نجحت بعثة أثرية، بقيادة عالمة الآثار المصرية، علا العجيزي، في الكشف عن تابوت أثري كان مدفوناً تحت الرمال بالقرب من القاهرة لآلاف السنين، في حين وصف علماء الآثار هذا الاكتشاف بـ"المذهل والخيالي"، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد، 2 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
هذا التابوت الغرانيتي العملاق كان مغطى بنقوش مخصصة لـ"بتحمويا"، الذي كان يترأس خزانة الملك رمسيس الثاني، أقوى فراعنة مصر.
واكتشفت الدكتورة علا العجيزي، الأستاذة الفخرية بكلية الآثار بجامعة القاهرة، هذا التابوت في مقبرة سقارة الأثرية، التي تبعد عن جنوب القاهرة بحوالي 32 كم.
كانت العجيزي اكتشفت العام الماضي مقبرة بتحمويا على مستوى السطح. ونجحت هذه المرة في اكتشاف مقبرته تحت الأرض مع التابوت الحجري، الذي قد يساعد في معرفة مزيد من المعلومات عمن حكموا مصر بعد توت عنخ آمون.
نزلت في دلو لعمق 8 أمتار
وسط ساحة المقبرة، اكتشف فريق العجيزي قمة فتحة رأسية يمكن المرور منها إلى غرفة الدفن. ولكن تبين أن هذه الفتحة شديدة العمق، إذ بلغ عمقها 8 أمتار، لدرجة أنهم أمضوا أسبوعاً في إزالة الرمال منها فقط، باستخدام دلو متصل برافعة حبل يدوية.
وبعدها وضعت العجيزي نفسها في الدلو ونزلت إلى أسفل. وهناك، فوجئت باكتشاف التابوت الحجري.
يُشار إلى أن العثور على تابوت كامل في مقبرته الأصلية نادر الحدوث. إذ قالت العجيزي لصحيفة The Observer: "اكتشاف هذا التابوت في مكانه الأصلي في المقبرة مثير جداً؛ لأنه تابوت صاحب المقبرة، وهذا لا يحدث دائماً".
وأضافت: "في بعض الأحيان يكون التابوت لشخص مختلف في فترة لاحقة، حين استًخدم القبر في فترات لاحقة. لكن الأمر ليس كذلك هذه المرة"، مشيرة إلى أن ألقاب بتحمويا في النقش الهيروغليفي تؤكد قربه من الملك، وهذا يثبت أنه كان يتمتع "بمنصب شديد الأهمية حينذاك".
كما لفتت إلى أن التابوت يحمل نقوشاً لشعارات الآلهة، مثل إلهة السماء نوت، التي تفرد جناحيها على غطاء التابوت لحماية المتوفى.
وسيعمل فريقها الآن على دراسة هذا التابوت؛ لكشف القصة الكاملة لحياة بتحمويا.