أكشنار كانت على وشك المغادرة.. كواليس ليلة ساخنة عاشتها المعارضة التركية للإعلان عن مرشح ينافس أردوغان

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/03 الساعة 07:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/17 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش
زعماء أحزاب المعارضة التركية المتمثلة بـ"الطاولة السداسية"/ رويترز

أرجأت 6 أحزاب معارضة تركية منضوية تحت ما يُعرف بـ"الطاولة السداسية" إعلان مرشحها الرئاسي المشترك إلى اجتماع سيُعقد الإثنين المقبل 6 مارس/آذار 2023، بحسب بيان صدر عن زعماء الأحزاب بعد اجتماع مطول استغرق 5.5 ساعات أمس الخميس.

رغم أن الاجتماع كان مخصصاً لتحديد المرشح الرئاسي المشترك ومن ثم الإعلان عنه أمام الجمهور، إلا أن زعماء المعارضة كانوا مضطرين للتشاور مع قيادات ومسؤولي أحزابهم لحسم الأمر، في ظل اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي من المقرر عقدها في 14 مايو/أيار المقبل.

وسائل إعلام تركية مختلفة أشارت إلى أن زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو هو الاسم الذي انتهت إليه الأحزاب المجتمعة باستثناء حزب الجيد، حيث كانت رئيسة الحزب، ميرال أكشنار، تميل إلى ترشيح أسماء أخرى مثل رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أو رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش.

زعماء الطاولة السداسية التي تضم 6 أحزاب معارضة / رويترز
زعماء الطاولة السداسية التي تضم 6 أحزاب معارضة / رويترز

كان من اللافت قبل اجتماع الطاولة السداسية، الخميس، تصريح المتحدث باسم حزب الجيد، كورشاد زورلو، حيث أكد أن إعلان اسم المرشح الرئاسي سيكون عقب الاجتماع فوراً يوم 2 مارس/آذار، وأن التحالف "سيظهر إرادته أمام الجمهور من خلال تحديد اسم المرشح".

في السياق، كان زعيم حزب السعادة المحافظ، تمل كارامولا أوغلو، صرح قبل الاجتماع بأن ترشيح أحد رؤساء الأحزاب الموجودة للرئاسة "سيعزز الاتفاق"، بينما أعرب رئيس الحزب الديمقراطي، غولتكين أويصال، بصراحة عن رغبة حزبه بترشيح كليجدار أوغلو.

يُشار إلى أن "الطاولة السداسية" تضم 6 أحزاب، هي: الشعب الجمهوري، والجيد، والسعادة، والديمقراطي، والمستقبل، والديمقراطية والتقدم، وبينما يعتبر أول حزبين هما الأكبر ويحجزان مقاعد داخل البرلمان، فإن الأربعة المتبقية لا تزال صغيرة وخارج البرلمان.

"لم نتفق بعد"

من جانب آخر، كان من اللافت تصريحات مسؤولين من حزب الجيد حول التأكيد على عدم الاتفاق بعد حول اسم المرشح الرئاسي المشترك، حيث نفى نائب رئيس الكتلة البرلمانية في الحزب، إرهان أوستة، توصل أحزاب الطاولة السداسية لاتفاق حول اسم بعينه، مشيراً إلى أنهم "ناقشوا أسماء عدة، لكنني أعتقد أنه لم يحدث اتفاق على اسم لوحده"، وفق ما نقلت صحيفة "يني شفق".

في السياق ذاته، كان عضو المجلس الإداري بحزب الجيد، تامر كايا ألب، أكثر وضوحاً، حيث قال إن "وجود مرشح ثالث أصبح أمراً ضرورياً حتى لا يعلق الناخب بين أردوغان وكليجدار أوغلو.. وعليه فإن الذي يبقى بعد الجولة الثانية هو الرابح، وإلا فإننا سنندم طيلة 5 سنوات قادمة"، بحد تعبيره. 

