تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد 29 مايو/أيار 2022 مقاطع فيديو متنوعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين وهم يعتدون على نساء فلسطينيات شاركوا في مسيرة لمنع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى.
يأتي ذلك في الوقت الذي تداول فيه نشطاء مقطع فيديو لأحد المستوطنين وهو يهاجم الصحفيين الفلسطينيين ويتحدث عن الصحفية التي قتلها الجيش الإسرائيلي، شيرين أبو عاقلة.
كان الجيش الإسرائيلي قد قتل شيرين أبو عاقلة في 11 مايو/أيار 2022 بالرصاص أثناء تغطيتها مداهمة للجيش الإسرائيلي في جنين بالضفة الغربية المحتلة. وكانت ترتدي خوذة وسترة واقية كُتب عليها بوضوح كلمة "صحافة".
اعتداء على نساء فلسطينيات في القدس
المقطع الأول الذي لاقى رواجاً كبيراً، تضمن اعتداء قوات الاحتلال قرب المسجد الأقصى على مجموعة من النساء الفلسطينيات بالضرب في الشارع أمام المارة، ومنعوا الشباب الفلسطيني من حمايتهم وقاموا باعتقال إحداهن.
في مقطع الفيديو الآخر الذي تفاعل معه الكثير على منصات التواصل، تضمن اعتداء مجموعة من المستوطنين بالعصي الحديدية على بعض النساء الفلسطينيات قرب باب العامود ومنعوا الشباب الفلسطيني من الاقتراب منهن لحمايتهن.
في سياق ذي صلة، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن 40 مقدسياً، أُصيبوا الأحد، جراء "اعتداء الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين على الفلسطينيين، في البلدة القديمة من مدينة القدس ومحيطها".
حيث ذكرت الجمعية، في بيان مقتضب اطلعت وكالة الأناضول عليه، أنّ طواقمها تعاملت مع 40 إصابة، في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس.
إصابة العشرات في القدس
أضاف البيان: "تم نقل 15 إصابة للمستشفى لتلقي العلاج، فيما تم علاج باقي الإصابات ميدانياً". وأشار البيان إلى أنّ الإصابات تنوعت ما بين الإصابة بالرصاص المطاطي والضرب والاختناق بغاز الفلفل.
فيما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عن فتح "مستشفى ميداني في مركز الإسعاف بحي الصوانة، القريب من وسط مدينة القدس الشرقية المحتلة". وجاءت الإصابات إثر مواجهات اندلعت عقب اقتحام مئات المستوطنين، للمسجد الأقصى، اليوم الأحد، بحماية من الشرطة الإسرائيلية.
من جانبها، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس إن عدد المقتحمين للمسجد الأقصى بلغ 1687 مستوطناً.
اقتحام للمسجد الأقصى
فيما شهدت اقتحامات الأحد، تطوراً خطيراً، حيث أدى عشرات المستوطنين صلوات تلمودية، تمددوا خلالها على الأرض في باحات المسجد الأقصى، فيما يعرف بـ"السجود الملحمي عند اليهود" ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية الشرطة، وذلك في خرق واضح للوضع الراهن.
يذكر أن "الوضع الراهن" (الستاتيكو) هو الوضع الذي ساد بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.
من جانبها، تقول إسرائيل، بشكل مستمر، إنها ملتزمة بعدم المساس بـ"الوضع الراهن".
كذلك فمن المقرر أن ينظم المستوطنون مساء اليوم، مسيرة الأعلام، احتفالاً بذكرى احتلال القدس، بحسب التقويم العبري، والتي من المقرر أن تمر من باب العامود والبلدة القديمة، وتنتهي بحائط البراق، الذي يسميه اليهود "حائط المبكى"، والملاصق للمسجد الأقصى.
من ناحية أخرى، يخشى مراقبون أن تتسبب المسيرة باتساع رقعة التوتر في المدينة والأراضي الفلسطينية، حيث حذرت السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل في قطاع غزة، من تداعياتها.