حصل اللاجئ السوري حسن القنطار (41 عاماً) على الجنسية الكندية بعد 4 سنوات من منحه حق اللجوء من قبل السلطات الكندية، وكان قبل ذلك عالقاً في مطار كوالالمبور الدولي بماليزيا؛ حيث عاش هناك طيلة 7 أشهر رافضاً إجراءات الترحيل إلى وطنه الذي يعاني من الحرب.
واشتهر القنطار بلقب "رجل المطار"؛ حيث عكف على توثيق حياته من مطار كوالالمبور بشكل متواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن يحصل على حق اللجوء في كندا، ويبدأ في مساعدة لاجئين محتجزين لإعادة توطينهم في البلد الذي استقبله.
"اليوم أصبحت كندياً أكثر"
في تعليقه على قرار منحه الجنسية الكندية بعد 4 سنوات من إقامته هناك بصفة لاجئ، قال القنطار: "اليوم أصبحت كندياً أكثر، لكنني أعتبر نفسي كندياً منذ أول يوم… كان الأمر صعباً، في الكثير من الأوجه، إلا أنه انتهى بجائزة كبرى"، بحسب حديثه مع شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وفي احتفال منحه الجنسية، الأربعاء 11 يناير/كانون الثاني 2023، قال: "لقد كلفني الأمر أباً، فلم أكن هناك لأودّعه عندما كان بأقصى احتياج لي؛ لذا هذا ما يعنيه اليوم لي".
وكان القنطار قال لـ"بي بي سي" عندما وصل كندا إنه عرف أنه وصل إلى الوطن: "في اللحظة التي وضعت قدمي فيها على أرض مطار فانكوفر، شعرت بالفارق".
أضاف: "كلاجئين لسنا مجرد أشخاص بلا قوة وعديمي الحيلة يبحثون عن المساعدة، لكننا بالفعل نسعى للحصول على فرصة، لإثبات أنفسنا".
اللاجئ السوري حسن القنطار
بدأت قصة القنطار حينما غادر سوريا لتجنّب الخدمة العسكرية الإلزامية، وعندما اندلعت الحرب عام 2011 كان القنطار يعمل في مجال التأمين بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي ذلك الوقت رفض العودة إلى دياره.
لم يستطِع القنطار تجديد جواز سفره؛ لأنه لم يكمل الخدمة العسكرية، لكنه لم يرد العودة، خشية أن يتم اعتقاله أو تجنيده في الجيش؛ لذلك مكث بشكل غير قانوني في الإمارات العربية المتحدة، ولكن تم اعتقاله في عام 2016.
وفي عام 2017، تمكَّن من الحصول على جواز سفر جديد، ولكن تم ترحيله في النهاية إلى ماليزيا، وهي واحدة من الدول القليلة في العالم التي تسمح بدخول السوريين دون تأشيرة عند الوصول، وقد مُنح تأشيرة سياحية لمدة ثلاثة أشهر.
وعندما انتهى ذلك، حاول الذهاب إلى تركيا، ولكن تم رفض صعوده الطائرة وذهب إلى كمبوديا، ولكن تمت إعادته، وكان يعيش منذ ذلك الحين في منطقة الوصول في مطار ماليزي؛ حيث يعيش على الغذاء الذي تبرع به موظفو الخطوط الجوية.
وكان الشاب البالغ من العمر 41 عاماً من السويداء، جنوبي دمشق، قد تقدم بطلب للجوء في الإكوادور وكمبوديا، لكن محاولاته باءت بالفشل، كما حاول التواصل مع الكثير من المنظمات الحقوقية، بل وتواصل مع الأمم المتحدة، إلا أن موظفيها اعتذروا له وأبلغوه أن وضعه صعب.
بعد محاولات شبه يائسة وتنقلات من هناك وهناك، استطاع القنطار الوصول إلى مدينة ويسلر الكندية ليحصل على حق اللجوء من قبل السلطات الكندية.
أكثر من 7 أشهر في مطار كوالالمبور الدولي، وهو يغرّد، على حسابه على منصة تويتر، ويوثّق تجربته، ليساعد في شرح حاله وحال ملايين المتأثرين بالأزمة التي أسفرت عن ملايين اللاجئين.
هذه المقاطع التي نشرها، جعلته شهيراً على المستوى العالمي، وجذبت انتباه 3 كنديين تقدموا لمساعدته، بحسب "بي بي سي".