أعلنت مصر، مساء الجمعة 17 فبراير/شباط 2023، على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، إطلاق سراح 6 من رعاياها كانوا محتجزين بليبيا، في الوقت الذي قال فيه رئيس مؤسسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أحمد حمزة، في تصريحات لـ"الحرة" الأمريكية، إن المصريين كانوا محتجزين لدى الكتيبة 55 التابعة لجهاز دعم الاستقرار في منطقة الماية غرب العاصمة الليبية طرابلس.
المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، قال في تغريدة له على تويتر، إنه "وفقاً للمعلومات الواردة من سفارتنا في طرابلس، تم إطلاق سراح المصريين الستة المحتجزين في ليبيا". وأضاف: "نتابع عودة أبناء مصر آمنين إلى أرض الوطن"، دون تفاصيل أكثر.
أزمة تخص ستة مصريين في ليبيا
كان النائب المصري مصطفى بكري غرد على حسابه بـ"تويتر"، الخميس، مشيراً إلى "اختطاف ستة من المصريين الأقباط في ليبيا منذ نحو أسبوع".
أوضح أن "الستة ينتمون إلى قرية بمحافظة سوهاج (جنوبي مصر)، وهم عمال بسطاء سافروا للبحث عن فرصة عمل في مجال التشييد، وتم خطفهم عندما كانوا يستقلون الطريق البري عبر منطقة دميم ثم سبراتة".
أكدت كذلك وسائل إعلام مقربة من الكنيسة، من بينها قناة "سي تي في" التلفزيونية وموقع "أقباط متحدون"، اختطاف الأقباط الستة، أثناء توجههم براً من بنغازي إلى طرابلس. أفادت أيضاً بأن الخاطفين طلبوا فدية تناهز 30 ألف دولار عن كل فرد.
كان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" اختطف 21 مصرياً قبطياً مطلع عام 2015، ثم أعلن ذبحهم، وبث فيديو يظهر ذلك في فبراير/شباط من العام ذاته. وردَّت القاهرة بشن غارات جوية على أهداف في ليبيا، لم تعلن عنها حينها.
في وقت سابق من الجمعة، أعلنت الخارجية المصرية، أنها "وأجهزة الدولة المعنية تتابع باهتمام شديد على مدار الساعة، موقف المصريين الستة الذين تم احتجازهم في أحد مراكز الهجرة غير الشرعية (النظامية) في غرب ليبيا والذي لا يخضع للسلطات الليبية". وأوضحت أن "هؤلاء المواطنين الستة غادروا البلاد بتصاريح سفر تشترط وجودهم في الشرق الليبي فقط دون تخطيه إلى مناطق أخرى، وهو ما تعهد المواطنون بالالتزام به".
أشارت إلى أن "عدداً من المواطنين المشار إليهم تواجدوا في ليبيا عام 2021، وتعرضوا لمخاطر اقتضت تدخُّل وزارة الخارجية حينها لدى السلطات الليبية؛ لتسهيل ترحيلهم وإعادتهم سالمين إلى أرض الوطن".
يذكر أن ليبيا هي أبرز محطات العمالة المصرية لسنوات، وإحدى أبرز نقاط الهجرة غير النظامية، وتعيش حالياً أزمة سياسية ممتدة منذ نحو عقد من الزمن شهدت خلاله مواجهات مسلحة.
حوادث سابقة
جدير بالذكر أنه في يوليو/تموز 2015، أعلنت منظمة الهلال الأحمر الليبي العثور على 48 جثة لمهاجرين غير شرعيين، أغلبهم من مصر، في منطقة صحراوية تقع بين مدينتي أجدابيا وطبرق، وأفيد بأنهم ماتوا من العطش.
قالت المنظمة في بيان لها: "إن الضحايا كانوا في طريقهم إلى ليبيا بطرق غير شرعية للعمل هناك"، لافتة إلى أنها عثرت على 19 جثة مهاجر غير شرعي مصري منتشرة في المنطقة (ما يعنى أنهم تاهوا بحثاً عن الماء أو وصولاً لأقرب طريق)، إلى جانب 29 جثة أخرى وجدت ملقاة في الصحراء؛ لعدم توافر وسيلة لنقلهم.
بعد العثور على متعلقاتهم، اكتشفت السلطات أن أغلب المتوفين منحدرون من محافظات صعيد مصر، خاصةً أسيوط والمنيا وبني سويف، وهي من أشد المحافظات المصرية فقراً.
انتشال جثامين مصريين
أما في يوليو/تموز 2017، فانتشل رجال الهلال الأحمر الليبي جثث 19 مهاجراً مصرياً آخرين من صحراء الجغبوب على بعد نحو 400 كيلومتر جنوبي طبرق. وبحسب خالد الراقي، رئيس جمعية الهلال الأحمر الليبي، فإن المهاجرين دخلوا الأراضي الليبية سيراً على الأقدام، وماتوا من الجوع والعطش بعد أن ضلوا طريقهم.
في سياق متصل، غرقت ليبيا التي تتصارع على السلطة فيها حكومات ومجموعات مسلحة عدة، في الفوضى إثر الإطاحة بنظام معمر القذافي في أكتوبر/تشرين الأول 2011. إلا أن جهود إعادة إعمارها لا تزال تغري فقراء المصريين للسفر والعمل بها.
في الوقت نفسه تشير تقديرات مصرية غير رسمية إلى وجود ما بين 200 و250 ألف مصري حالياً في ليبيا، رغم أن عددهم جاوز المليونين في آخر الإحصاءات الرسمية قبل الانتفاضة التي أطاحت الرئيس المصري الراحل حسني مبارك في فبراير/شباط 2011.