هل جاء تهديد إبراهيم رمضان، محافظ نابلس، بقوله لمجموعات "عرين الأسود" هذا يكفي، بداية لتنفيذ الخطة التي طلب رئيس السلطة محمود عباس من قادة أجهزته الأمنية إعدادها؛ لضرب مجموعات "عرين الأسود" في مدينة نابلس، من خلال استهداف ركائزها ومؤسسيها.
هل جاء بيان مجموعات الرد السريع "كتيبة طولكرم" المقاومة للاحتلال للأجهزة الأمنية الفلسطينية، والتي تطالب فيه هذه الأجهزة بالتراجع وبالكف عن ملاحقة المقاومين، بناءً على معلومات تم كشفها للمقاومة عما تخطط له أجهزة السلطة الأمنية في مواجهة رجال المقاومة؟
هل نحن أمام مقدمة لتنفيذ الخطة الأمريكية لإعادة السيطرة الأمنية على شمال الضفة الغربية التي أعدها المنسق الأمريكي الجنرال مايك فنزل مع الاحتلال وسلطة رام الله، والتي أكدها إسماعيل جبر، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بجاهزية سلطة رام الله لمحاربة كل بندقية في الضفة الغربية؟!
في يوم الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢م حصل موقع عكس التيار على معلوماتٍ حصرية وخطيرة تتضمن تفاصيل اجتماعٍ عقده قادة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في محافظة نابلس.
حيث أفادت مصادر خاصة بأنه تم عقد اجتماعٍ في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢م بمقر جهاز المخابرات العامة في نابلس، وضم الاجتماع مجموعة من كبار ضباط الأجهزة الأمنية في المحافظة، وكان على رأسهم مدير مديرية مخابرات نابلس العميد بلال حالوب، ومدير مديرية وقائي نابلس مهند مرزوق، ومدير مديرية الاستخبارات في نابلس العميد أحمد أبو شرار، ومدير شرطة نابلس العميد طارق الحاج، وقائد منطقة نابلس العميد محمد سلامة.
كان على رأس أولويات الاجتماع مناقشة الحالة الثورية في نابلس، وتطور الفعل النضالي في المحافظة، وتحركات مجموعات عرين الأسود، ومناقشة الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة الحالة، والسيطرة عليها بعد خروجها عن السيطرة.
في تمام الساعة السابعة والنصف من نفس اليوم ١٣ أكتوبر ٢٠٢٢م، وبالتحديد بعد ساعة ونصف من استمرار الاجتماع، تم التواصل من قبل الضباط الحاضرين مع جهات خارج الاجتماع "لم يتم تحديد لأي جانب تتبع الجهة المتصل بها إسرائيلية أم فلسطينية، وأن أرقام الهواتف التي تم التواصل من خلالها متعددة".
استمر الاجتماع لأكثر من ثلاث ساعات، خرج بعدها بعدة أهداف تم الاتفاق عليها، وكان على رأسها هدف أساسي، وهو ضرب مراكز الثقل في مجموعات عرين الأسود، والتي تضمنت استهداف وملاحقة عدد من قيادة العرين، وكان على رأسهم تامر الكيلاني.
في وقت مبكر من فجر يوم الأحد ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٢م اغتالت يد الغدر الصهيونية أحد أبرز قادة مجموعة عرين الأسود الأسير المحرر تامر سفيان فواز زيد الكيلاني أبو يامن، 33 عاماً، بدراجة نارية مفخخة في البلدة القديمة بنابلس.
في فجر يوم الثلاثاء ٢٥ اكتوبر ٢٠٢٢م استشهد القيادي في مجموعات عرين الأسود وديع صبيح الحوح، ٣١ عاماً، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تسللت إلى البلدة القديمة في مدينة نابلس.
كشفت مجموعات عرين الأسود أن السلطة الفلسطينية ساومت قائد مجموعات عرين الأسود "وديع الحوح" قبل ساعات من اغتياله، وأكدت أن شخصيات أمنية في أجهزة السلطة جلست مع "الحوح"، وقادة عرين الأسود في الحي خلال الساعات الماضية، وأعادت عليهم العرض السابق، والذي يقضي بتسليمهم سلاحهم وأنفسهم لأجهزة السلطة مقابل دمجهم في الأجهزة الأمنية، واستصدار عفو إسرائيلي لهم.
