أعربت الولايات المتحدة، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن قلقها من "تهديدات" إيرانية للسعودية، مؤكدة أنها "لن تتردد" في الرد إذا لزم الأمر، في حين أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن واشنطن ستظل على "اتصال مستمر مع السعوديين من خلال القنوات العسكرية والمخابراتية".
المتحدث الأمريكي شدد على أن واشنطن لن تتردد في التحرك "دفاعاً عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة"، في تغيّر طرأ على سلسلة من تصريحات التحذير والتهديد بعد اتجاه السعودية الغنية بالبترول نحو خفض إنتاج النفط، الأمر الذي أغضب إدارة الرئيس جو بايدن.
هجوم إيراني "وشيك"
تأتي التصريحات الأمريكية الجديدة بعد أن ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين؛ أن السعودية تبادلت معلومات استخباراتية مع الولايات المتحدة تحذر من "هجوم إيراني وشيك" على أهداف في المملكة.
وأضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة والسعودية ودول مجاورة أخرى رفعت مستوى التأهب للقوات العسكرية بعد التحذير من الهجوم الوشيك.
في سياق متصل، تقول الولايات المتحدة إن إيران تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، مما دفع واشنطن إلى أن تنحي جانباً الجهود الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.
قرار أوبك+ أغضب واشنطن
ودخل الرئيس الأمريكي جو بايدن في خلاف مع السعودية في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن قرر تحالف أوبك+ الذي تقوده المملكة خفض إنتاج النفط، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة.
يشار إلى أنه في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن تحالف "أوبك+"، عقب اجتماع له، خفض إنتاج النفط الخام بمقدار مليوني برميل يومياً، اعتباراً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وأثار القرار غضباً أمريكياً تجلى على لسان البيت الأبيض الذي قال إن بايدن "يشعر أنه ينبغي إعادة تقييم العلاقات مع السعودية"، في حين اعتبرت واشنطن قرار خفض إنتاج النفط "اصطفافاً بجانب روسيا".
في حين علقت الخارجية السعودية على تصريحات واشنطن بأنها لا تقبل أي نوع من الإملاءات، وترفض أية تصرفات تهدف لتحوير الأهداف التي تسعى إليها لحماية الاقتصاد العالمي.
واشنطن تخفف من حدة خطابها
لكن أمريكا عمدت إلى تخفيف حدة تصريحاتها تجاه السعودية التي تعتبر حليفاً وشريكاً لواشنطن، حيث رحبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، بمواقف السعودية "الداعمة لأوكرانيا"، في 25 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم.
وأشادت المسؤولة الأمريكية بتصويت الرياض ضد روسيا في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى تعهدها بتقديم 400 مليون دولار لدعم عمليات إعادة الإعمار في أوكرانيا والاحتياجات الإنسانية.
وأضافت: "لاحظنا أنه بعد قرار تحالف أوبك+، صوتت السعودية ضد روسيا في الأمم المتحدة، وتعهدت بتقديم 400 مليون دولار لدعم إعادة إعمار أوكرانيا". مشيرة إلى أن الرئيس جو بايدن وفريق عمله "سيأخذان وقتهما في تقييم العواقب التي يجب أن تواجهها السعودية، رداً على قرار تحالف أوبك+، الذي تقوده السعودية خفض الإنتاج".