ومن الملاحظ أن النائب البرلماني بحزب الجيد ورئيس الشؤون المالية، أوميت ديكباير، والمعروف برفضه لترشيح كليجدار أوغلو، غرد عبر تويتر عقب اجتماع الخميس، قائلاً إن "الشعب أكبر من 5″، في إشارة إلى بقية أحزاب الطاولة السداسية المعارضة، لكن يبدو أنه حذف التغريدة لاحقاً.  

تغريدة محذوفة لرئيس الشؤون المالية في حزب الجيد التركي، أوميت ديكباير
تغريدة محذوفة لرئيس الشؤون المالية في حزب الجيد التركي، أوميت ديكباير

فيما علق مسؤولون في الحزب ذاته بعبارات من قبيل "تركيا ستكون بخير"، و"كل شيء سيكون جيد"، في إشارة -على ما يبدو- إلى أن الطاولة السداسية لا تزال متماسكة، رغم الخلاف بين حزبهم وحزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة.

ومن المقرر أن تلتقي أكشنار بالمجلس الإداري لحزبها، ظهر الجمعة، لمناقشة نتائج اجتماعها الأخير مع أحزاب المعارضة.

الشعب الجمهوري يعلن مرشحه!

بدوره، احتفى حزب الشعب الجمهوري باجتماع الطاولة السداسية، حيث شارك العديد من نواب ومسؤولي الحزب ذلك بتغريدات عبر تويتر تحت وسم "نبدأ"، بحسب ما رصدت صحيفة "صباح" التركية.

في السياق، أوضح سركان أوزجان، المتحدث باسم حزب المستقبل الذي يقوده رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، بأن هناك اسماً طُرح خلال الاجتماع، وأن الأحزاب توافقت بشكل مبدئي لكنها ستبلغ دوائرها المعنية بذلك، وذلك رداً على سؤال أحد الصحفيين فيما لو طُرح اسم كليجدار أوغلو.

ومع ذلك، فإن الخلاف لا يزال قائماً بين أكبر حزبين معارضين ضمن الطاولة السداسية، حيث لا تزال دوائر حزب الجيد مقتنعة بضرورة ترشيح اسم آخر غير كليجدار أوغلو الذي لم ينجح في كسب أي سباق انتخابي أمام أردوغان والحزب الحاكم منذ 2010.

أكشنار كانت على وشك المغادرة!

في هذا الصدد، يزعم الصحفي التركي المقرب من الشعب الجمهوري، مراد صابونجو، أن مشادة اندلعت بين أكشنار وكليجدار أوغلو خلال الاجتماع، وأن الأخير اضطر للتلويح بإمكانية التوقيع على بيان ختامي من قبل 5 أحزاب فقط، باستثناء حزب الجيد، لترد عليه أكشنار: "هل تريد مغادرتي إذن؟"، ما دفع قادة الأحزاب الأخرى للتدخل لحل الخلاف.

وزعم صابونجو أن الأحزاب حينما طرحت اسم كليجدار أوغلو، ردت أكشنار بالقول: "أقترح ترشيح أكرم إمام أوغلو أو منصور ياواش؛ لأن حزبي يقترح هذين الاسمين، وفي حال عدم ترشيح أحدهما فإن حزبي يدعوني لمغادرة الاجتماع".

في المقابل، رد كليجدار أوغلو على ذلك بأن إمام أوغلو وياواش سيواصلان منصبهما في رئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة، لتقول أكشنار أخيراً إنها مضطرة لمناقشة حزبها إذن، بحسب المصدر ذاته.

وخلصت الأحزاب الستة إلى إرجاء إعلان اسم المرشح الرئاسي، على أن يناقش حزب الجيد ذلك فيما بينه، ومن ثم تعقد الطاولة السداسية اجتماعاً آخر، الإثنين 6 مارس/آذار لإعلان ذلك دون تأخير.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 1 مارس/آذار 2023، أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بتركيا ستُجرى في 14 مايو/أيار المقبل.

تحميل المزيد