أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس 16 يونيو/حزيران 2022، عزم بلاده على التوصل إلى "عودة متبادلة للاتفاق النووي مع إيران".
وقال بلينكن في تصريحات صحفية: "واشنطن ثابتة وعازمة على اتباع الدبلوماسية التي تهدف إلى التوصل لعودة متبادلة للاتفاق النووي".
في المقابل حذر الوزير الأمريكي أنه في غياب أي صفقة للعودة المتبادلة للاتفاق النووي، فإن واشنطن "ستواصل استخدام سلطات العقوبات للحد من صادرات النفط والمنتجات البترولية والبتروكيماوية الإيرانية".
كما أكد بلينكن فرض واشنطن عقوبات على منتجي بتروكيماويات إيرانيين، لارتكابهم وانخراطهم في أنشطة تعد "تحايلاً على العقوبات".
العودة للاتفاق النووي بشرط
في السياق ذاته، قالت وزارة الخارجية في بيان، الخميس، إن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت تعتقد أن العودة إلى الاتفاق النووي مع طهران "أمر ممكن" إذا تخلت إيران عن شروط لا علاقة لها بالاتفاق.
وأشارت إلى أن واشنطن ملتزمة مع شركائها بأن إيران "لن تحصل على السلاح النووي".
لكن في المقابل، كان تقرير أمريكي ذكر الثلاثاء 14 يونيو/حزيران الجاري، أن الأمور بشأن الاتفاق النووي مع إيران "قد تكون وصلت إلى طريق مسدود"، لافتاً إلى أن طهران باتت تمتلك بالفعل جميع ما يلزم لإنتاج سلاح نووي.
من جهة أخرى، ذكر التقرير الذي نشرته شبكة CNN International الأمريكية تحت عنوان "إيران أقرب إلى بناء القنبلة النووية من أي وقت مضى"، أن إيران عزَّزت تخصيب اليورانيوم بوتيرةٍ لم نشهدها منذ توقيع الاتفاق النووي التاريخي بينها والقوى الغربية عام 2015.
وأسفر الاتفاق عن تقييد إيران لتخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات، ثم كان الارتداد عن ذلك بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018.
تصعيد إيراني
ويذهب محللون الآن إلى أن طهران ربما تكون قد حصلت بالفعل على المواد اللازمة لتصنيع سلاح نووي، حسب التقرير.
كانت إيران مطلع يونيو/حزيران الجاري أغلقت كاميرات المراقبة التي تستخدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة النشاط في المنشآت النووية الرئيسية في البلاد.
وجاءت الخطوة الإيرانية رداً على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إدانة طهران فيما يتعلق بتعاونها مع مفتشي الوكالة.
وحذر رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن هذه الخطوة قد توجه "ضربة قاضية" للمفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.
كشفت وكالة Reuters، التي ذكرت أنها اطلعت على تقريرٍ للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن النشاط النووي المتصاعد في إيران، أن إيران أخذت تركِّب بكثافة أجهزة طرد مركزي متطورة في محطة تخصيب أنشأتها تحت الأرض.
وجاء التقرير بعد أن أقر مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية مشروع قرار إدانة لطهران بعد امتناعها عن تقديم إجابة واضحة عن أسئلة بشأن آثار لليورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
يُذكر أنه منذ شهور يتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة و5 دول أخرى، في العاصمة النمساوية فيينا حول صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو/أيار 2018.