نفى رئيس الحكومة الليبية، المكلف من قِبل البرلمان في طبرق، فتحي باشاغا، كتابة مقال نُشِرَ باسمه الثلاثاء 3 مايو/أيار، في صحيفة التايمز البريطانية، انتقد الهجوم الروسي على أوكرانيا، وأعلن اصطفاف ليبيا إلى جانب بريطانيا ضد "العدوان الروسي"، حسب موقع Middle East Eye البريطاني.
وجاء في المقال الذي نفى باشاغا نسبته إليه أيضاً: "يواجه بلدي اليوم واحدةً من أصعب المعارك حتى الآن؛ إذ إنه بينما تقاتل القوات الأوكرانية روسيا بالصواريخ البريطانية، فإننا في ليبيا نخوض نفس المعركة".
باشاغا، الذي يصف نفسه بأنه رئيس وزراء ليبيا المؤقت، أكد أنه ليس كاتب المقال؛ حيث غرد باللغة العربية: "فوجئت بمقال منسوب لي منشور على صحيفة التايمز الإنجليزية، أتمنى من هذه الصحيفة العريقة والمحترمة تحري الدقة لتفادي التورط في نشر مقالات مكذوبة".
وقالت مصادر في صحيفة التايمز وموقع "ميدل إيست آي" البريطاني إنهم يعتقدون أن حسابات باشاغا على وسائل التواصل الاجتماعي قد اختُرِقَت، لكن الصحيفة لم تستجب لطلب رسمي للتعليق بحلول وقت النشر، ولم تكن هناك علامات أخرى على أن الحسابات قد اختُرِقَت بالفعل.
تصريحات حادّة ضد روسيا في المقال "المزعوم"
وفي المقال المنشور بصحيفة التايمز، يبدو أن باشاغا -الذي أصبح أقرب منذ هجوم حفتر الفاشل على طرابلس من الجنرال وحلفائه- لا لبس في إدانته للتدخل الروسي في ليبيا.
قال المقال الموقّع باسم باشاغا: "منذ عام 2014، كان آلاف المرتزقة من فاغنر، وهي مجموعة عسكرية خاصة قريبة من فلاديمير بوتين، موجودين في بلدي، تاركين وراءهم أثراً من الدمار".
وأضاف: "إن مشاركة بوتين أمر أدينه تماماً، لكن عليّ أن أذهب إلى أبعد من ذلك، ويمكنني فعل ذلك".
ويسعى المقال إلى "تذكير بريطانيا بأن ليبيا، أيضاً، هي خط المواجهة في هذه المعركة مع روسيا"، بحسب ما جاء فيه.
ويعلن المقال أن ليبيا تشكِّل "شراكةً استراتيجيةً مع بريطانيا؛ شراكة قائمة على الأعمال والأمن والاستخبارات المشتركة".
ويشمل ذلك العمل على وقف "تدفقات المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر الأبيض المتوسط"، فضلاً عن محاربة مرتزقة مجموعة فاغنر، والتصدي لنفوذ موسكو واستخدام النفط والغاز الليبي "لتخليص العالم من النفط الروسي".
ومع ذلك، بعد يوم من نشر المقال، أعلن باشاغا صراحةً أنه ليس كاتبه، وأنه ما كان ينبغي نشره باسمه.
وأعرب باشاغا في تغريدة باللغة الإنجليزية عن معارضته للحرب في أوكرانيا.
باشاغا وحفتر
من جانبه، قال عماد الدين بادي، كبير المحللين في مؤسسة "المبادرة العالمية" غير الحكومية: "هناك شيئان يظهران هنا. بادئ ذي بدء، هناك مشكلةٌ مُفاجِئة في هذا التحالف بين حفتر وباشاغا والروس، باعتبار الأخيرين يمثِّلون وسطاء بشكلٍ ما في مستقبل ليبيا. أعتقد أن هذه ستكون مشكلة بالنسبة إلى باشاغا وحفتر للتصالح بشأنها، من بين العديد من المشاكل الأخرى".
وأضاف: "الأمر الثاني هو أن باشاغا يسوِّق بوضوح روايات مختلفة اعتماداً على الجمهور الذي يتحدث إليه. من الواضح أن التغريدة كانت موجهة للجمهور المحلي، وأود أن أقول في الواقع إنها كانت موجهة لأفراد حفتر بغرض تهدئتهم".
وقال مصدرٌ ليبيّ كان يتشاور بانتظامٍ مع حفتر، لموقع ميدل إيست آي، في فبراير/شباط الماضي، إن باشاغا أبرم صفقة مع حفتر وعائلته. من غير المرجح أن يكون نشر انتقادات مناهضة لروسيا في إحدى الصحف الإنجليزية أمراً جيداً بالنسبة لحفتر أو في موسكو.
يُذكر أن باشاغا، وهو من مدينة مصراتة الغربية، عمل في الماضي مع مجموعات الضغط الغربية وشركات العلاقات العامة، بما في ذلك مجموعة BGR ومقرها واشنطن، ونشر العديد من المقالات باسمه في الصحف الصادرة باللغة الإنجليزية.
وشغل باشاغا منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، وهي الإدارة التي فشل الجنرال خليفة حفتر المدعوم من روسيا في إطاحتها في حرب 2019-2020.
وضمَّت قوات حفتر مئات المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر، وهي شركة خاصة للمقاولات العسكرية لها صلات وثيقة بالكرملين. ويُعتَقَد أن العديد من مقاتلي فاغنر لا يزالون في ليبيا.