تستعد الإمارات وضمن عملية "جالانت نايت 2" التي أطلقتها لمساعدة ضحايا الزلزال في جنوب تركيا لافتتاح المرحلة الأولى من المستشفى الميداني في منطقة الطوارئ بغازي عنتاب، في الوقت نفسه حققت حملة "الكويت بجانبكم" الرسمية، السبت، 11 فبراير/شباط 2023 تبرعات بـ42.6 مليون دولار في الساعات الأولى من انطلاقها لدعم ضحايا الزلزال.
كان زلزال قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا الإثنين 5 فبراير/شباط 2023، بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.
في حين ذكرت مصادر دبلوماسية إماراتية للأناضول، أن الإمارات بدأت "الاستعدادات لبدء استقبال الجرحى والمتضررين لتقديم الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية". وأضافت أنه سيتم "افتتاح قسم الطوارئ وقسم العمليات وقسم العناية المركزة وقسم الأشعة المقطعية وقسم التعقيم".
جهود إماراتية مستمرة لدعم تركيا
المصادر الدبلوماسية الإماراتية قالت إنه "جارٍ أيضاً العمل على فتح باقي الأقسام في المرحلة الثانية، والتي تشمل قسم المختبر وقسم الأشعة والصيدلة وقسم الأسنان والعيادات الخارجية وأجنحة المرضى بسعة 50 سريراً". وأشارت إلى أن "عدد الأطباء بالمستشفى يبلغ 15 طبيباً من مختلف التخصصات و60 ممرضاً وفنياً".
إضافة إلى ذلك، قالت المصادر إن المستشفى الميداني "يضم ضباطاً وأفراداً من القوات المسلحة الإماراتية"، مشيرة إلى أن "تنفيذ التدخلات سيتم بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة التركية".
تابعت المصادر أن الجهود "ستتواصل من خلال كوادر إماراتية مؤهلة للعمل على تقديم الدعم الطبي للتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، وتوفير كافة الإمكانات والموارد، وتقديم يد العون للمصابين تحت إشراف فريق طبي متخصص".
لفتت إلى أن "المستشفى الميداني المتنقل في تركيا هو استمرار للجهود الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الإغاثة للمتضررين والمصابين في مختلف دول العالم، مما يعكس الدور الإنساني للدولة وتعزيز التعاون الدولي في مختلف المواقف والأحداث".
في سياق متصل، فقد وصلت إلى كل من تركيا وسوريا 27 طائرة شحن ضمن عملية "الفارس الشهم/2" التي تقودها قيادة العمليات المشتركة بتوجيهات القيادة الإماراتية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية.
17 طائرة شحن من الإمارات لتركيا وسوريا
بحسب الوكالة، فإن "إجمالي ما سيرته الإمارات إلى تركيا بلغ 17 طائرة شحن، فيما بلغ إجمالي ما سيرته إلى سوريا 10 طائرات شحن على متنها مواد إغاثية وغذائية ومواد طبية وخيام إيواء".
كما بلغ عدد فرق البحث والإنقاذ الإماراتية في جمهوريتي تركيا وسوريا، بحسب الوكالة، 134 فرد إنقاذ إماراتياً يقومون بواجبهم الإنساني.
تبرعات من الكويت لدعم ضحايا زلزال تركيا وسوريا
في السياق ذاته، حققت حملة "الكويت بجانبكم" الرسمية، السبت، تبرعات بـ42.6 مليون دولار في الساعات الست الأولى من انطلاقها لدعم ضحايا زلزال تركيا وسوريا، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية (كونا). ووفق الوكالة، "تجاوزت حصيلة تبرعات الحملة 13 مليون دينار كويتي (42.6 مليون دولار) من متبرعين تجاوز عددهم 65 ألفاً، وذلك في الساعات الست الأولى من انطلاقها".
بدأت الحملة عبر "بث مباشر على تلفزيون الكويت (رسمي) الساعة 12 ظهراً بالتوقيت المحلي، على أن تنتهي في منتصف ليل (السبت/الأحد)" بالتوقيت المحلي، بحسب المصدر نفسه. وانطلقت الحملة بـ"التعاون بين وزارات الخارجية والإعلام والشؤون الاجتماعية، توحيداً للجهود المبذولة إثر الزلزال المدمّر".
تأتي الحملة "تنفيذاً لتوجيهات أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لمساندة الشعبين التركي والسوري بأقصى سرعة وبكافة الإمكانات المتاحة"، وفق الوكالة.
حملات شعبية عربية لدعم تركيا وسوريا
منذ وقوع الزلزال توالت الإعلانات العربية الرسمية بشأن تبرعات مساندة لتركيا وسوريا، أبرزها الحملة الشعبية في السعودية لدعم المتضررين بالبلدين، وحققت حتى ظهر السبت، أكثر من 66.6 مليون دولار في يومها الرابع.
كما أعلن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التبرع بـ50 مليون ريال قطري (14 مليون دولار) ضمن حملة بث مباشر للتلفزيون القطري حققت حتى منتصف الليلة الماضية 46 مليون دولار، والجزائر بـ45 مليون دولار، والضفة الغربية في فلسطين، بقيمة تصل إلى نحو 3 ملايين و500 ألف شيكل (نحو مليون دولار)".