كان رد وديع الحوح كالتالي: "أريد موافقة شخصين، إذا أحضرتهما، فسأوافق على العرض مع جميع عناصر العرين".
سأل ضابط في الأجهزة الأمنية مهتماً عن الشخصين اللذين يتحدث عنهما، رد وديع الحوح: "أحضر لي "أبو صالح عزيزي وعبد الرحمن صبح" من القبر، وأقنعهما بالموافقة على استسلامنا، وأعدك بأنني وعناصر التنظيم سوف نستسلم فوراً، ونسلم أسلحتنا، ونلتحق بصفوف أجهزة أمن السلطة الفلسطينية".
أوضح المسؤولون في عرين الأسود أن رد "الحوح" أنهى الاجتماع، وأدرك مسؤولو الأجهزة الأمنية أنه لا جدوى من مواصلة جهودهم الإقناعية، أبلغ الحوح ضباط الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين جلسوا معه ورجاله أنه لا ينبغي طرح نفس الاقتراح مرة أخرى، وأنهم لن يلقوا أسلحتهم أو يسلموها.
أمام إصرار قادة العرين، أبلغت الشخصيات الأمنية قادة العرين أن الاحتلال قرر التحرك ضدهم، وأن العملية الواسعة ضد البلدة القديمة قد تتم في أي لحظة من أجل اغتيالهم.
بالفعل قد استشهد محمد بشار العزيزي "أبو صالح"، ٢٥ عاماً، مؤسس مجموعات عرين الأسود، و"عبد الرحمن جمال صبح"، ٢٨ عاماً، أحد قادة العرين يوم الأحد ٢٤ / ٧ / ٢٠٢٢م، خلال اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الياسمينة بالبلدة القديمة بمدينة نابلس.
لكن بعد لقاء العقبة الأخير الذي ضم وفوداً استخباراتية وأمنية من واشنطن وعمّان والقاهرة والسلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وتم فيه نشر بنود خطة "فنزل" الأمريكية للقضاء على المقاومة، والتي من أهم بنودها تدريب ٥٠٠٠ عنصر أمني فلسطيني مهمتهم اجتثاث المقاومة في الضفة الغربية، نشر الإعلام المقاوم ما أطلق عليه خطة السلطة للقضاء على المقاومة في نابلس وجنين، وتتلخص في:
- تقوم السلطة بإنشاء حواجز أمنية على مداخل ومفترقات جنين ونابلس.
- تم تجهيز مسرحية هزيلة من قبل قادة الأجهزة الأمنية أثناء اقتحام القوات الصهيونية لتلك المدن.
- يعمل عناصر الأمن بالتصدي لقوات الاحتلال ضمن المسرحية المتبعة، ويفشل الاحتلال بالاقتحام مرات عديدة.
- سيأتي دور السحيجة من عناصر التنسيق الأمني لأجل التغني والاحتفاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الإنجاز العظيم، وهو صد العدوان الصهيوني عن جنين ونابلس.
- الخطة ستبدأ خلال عشرة أيام بعد الحملة الإعلامية التي سيقودها قادة الأجهزة الأمنية.
- بعد ذلك سيتم إطلاق النار من قبل المرتزقة المتخفين على الحواجز، واتهام المقاومة بأنها من أطلقت النار على الحواجز الشرطية، وهذا سيكون دافعاً للسلطة لأجل العمل على اجتثاث المقاومة بحجة القضاء على الفلتان الأمني في تلك المدن.
ختاماً.. عندما تتحول وجهة البنادق الفلسطينية لتصوب في اتجاه الصدور الفلسطينية، فهذا يعني أن حامل هذه البندقية إنما يمسك بالبندقية الإسرائيلية هذه المرة، ويوفر عليها مشقة إكمال مهمتها الأزلية في هدر المزيد من الدم الفلسطيني. وأن أمل إسرائيل بجميع أحزابها هو قيام حرب فلسطينية أهلية شاملة، ليس بين السلطة وفصائل المقاومة، وإنما بين كل ما هو فلسطيني وفلسطيني.
لذلك يجب على الفلسطينيين أن يقتنعوا بأن أية فتنة بينهم بأي وجه، وتحت أي مبرر إنما هي خدمة للاحتلال الإسرائيلي حتى وإن كان المخططون والمنفذون لا علاقة لهم به.
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.