كشفت معلومات نقلها موقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 29 أبريل/نيسان 2022، تورط حزب الله اللبناني في قضية تهريب المخدرات التي ألقي القبض خلالها على حاكم جزر فيرجن البريطانية، أندرو فاهي، في مطار ميامي بالولايات المتحدة، الخميس 28 أبريل/نيسان.
وقُبض على فاهي من قبل ضباط إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، في وقت أشارت فيه المصادر إلى أنه كان على وشك الشروع في مخطط تهريب كان سيجني منه 7.8 مليون دولار، في صفقات يبدو أنها تمت بمساعدة عناصر من حزب الله.
خدعة استخباراتية توقع بالمتهمين
واستطاعت السلطات الأمريكية خداع حاكم الجزيرة المملوكة لبريطانيا، ومديرة هيئة الموانئ في جزر فيرجن البريطانية، حيث تعاونا "عن غير قصد" مع مخبر في هيئة مكافحة المخدرات الأمريكية، انتحل شخصية عضو في عصابة سينالوا المكسيكية لتجارة المخدرات.
بدأ هذا المخطط، وفقاً لشهادة خطية قُدمت في محكمة المقاطعة الجنوبية بفلوريدا، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي، حين عقد المخبر عدة اجتماعات مع "مجموعة عملاء يزعمون أنهم أعضاء في حزب الله اللبناني"، قالوا إن لديهم علاقات بجنوب فلوريدا والشرق الأوسط.
وعرض أحد هؤلاء العملاء على المخبر استخدام ميناء تخزين في جزيرة تورتولا لنقل الكوكايين المتجه إلى الولايات المتحدة، وقال إنه سيعرّفه على رئيس أمن فاهي، وسيحاول ترتيب اجتماع معه، بينما قال آخر إنه "يمتلك" مديرة هيئة الميناء ماينارد.
وفي وقت لاحق، قالت مجموعة العملاء إنهم اتصلوا بماينارد، التي وافقت على ملاقاة المخبر، "لكنها تريد دفعة مقدمة"، وفقاً للشهادة.
وحين التقى المخبر بأوليانفين ماينارد وابنها للمرة الأولى، في مارس/آذار الماضي، قالا إنهما شرعا بالفعل "في ترتيب الأمور وإجراء الاتصالات"، بعد أن اتصل بهما عناصر حزب الله.
ولم يأتِ ذكرهم مرة أخرى في الشكوى المكونة من 19 صفحة، التي توضح تفاصيل أسابيع من الترتيبات بين حاكم جزر فيرجن البريطانية وماينارد وابنها والمخبر لنقل الكوكايين، المخبّأ في دلاء من الطلاء المقاوم للماء، من جزر فيرجن البريطانية إلى ميامي ونيويورك.
ببريطانيا تستعد لحكم الجزر بشكل مباشر
وسأل حاكم الجزيرة البريطانية "فاهي" المخبرَ مرتين على الأقل إن كان عميلاً سرياً.
من جانب آخر قال فاهي، بحسب الشكوى: "استغرقت 20 عاماً للوصول إلى هنا. ولا أريد الرحيل في 20 دقيقة".
ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية، فإن بريطانيا تستعد لفرض شكل من أشكال الحكم المباشر على جزر فيرجن البريطانية، بعد إلقاء القبض على حاكم الجزيرة الكاريبية في ميامي، ووجدت لجنة تحقيق عيّنتها المملكة المتحدة إخفاقات متفشية في الحكم.
وقبل ساعات من مثوله أمام المحكمة، سجلت لجنة التحقيق -التي بدأت عام 2021- انتهاكات واسعة النطاق، تشمل ملايين الدولارات من الأموال الحكومية التي ينفقها الساسة والوزارات كل عام دون إجراءات مناسبة.
وأوصت اللجنة، في تقريرها النهائي، بقيادة القاضي السير غاري هيكينبوتوم، بضرورة تعليق دستور الجزيرة، وحل حكومته المنتخبة، وحُكمها مباشرة من لندن.