كذلك ومنذ وقوع الزلزال وحتى الجمعة، أعلنت 16 دولة عربية رسمياً إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة لدعم تركيا، هي السعودية وقطر والكويت والإمارات ومصر ولبنان والجزائر والأردن والبحرين وليبيا وتونس وفلسطين والعراق وموريتانيا والسودان وسلطنة عمان.
وقفات تضامنية في فلسطين
في حين شارك عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة، مساء السبت، بوقفة تضامنية مع تركيا وسوريا على إثر الزلزال الذي ضرب جنوب الأولى وشمال الثانية وتسبب بمصرع وإصابة آلاف الأشخاص.
رفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها جمعية "كُن حياة لغزة" التركية (غير حكومية) في بلدة جباليا شمالي قطاع غزة، لافتات كتب على بعضها: "غزة تتضامن مع تركيا"، و"عزاؤنا لسوريا.. قلوبنا معكم"، و"عزاؤنا للشعب التركي".
قال داوود شهاب، المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي": "نعرب عن دعمنا وتضامننا مع الشعبين التركي والسوري". وأضاف في كلمة له خلال مشاركته في الوقفة: "نحن في قطاع غزة على أتمّ الاستعداد لمساندة والمساهمة في أعمال الإنقاذ في تركيا وسوريا".
كما قدم شهاب، التعازي لتركيا وسوريا في ضحايا الزلزال، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وشدد على ضرورة "تقديم العالم الدعم والمساندة للبلدين بكل الإمكانيات".
بدوره، قال رمضان عسلية، مندوب الجمعية في غزة لمراسل الأناضول: "نقف لنعرب عن تضامننا مع الشعبين التركي والسوري اللذين قدّما المساعدة للفلسطينيين في ظروفهم الصعبة، وخاصة قطاع غزة الذي شنت عليه الحروب الإسرائيلية".
أضاف: "نقول للشعبين ألمكم هو آلمنا، وجرحكم جرحنا، ونعرب لكما عن تعازينا بضحايا الزلزال، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
جلسات تأبين
في سياق متصل، نظمت جامعة مقديشو (خاصة) في الصومال، السبت، جلسات تأبين لضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين. وذكر مراسل الأناضول، أن الجلسات عُقدت في 7 مقرات تابعة للجامعة بالعاصمة مقديشو، بمشاركة نحو 7 آلاف طالب، حيث تخللتها تلاوة القرآن الكريم والدعاء لأرواح الضحايا.
قال مسؤول العلاقات الخارجية بالجامعة أويس حسن، للأناضول، إن جلسات التأبين "بهدف التضامن مع ضحايا الزلزال الذي خلّف آلاف القتلى وإصابة آلاف آخرين". وأضاف أن الجامعة ستطلق مبادرة لجمع تبرعات لمساعدة منكوبي الزلزال في تركيا.
من جانبها، قالت إكرام عمر، الطالبة في كلية الطب ونائبة رئيس اتحاد الطلاب في الجامعة للأناضول: "نحن هنا من أجل التضامن مع إخواننا في تركيا وسوريا". وأضافت عمر: "نأمل أن يتجاوز إخواننا في الدولتين هذه المحنة بأمان وسلام".
فيما أفاد الطالب بالجامعة محمد أمين للأناضول: "نقف إلى جانب الشعب التركي الشقيق، وندعو الله بالرحمة للضحايا والشفاء للمصابين والنجاة للمفقودين".
أردوغان يكشف القوة التدميرية لزلزال تركيا
في سياق متصل، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الزلزال الذي ضرب المناطق الجنوبية من تركيا بأنه أقوى وأكثر تدميراً بثلاثة أضعاف من زلزال عام 1999 المحفور في ذاكرة البلاد.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال زيارته مخيماً للمتضررين من الزلزال بمنطقة قايا بنار صلاح الدين الأيوبي بولاية ديار بكر. وأشار الرئيس التركي إلى أن الزلزال تسبب في دمار على مساحة 500 كيلومتر، وشُعر به على مساحة 1000 كيلومتر.
في حين تخطط الدولة التركية، بحسب الرئيس أردوغان، لإعادة بناء مئات الآلاف من المساكن مع بنيتها التحتية والفوقية وإعادة إنشاء المدن التي تعرضت لدمار كبير جراء الزلزال.
كما أعلن أردوغان تخصيص كافة المساكن الجامعية للمتضررين من الزلزال والانتقال إلى نظام التعليم عن بعد في الجامعات حتى الصيف القادم. وأشار إلى أن آثار التدمير شملت منطقة أوسع من زلزال أرزينجان عام 1939 وكانت أكثر شدة وتدميراً.
فيما أوضح أن الزلزال كان عنيفاً، ولا يمكن مقارنته بالزلازل التي تجاوزت شدتها 7 درجات في تاريخ تركيا كزلازل جانقير 1943 وجناق قلعة 1953 وغردا 1944 وفارتو 1966 ومودورنو 1967 وغاديز 1970 ومرادية 1976.
وأكد أن الزلزالين المتعاقبين والهزات التي تبعتهما ستسجل بأنها من أعنف الزلازل بتاريخ تركيا. واستشهد الرئيس التركي بتوصيف العلماء حول العالم لحجم الزلزال ومدى الدمار الذي خلفه. كما قال: "المدن التي ضربها الزلزال يسكن فيها 13.5 مليون إنسان. فيما يقطن نحو 20 مليون إنسان في إجمالي المنطقة التي شكل فيها الزلزال رعباً للسكان".