أعلنت السعودية عن إجراء محادثات لإطلاق مشروع فضائي "عجيب" لإنشاء فنادق عائمة في الفضاء، حسبما أفاد محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، محمد بن سعود التميمي، الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، خلال مؤتمر "حوار أبوظبي للفضاء" الذي عُقد بالعاصمة الإماراتية على مدار يومين.
خلال المؤتمر الذي ضم قائمة حضور من 50 وكالة وهيئة فضائية دولية، تحدث التميمي باهتمام شديد عن مشروعات "الاستغلال التجاري للفضاء"، حسبما نقل موقع Middle East Eye البريطاني.
إذ قال التميمي: "نستمع إلى كثير من العروض المقدمة من شركات مختلفة فيما يتعلق بالسياحة الفضائية، وبناء فنادق في هيئة محطات فضائية، ليصبح الفضاء سلعة تجارية. وأنا أرى أن هناك فرصة كبيرة متاحة لذلك…".
أضاف: "هذا هو الوقت المناسب في [تاريخ التعرف على] الفضاء لنشهد فيه استغلالاً تجارياً حقيقياً له"، ولذلك فإن السعودية تجري حالياً مباحثات مع دول أخرى بشأن "بناء نموذج جديد للمحطات الفضائية".
في الوقت ذاته، أوردت وكالة رويترز في سبتمبر/أيلول الماضي، أن الرياض تنوي إرسال اثنين من رواد الفضاء إلى "محطة الفضاء الدولية" على متن كبسولة فضائية تابعة لمشروع "سبيس إكس" المملوك للملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
يُذكر أن السعودية وقعت الصفقة مع شركة "أكسيوم سبيس" الأمريكية المتخصصة في خدمات نقل الطواقم المدنية إلى الفضاء. في حين أعلنت أن الرحلة ستضم مواطنة سعودية على الأقل، لتصبح أول امرأة عربية تصعد إلى الفضاء.
مشروعات هائلة الضخامة
في عام 1985، كان الأمير السعودي سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود أول عربي يصل إلى الفضاء على متن مكوك الفضاء "ديسكفري" التابع لوكالة ناسا الأمريكية.
والسعودية إحدى الدول العشرين الموقعة على "اتفاقيات أرتميس" المعنية بوضع إطار للتعاون الدولي في مجال الاستكشاف المدني والاستخدام السلمي للقمر والمريخ والأجرام الفلكية الأخرى خلال العقود المقبلة.
وقال التميمي إن السعودية ستكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن استراتيجيتها الفضائية الوطنية في أوائل عام 2023.
يُشار إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، شرع خلال السنوات الماضية، في إطلاق مشروعات ضخمة ولافتة للأنظار، والغاية المعلنة منها هي تقليل اعتماد المملكة على أموال النفط، والتوسع الاقتصادي في الاعتماد على مصادر أخرى، بحسب موقع "ميدل إيست آي".
في هذا السياق، كشفت دار التصميم الهندسي الإيطالية Pierpaolo Lazzarini، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن خطط للتعاون مع السعودية في بناء "يخت عملاق" (Terayacht) على هيئة سلحفاة بقيمة 8 مليارات دولار، ليكون أكبر هيكل مائي عائم في العالم.
وفي غضون ذلك، تواصل المملكة المضي قدماً في مشروع "نيوم"، وهي مدينة ضخمة تبلغ تكلفة إنشائها 500 مليار دولار وتزيد مساحتها على مساحة مدينة نيويورك بنحو 33 مرة. ومن المقرر أن يشمل المشروع مدينة تأتي على هيئة خط مستقيم وتمتد بطول 170 كيلومتراً، ومدينة ثانية عائمة، إضافة إلى منتجع تزلج وقرية ثلجية عمودية.