يستعد الجيش الإسرائيلي لجولة جديدة من التحقيق في مقتل مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية وخبراء رسم الخرائط، بحسب ما نشرته صحيفة Times Of Israel الإسرائيلية، الأحد 26 يونيو/حزيران 2022.
إذ أفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن إعلان لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، أن المسؤول عن مقتل شيرين أبو عاقلة هو الجيش الإسرائيلي، قد دفع السلطات الإسرائيلية إلى الاستعداد لجولة أخرى من التحقيق في مقتلها.
الصحيفة أشارت إلى أن جنوداً من وحدة الاستخبارات المرئية 9900 التابعة للجيش الإسرائيلي والمتخصصة في رسم الخرائط سيشاركون في التحقيق؛ لتوضيح من أطلق الرصاصة التي قتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية في 11 مايو/أيار، كما يشارك في التحقيق نائب رئيس العمليات الخاصة للاستخبارات العسكرية.
وقالت الصحيفة إنه لم يكن من المتوقع فتح تحقيق جنائي ما لم تظهر أدلة جديدة تُظهر أن جندياً إسرائيلياً تصرف عمداً أو بإهمال في الفترة التي سبقت مقتل أبو عاقلة.
جاء استخدام صور الأقمار الصناعية بالتحقيق، في أعقاب عدد من التقارير الصادرة عن وكالات الأنباء الدولية والأمم المتحدة التي تؤكد أن أحد جنود الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاصة التي قتلت الصحفية.
وقتلت شيرين أبو عاقلة، التي كانت ترتدي خوذةً وسترة عليها عبارة "صحافة"، خلال اشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين في أثناء تغطيتها لعملية للجيش الإسرائيلي بمخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.
تقديرات الجيش الإسرائيلي
وبحسب موقع Ynet الإسرائيلي، يقدِّر الجيش أن أكثر من ألف رصاصة أطلقها الطرفان خلال تبادل إطلاق النار في جنين.
إذ قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إنهم حددوا بندقيةً من الممكن أن تكون هي التي أطلقت الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، لكن هذا التأكيد يتطلب تحليلاً لمطابقة البندقية بالرصاصة، ورفضت رام الله تسليم الرصاصة لإسرائيل وإجراء تحقيق مشترك.
ويوم الجمعة، قالت الأمم المتحدة، 24 يونيو/حزيران، إن النتائج التي توصلت إليها أظهرت أن الرصاصة التي قتلت صحفية الجزيرة في 11 مايو/أيار، أطلقها جنودٌ إسرائيليون.
على أثر ذلك، قام مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بفحص الصور والفيديو والمواد الصوتية، وزار الموقع، واستشار الخبراء، واستعرض الاتصالات الرسمية، وأجرى مقابلات مع الشهود.
وأظهرت النتائج أن سبعة صحفيين وصلوا إلى المدخل الغربي لمخيم جنين للاجئين بعد السادسة صباحاً بقليل. في نحو الساعة الـ6:30 صباحاً، عندما اتجه أربعة من الصحفيين إلى شارع معين، "أُطلقت عدة رصاصات فرادى تبدو مُصوَّبة تجاههم من جانب قوات الأمن الإسرائيلية"، كما قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
في السياق، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني، إن "الطلقات التي قتلت أبو عاقلة وجرحت زميلها علي الصمودي جاءت من قوات الأمن الإسرائيلية وليس من إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين فلسطينيين، كما ادعت السلطات الإسرائيلية في البداية".
وتابعت شمداساني: "لم نعثر على أي معلومات تشير إلى وجود نشاط لمسلحين فلسطينيين في الجوار المباشر للصحفيين".
إسرائيل ترفض التقرير الأممي
في المقابل، رفض الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة، تقرير الأمم المتحدة، قائلاً إن التحقيق معيب دون الوصول إلى بيانات مهمة.
وفي بيان بعنوان "أين الرصاصة؟"، حث الجيش الإسرائيلي السلطة الفلسطينية مرة أخرى على تسليم الرصاصة، حيث شكك هو ووزراء في منهجية التحقيق ونزاهته.
الجيش الإسرائيلي قال في بيانه، إنَّ "رفض الفلسطينيين تسليم الرصاصة وإجراء تحقيق مشترك يشير إلى أولوياتهم".
وبينما يقول الجيش الإسرائيلي إنه لا يستطيع أن يقول بشكل قاطع، من أطلق عليها الرصاص حتى تصيبه الرصاصة، فقد كرر أن تحقيقاته حتى الآن أظهرت أنها لم تكن مستهدفة بشكل متعمد.