أصيب 86 فلسطينياً، الجمعة 18 فبراير/شباط بجراح مختلفة، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، جنوب وشرق محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية، كما أدى عشرات الفلسطينيين، صلاة الجمعة، في حي الشيخ جراح، بمدينة القدس الشرقية المحتلة، للتعبير عن رفضهم لمخطط إسرائيل، إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها، لصالح مستوطنين.
حصلت المواجهات ببلدتي بيتا وبيت دجن جنوب وشرق نابلس، وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن أغلب هذه الإصابات عولجت ميدانياً، في حين نقلت إصابتان فقط إلى مشفى محلي لاستكمال العلاج.
وقد أعاق الجيش الإسرائيلي وصول سيارات الإسعاف إلى المكان، نتيجة تجريف الطرق، بحسب الهلال الأحمر.
تشهد بلدة بيتا منذ عدة شهور احتجاجات شبه يومية تشتد الجمعة، رفضاً للسيطرة الإسرائيلية على أراضٍ فلسطينية خاصة، تقع في جبل صبيح، وتقام في المنطقة الشرقية من بلدة بيت دجن أسبوعيا فعاليات شعبية رافضة لمصارة مساحة واسعة من الأراضي الفلسطينية، لغايات الاستيطان.
ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن إسرائيلي على 145 مستوطنة كبيرة، و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفق حركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.
فلسطينيون يتضامنون مع حي الشيخ جراح
أدى أكثر من 200 فلسطيني صلاة الجمعة في حي الشيخ جراح في مدينة القدس، للتعبير عن رفضهم لمخطط إسرائيل إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها، وانتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في مداخل الحي وأزقته.
أُديت صلاة الجمعة في شارع قريب من منزل عائلة "سالم" المهددة بالتهجير، وأدى المشاركون صلاة الغائب على "أرواح الشهداء الفلسطينيين" عقب انتهاء صلاة الجمعة.
وقال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، في خطبة الجمعة بحي الشيخ جراح، إن إخلاء السكان من منازلهم، هو من "أبشع أشكال الظلم".
وطالبت السيدة الفلسطينية فاطمة سالم المهددة بالتهجير من حي الشيخ جراح، الأمم المتحدة بتوفير الحماية لعائلتها من "المستوطنين والشرطة الفلسطينية"، وأضافت: "نعلم أن المحاكم الإسرائيلية ليست عادلة، ونحن نطالب بحماية دولية، مطلبنا هو عدم طردنا من بيتنا"، كما نقلت تهديدات وصلت ليها بحرق عائلتها داخل البيت في حال عدم خروجهم.
أمريكا تضغط لتخفيف التوترات
تتخوف الولايات المتحدة الأمريكية من تفجر مواجهة جديدة على غرار جولة التصعيد مع قطاع غزة في مايو/أيار 2021، وعليه طالبت إدارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات لاسترجاع الاستقرار في حي الشيخ جراح، والذي كان شرارة تفجر جولة التصعيد الماضية، بحسب موقع "Axios".
وتخشى الولايات المتحدة الأمريكية من أن العنف قد يتفاقم في شهر رمضان القادم، الذي يتزامن مع أعياد يهودية.
خوف إسرائيلي من "حرب" في رمضان
أرسل العميد آفي بلوت من جيش الاحتلال الإسرائيلي وثيقة أمنية، تحذر من تفجر الأوضاع بالأراضي الفلسطينية مطلع شهر رمضان المقبل، داعياً الجيش الإسرائيلي للاستعداد لتصعيد "مختلف عن سابقيه"، كما وصفه.
وقال بلوت: "مواد الاشتعال موجودة بالفعل، ينقصها فقط عقود ثقاب لإشعال المنطقة برمتها"، وأشار إلى أن أيام رمضان مقترنة بالأعياد الإسرائيلية، مؤكداً ضرورة الاستعداد لها.