ارتفعت حصيلة ضحايا الاشتباكات المتواصلة وسط العاصمة بغداد، مساء الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، إلى عشرين قتيلاً وعشرات الإصابات، حسبما قالت مصادر طبية لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية.
سقط هذا العدد من القتلى في اشتباكات مسلحة بين متظاهرين وقوات الأمن بالمنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد، في حين تداول نشطاء على منصات التواصل مقطع فيديو لجندي عراقي قالوا إنه قُتل في الاشتباكات الدائرة بالمنطقة الخضراء.
اشتباكات بالمنطقة الخضراء في بغداد
يأتي ذلك في الوقت الذي تداول فيه نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي ومنصات إعلامية، مساء الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، مقاطع فيديو لاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل المنطقة الخضراء في بغداد، ولم يتضح بعدُ أطراف الاشتباك.
في حين قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن 7 قذائف هاون على الأقل سقطت مساء الإثنين في المنطقة الخضراء، التي تضم مقار حكومية وسفارات، ورصد مراسل الجزيرة وقوع ستة انفجارات داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، ونقل عن شهود عيان سقوط قتلى وإصابات وسط المتظاهرين.
إطلاق نار في المنطقة الخضراء
في الوقت نفسه أفاد مراسل الجزيرة بوقوع إطلاق نار كثيف قرب البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء، وإطلاق نار كثيف في البصرة، بالتزامن مع بدء سريان حظر التجول الشامل في جميع المحافظات العراقية.
فيما قالت وكالة الأنباء العراقية إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وجّه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني. وأضاف الكاظمي أنه وجّه بفتح تحقيق عاجل بشأن أحداث المنطقة الخضراء، مطالباً قوات الأمن بحماية المتظاهرين.
في سياق ذي صلة، ذكرت وكالة الأنباء العراقية، الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بدأ إضراباً عن الطعام "حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح".
يأتي ذلك في الوقت الذي قُتل فيه 12 شخصاً على الأقل، الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، بالمنطقة الخضراء في بغداد وأصيب 85 آخرون، بحسب حصيلة جديدة أدلت بها مصادر طبية لوكالة فرانس برس، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان زعيم التيار الصدري اعتزاله نهائياً العمل السياسي.
فيما لم يرد بعدُ تأكيد من مكتب الصدر.
حظر تجوال في العراق
في الوقت نفسه أصدرت القيادة العسكرية العراقية قراراً بفرض حظر تجول في عموم البلاد، بينما دعت بعثة الأمم المتحدة بالعراق إلى ضبط النفس، في بلد يبدو فيه أن المأزق السياسي الناتج من الانتخابات التشريعية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، يأخذ منعطفاً جديداً.
فيما نشبت فوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي اعتزاله العمل السياسي؛ مما دفع مئات من أنصاره إلى اقتحام القصر الحكومي.
من جهة أخرى فقد تعمقت الأزمة بالعراق، الذي يعيش في مأزق سياسي منذ انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2021 التشريعية مع تدهور الوضع في وسط العاصمة العراقية، إثر اقتحام مئات من أنصار التيار الصدري مقر رئاسة الوزراء، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس، بعد إعلان مقتدى الصدر، أحد أهم الفاعلين في السياسة العراقية، بصورة مفاجئة، اعتزاله العمل السياسي بشكل "نهائي".
إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين
من ناحية أخرى قال مصدر أمني لوكالة فرانس برس، إن قوات الأمن تدخلت وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عند مداخل المنطقة الخضراء، فيما اجتاح أنصار الصدر غرف المكاتب وجلسوا على الأرائك أو قفزوا في المسبح، أو راحوا يلتقطون صور "سيلفي".
في حين ذكرت فرانس برس أنّ فرض الجيش حظر التجول في بغداد، اعتباراً من الثالثة والنصف بعد الظهر، ومن ثم بجميع أنحاء العراق في السابعة مساء، لم يغير من الوضع شيئاً، وذكرت أن دوريات للشرطة انتشرت في العاصمة، وعمت الفوضى المنطقة الخضراء المحصنة.
كانت قيادة العمليات المشتركة في العراق، الإثنين 29 أغسطس/آب 2022، قد أعلنت فرض حظر تجوال شامل بجميع محافظات البلاد، في ظل توترات أمنية بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.
حظر تجوال في العراق
حيث ذكرت القيادة في بيان، أنها "تعلن حظر التجوال الشامل في جميع محافظات العراق اعتباراً من الساعة السابعة من مساء اليوم الإثنين (17:00 ت.غ) إلى إشعار آخر"، بحسب وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
في الوقت نفسه حذَّرت السفارة الأمريكية في بغداد من العنف وتعريض "أمن واستقرار وسيادة" العراق للخطر، ودعت إلى الحوار لحل الخلافات.
في المقابل أطلقت قوات الأمن، الإثنين، النار بكثافة وأبعدت المتظاهرين من أنصار التيار الصدري عن محيط القصر الحكومي بالمنطقة الخضراء وسيطرت عليه بالكامل، وفق وسائل إعلام محلية.
اجتماع وزاري لبحث التطورات
في حين ترأس رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية في مقر العمليات المشتركة؛ لمناقشة اقتحام المتظاهرين لمؤسسات حكومية.
عقب الاجتماع، دعا الكاظمي في بيان، المتظاهرين إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي للخطر".
يذكر أن العراق يشهد أزمة سياسية زادت حدتها منذ 30 يوليو/تموز 2022، حيث بدأ أتباع التيار الصدري اعتصاماً ما زال متواصلاً داخل المنطقة الخضراء، رفضاً لترشيح تحالف "الإطار التنسيقي" (مقر من إيران) محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ومطالبةً بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
فيما حالت الخلافات بين القوى السياسية، لا سيما الشيعية منها، دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.