ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية، نقلاً عن بيان لوزارة الخارجية، أن الإمارات تدين الهجوم الذي وقع الجمعة 27 يناير/كانون الثاني 2023، على كنيس يهودي بأطراف القدس وتسبب في مقتل سبعة إسرائيليين وإصابة عشرة آخرين.
في سياق متصل قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن وجّه فريقه للأمن القومي بتقديم المساعدة لنظرائهم
، بعد الهجوم الذي وقع في القدس، الجمعة.
كان ثمانية أشخاص قُتلوا بينهم منفذ العملية، وأصيب 6 آخرون على الأقل في إطلاق نار أمام كنيس يهودي، بمستوطنة "النبي يعقوب" بالقدس. وتبنت العمليةَ "كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وقالت إن منفذها يدعى خيري علقم ويبلغ 21 عاماً. وقالت عبر حسابها على تويتر: "تزف كتائب شهداء الأقصى الاستشهاديَّ المنغمس خيري علقم (21 عاماً)، من حي الطور في القدس المحتلة".
الهجوم جاء بعد اقتحام الاحتلال لجنين
جاء الهجوم بعد يوم من عملية نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل 9 فلسطينيين وإصابة آخرين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية الخميس. وتقع مستوطنة "النبي يعقوب" قرب بلدة بيت حنينا، وهي مقامة على أراضيها، شمالي المدينة.
في سياق متصل قالت كارين جان-بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان: "ندين بشدة، الهجوم الشنيع المروع الذي وقع هذا المساء في معبد يهودي بالقدس، نشعر بالصدمة والحزن بسبب فقدان الأرواح". وأضافت: "الهجوم وقع بشكل درامي في اليوم العالمي لذكرى الهولوكوست الذي يحيي فيه العالم ذكرى من ماتوا في الهولوكوست".
الأمم المتحدة تدعو لضبط النفس
في الوقت نفسه قال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش "قلق للغاية"، بسبب التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ويدعو إلى "أقصى درجات ضبط النفس"، الجمعة.
كما قال المتحدث إن غوتيريش أدان بشدةٍ هجوم اليوم الذي أودى بحياة سبعة أشخاص على الأقل وأصاب عشرة آخرين.
فرحة الفلسطينيين بالهجوم
من جهة أخرى خرج مئات الفلسطينيين، ليل الجمعة، في مسيرات عفوية جابت شوارع وطرقات محافظات قطاع غزة والضفة الغربية، "احتفالاً" بعملية القدس التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين إضافة إلى المنفذ.
جاء ذلك وفق ما أفاد به مراسلو الأناضول في الأراضي الفلسطينية، احتفالاً بهجوم مسلح نفذه فلسطيني أمام كنيس في مستوطنة النبي يعقوب بالقدس.
وفق المراسل، أطلق مسلحون في غزة يتبعون لفصائل فلسطينية مختلفة، النار في الهواء ابتهاجاً، فيما ردّدت المساجد التكبيرات بعد الإعلان عن العملية.
أما في شوارع قطاع غزة، فأمطرت بعض النساء المسيرات التي خرجت تجوب الشوارع، بقطع من الحلوى.
في حين أطلق مواطنون بالضفة الغربية، الألعاب النارية بعد أن خرجوا ليحتفلوا بعملية القدس. وجابت مسيرات بالسيارات والدراجات النارية حاملةً الأعلام الفلسطينية، في شوارع وطرقات الضفة الغربية وقطاع غزة.
"رد سريع على ما حدث في جنين"
من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، مساء الجمعة، أن عملية القدس جاءت "رداً سريعاً" على مقتل 10 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، في الضفة الغربية، الخميس، بينهم 9 بمخيم جنين.
حيث قال مشير المصري القيادي بالحركة، في بيان تلقت الأناضول نسخة منه: "نبارك العملية البطولية في القدس المحتلة والتي تأتي رداً سريعاً على مجزرة جنين"، على حد تعبيره.
كما اعتبر "المصري" أن "العملية دليل على حيوية المقاومة وجهوزيتها، وقدرة المقاومين على الرد على الجرائم الإسرائيلية".
بدوره، قال متحدث الحركة حازم قاسم، لـ"الأناضول": "العملية رد طبيعي على جرائم الاحتلال ومجزرة جنين، الخميس". وأضاف: "حذّرنا الاحتلال من أن استمرار سياسة القتل والاغتيال وتدنيس المقدسات، سوف يفتح الباب أمام تصعيد كبير، وهو ما حصل". وحمّل قاسم، إسرائيل "المسؤولية عن تداعيات ما يحصل من تصعيد".
من جهته، قال طارق عز الدين متحدث حركة "الجهاد الإسلامي": "نبارك عملية القدس الفدائية المباركة التي جاءت في الزمان والمكان المناسبين رداً على مجزرة جنين". وأضاف في بيان وصلت إلى "الأناضول" نسخة منه: "هذه العملية ردّ طبيعي ومشروع على جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساتنا في كل مكان".
يذكر أنه ومنذ أشهر تشهد الضفة الغربية تصعيداً ملحوظاً في التوتر؛ جراء اقتحامات واعتقالات إسرائيلية تفجّر اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى.