بعد وفاة أطفال مصابين بسرطان الدم.. الحوثيون: أدوية مهربة “ملوثة ببكتيريا قاتلة” وراء موتهم

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/17 الساعة 21:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/17 الساعة 21:07 بتوقيت غرينتش
أطفال اليمن - توضيحية / رويترز

كشفت جماعة الحوثي اليمنية، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن أدوية مهربة "ملوثة ببكتيريا قاتلة" وراء حادثة وفاة 10 أطفال مصابين بسرطان الدم "لوكيميا"، والتي جرى الكشف عنها قبل أيام، وفق ما أعلنت عنه في مؤتمر صحفي عقدته في صنعاء؛ لإطلاع الرأي العام على آخر مستجدات القضية.

في المؤتمر أشار رئيس المجلس الطبي الأعلى التابع للحوثيين، الدكتور مجاهد معصار، إلى أنه فور تلقي البلاغ بهذه الحادثة قام وزير الصحة طه المتوكل بتشكيل لجنة تحقيق من الجهات المعنية والتي بدأت بمباشرة أعمالها. 

في سياق متصل، كانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، قد أعلنت مساء الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، وفاة 18 طفلاً، بجرعة دواء منتهية الصلاحية، في مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء. 

10 حالات وفاة

المسؤول في جماعة الحوثي قال إن 29 حالة تلقت جرعة من دواء مهرب، 10 حالات منها لم تتعرض لمضاعفات، فيما تعرضت 19 حالة لمضاعفات، توفي منها 10 أطفال وحالة في العناية المركزة والبقية تحسنت، مشيراً إلى اكتشاف حالتين أيضاً تعرضتا لمضاعفات الدواء في حضرموت، إحداها في العناية المركزة. 

وأضاف معصار أن اللجنة قامت بالتحقيق وتم إرسال العينات التي استخدمت للمرضى من الأدوية التي تم شراؤها من إحدى الصيدليات، للفحص في معمل الهيئة العليا للأدوية، وثبت أن التركيبة كانت ملوثة ببكتيريا قاتلة، وهي التي أدت إلى التهابات سحائية شديدة لدى الأطفال. 

حسب المعصار فإن سبب تأخير تقديم النتائج يتمثل في أن الفحص بحاجة إلى 14 يوماً لتظهر النتائج، مؤكداً أنه تم استكمال التحقيقات وإحالة ملف القضية إلى النائب العام. 

كما طالب الأمم المتحدة بسرعة فتح مطار صنعاء الدولي والموانئ اليمنية؛ ليتم ضبط وتسريع دخول الأدوية إلى البلد، لتجنب حدوث مثل هذه الكوارث والحد من دخول الأدوية المهربة لليمن. 

دواء مهرّب من خارج البلاد

من جانبه، أكد رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية، الدكتور محمد الغيلي، أن مضاعفات الأطفال المرضى هي نتيجة لدواء تم تهريبه من خارج البلاد ووصل إلى إحدى الصيدليات في صنعاء والذي تم شراؤه من قِبل أهالي المرضى؛ ما تسبَّب في هذه المضاعفات ووفاة عدد من الحالات. 

وحمّل رئيس الهيئة العليا للأدوية التحالفَ العربي مسؤولية دخول الأدوية المهربة وتأخر وصول الأدوية الحيوية، خاصة للأمراض المزمنة. 

كان وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، قد أكد أن سبب وفاة الأطفال هو توزيع الحوثيين جرعات دواء كيميائي منتهية الصلاحية، تم تكديسها لفترات طويلة في المخازن. 

الحوثيون "يتلاعبون"

الوزير اليمني أوضح في تصريحات صحفية، الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، أن "الحوثيين كانوا قد حصلوا على هذه الأدوية كمساعدة مجانية من منظمة الصحة العالمية وجهات مانحة أخرى، وباعوا جزءاً منها، وخزنوا كميات أخرى لفترات طويلة، قبل أن يقوموا بالتلاعب بتاريخ الانتهاء، وتوزيعها على المستشفيات". 

لم تذكر الحكومة ولا جماعة الحوثي زمناً محدداً لوفاة الأطفال، لكن وسائل إعلام محلية أفادت بأنه تم حقنهم نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتوفوا على مدار أيام متفرقة. 

ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حرباً بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومةً بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014. 

وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر تقدر بـ126 مليار دولار، وفق الأمم المتحدة.

تحميل المزيد