قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس 14 يوليو/تموز 2022، إنه لن يتجنب الحديث عن حقوق الإنسان عندما يزور السعودية في المحطة الثانية من رحلته بالشرق الأوسط، مضيفاً أن موقفه من قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي واضح "تماماً".
وأوضح: "من ثم، (أقول إن) هناك قضايا كثيرة على المحك، أريد أن أوضح أن بإمكاننا الاستمرار في القيادة بالمنطقة وعدم ترك فراغ تملؤه الصين و/أو روسيا".
"سبب ذهابي للسعودية أكبر بكثير"
وفي مؤتمر صحفي عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بالقدس، قال بايدن: "لم ألتزم الصمت إزاء حقوق الإنسان"، مضيفاً أن "سبب ذهابي للسعودية أكبر بكثير، وهو تعزيز المصالح الأمريكية".
وتلقى رحلة بايدن للمملكة، التي يُتوقع أن يلتقي خلالها الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، معارضة في الولايات المتحدة بسبب اتهامات بأن مقتل خاشقجي على يد عملاء سعوديين في إسطنبول عام 2018 كان مدبراً من مسؤولين سعوديين كبار.
وخلص تقرير للمخابرات الأمريكية، العام الماضي، إلى أن ولي العهد السعودي وافق وربما يكون قد أصدر الأمر بقتل خاشقجي، الذي كان قريباً من دوائر السلطة ثم تحول إلى منتقد للأمير محمد يوجه انتقادات لسياساته في مقالات بصحيفة واشنطن بوست.
وقال بايدن، الذي وصف الحكومة السعودية بأنها "منبوذة" بسبب دورها في الاغتيال الذي حدث في 2018، إن وجهات نظره إزاء القتل "واضحة تماماً".
وأضاف: "أثير دائماً موضوعات حقوق الإنسان، لكن موقفي من خاشقجي واضح للغاية. إذا كان هناك من لا يفهمه في السعودية أو في أي مكان آخر، فإنه مغيّب تماماً منذ فترة".
بايدن يدافع عن زيارته للسعودية
في السياق، كان بايدن في 9 يوليو/تموز الجاري، قال إن حقوق الإنسان ستكون على جدول أعماله خلال زيارته للسعودية، مع تقديمه عرضاً أولياً لزيارة يهدف فيها إلى إعادة العلاقات مع ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان، الذي سبق أن ندد به بايدن.
وفي تعليق نُشر بصحيفة "واشنطن بوست"، ذلك الوقت، قال بايدن إن هدفه هو إعادة توجيه العلاقات وليس قطعها، مع دولة تعد شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة منذ 80 عاماً.
وأضاف بايدن: "أعرف أن هناك كثيرين يختلفون مع قراري السفر إلى السعودية، آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة ومعروفة منذ أمد بعيد، والحريات الأساسية دائماً على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج".
كانت العلاقات بين الرياض وواشنطن قد توترت عقب مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في قنصلية بلده بإسطنبول عام 2018، وأشارت الاستخبارات الأمريكية إلى أنها تعتقد أن الأمير محمد بن سلمان "كان وراء قتل خاشقجي"، وهو ما نفته الرياض مراراً.
هذه الزيارة تأتي بينما يحتاج بايدن إلى مساعدة السعودية الغنية بالنفط، في وقت ترتفع فيه أسعار البنزين، ومع تشجيعه جهود إنهاء الحرب في اليمن، بعد أن مدَّد السعوديون في الآونة الأخيرة وقفاً لإطلاق النار هناك، كما تريد الولايات المتحدة أيضاً كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونفوذ الصين العالمي.
في هذا الصدد، قال بايدن إن السعودية ساعدت بالآونة الأخيرة في إعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بالكامل، وتعمل على استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة أوبك الآخرين.