو في حكومة نتنياهو مسؤول عن المستوطنات اليهودية انتقادات من المسؤولين الأمريكيين، ومنهم وزير الدفاع لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي.

ولا تزال العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وثيقة. ولطالما كانت الولايات المتحدة الراعي الرئيسي لإسرائيل، إذ ترسل إليها مساعدات عسكرية تزيد قيمتها على 3 مليارات دولار سنوياً.

ويعرف الرئيس جو بايدن نتنياهو منذ عقود، وتحدث الاثنان عبر الهاتف، وتبادل مسؤولون كبار من الجانبين الزيارات منذ تشكيل حكومة نتنياهو في ديسمبر/ كانون الأول، على الرغم من الأزمة السياسية المتصاعدة في إسرائيل. 

لكن عدم زيارة نتنياهو للبيت الأبيض يؤكد رغبة إدارة بايدن في رؤية سياسات مختلفة في إسرائيل، وكذلك ما يقول منتقدون إنه إحجام عن اتخاذ خطوات فعالة.