قالت السعودية، الإثنين 21 مارس/آذار 2022، إنها تخلي مسؤوليتها عن أي نقص في إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية، في ظل الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، على منشآت نفطية سعودية، في مؤشر على تنامي إحباط السعودية من كيفية تعامل واشنطن مع الملفين اليمني والإيراني.
كانت جماعة الحوثي قد أطلقت صواريخ وطائرات مسيّرة، على عدة منشآت تابعة لشركة النفط الحكومية السعودية "أرامكو" في الأيام القليلة الماضية؛ مما تسبب في خفض مؤقت للإنتاج بمصفاة، وحريق في محطة لتوزيع المنتجات البترولية.
هجمات الحوثي تؤثر على إنتاج النفط في السعودية
وكالة الأنباء الرسمية السعودية نقلت عن مصدر لم تسمه بوزارة الخارجية، الإثنين 21 مارس/آذار 2022، أن مثل هذه الهجمات ستؤثر على "قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، الأمر الذي يهدد- بلا شك- أمن واستقرار إمدادات الطاقة إلى الأسواق العالمية".
من جانبه قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، إن هذا التصعيد في وقت يعاني فيه السوق بالفعل من نقص الإمدادات، يعد مبعث قلق للعالم، مشيراً إلى أنه إذا استمر التصعيد مع الوقت فسيكون له أثر على الإمدادات.
مسؤول وزارة الخارجية الذي لم تكشف عن هويته وكالة الأنباء السعودية، دعا المجتمع الدولي إلى إدراك "خطورة استمرار إيران في استمرائها" تسليح الحوثيين الذين يقاتلون التحالف بقيادة السعودية الذي تدخل في اليمن منذ سبع سنوات. وتنفي إيران تزويد الجماعة بالسلاح.
توترات بين السعودية وأمريكا
فيما يأتي البيان في وقت تتصاعد فيه التوترات بين السعودية وحليفتها الأمنية الرئيسية الولايات المتحدة، في ظل رفض الدولة العضو في منظمة أوبك، الدعوات الغربية إلى زيادة إنتاج النفط بهدف تهدئة الأسعار في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما تحاول المملكة جاهدةً الخروج من الصراع المكلف في اليمن والذي يُنظر إليه على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية حادة.
كانت إدارة بايدن قد أنهت في عام 2021، دعمها لعمليات التحالف الهجومية في اليمن، وقررت مراجعة مبيعات الأسلحة للسعودية، وألغت تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وضغطت على الرياض لإنهاء حصار التحالف للمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
كما تم استبعاد دول الخليج من المحادثات بين القوى العالمية وإيران لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انتقدته الرياض وحلفاؤها؛ لعدم تطرقه إلى برنامج إيران الصاروخي ووكلائها الإقليميين، ومن بينهم الحوثيون في اليمن.
من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، يوم الأحد، إنه يحاول التوصل إلى هدنة محتملة بين الأطراف اليمنية المتحاربة، في شهر رمضان الذي يبدأ في أبريل/نيسان 2022، في حين رحب الحوثيون، الإثنين، بدعوته ووصفوها بأنها "خطوة إيجابية".