أعلن النائب المتشدد في الكنيست الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأربعاء 16 فبراير/شباط 2022، انضمام 16 نائباً من الكنيست إلى مكتبه في حي الشيخ جراح، للتضامن معه، بعد أن أقام خيمة في أرض خاصة في حي الشيخ جراح، معتبراً إياها مكتباً له، في خطوة قد تزيد التوتر في الحي التاريخي بالقدس المحتلة، فيما دعت واشنطن تل أبيب للتحرك لاحتواء التصعيد.
القائمة الواردة في بيان النائب الإسرائيلي ضمت 10 نواب من حزب "الليكود" وجميع نواب حزب "الصهيونية الدينية" بمن فيهم رئيس الحزب بتسلئيل سموتريتش، وإضافة إلى نواب الكنيست؛ وصل إلى حي الشيخ جراح ناشطون من اليمين الإسرائيلي المتشدد، بما في ذلك النائب السابق بالكنيست عميحاي شكلي، ورئيس مجلس السامرة الاستيطاني يوسي دغان.
ويأتي تحرك النواب الإسرائيليين بعد أن أقام بن غفير في وقت سابق خيمته في حي الشيخ جراح التي تسببت في تفجر مواجهات بين الفلسطينيين من جهة، وعشرات المستوطنين المرافقين لابن غفير والشرطة الإسرائيلية من جهة أخرى.
يُتّهم بن غفير من قبل مسؤولين إسرائيليين كبار بأنه يبحث عن مكاسب سياسية خاصة من خطوته، بينما يؤكد بن غفير أنه قام بها حماية لمستوطن استولى قبل سنوات على منزل فلسطيني في الحي.
ضغط أمريكي لخفض التصعيد في الحي
بالتزامن مع التوترات، قال موقع "Axios" الأمريكي إن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن طلبت من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات لاسترجاع الاستقرار في حي الشيخ جراح، لمحاولة منع تكرار جولة التصعيد مع قطاع غزة كما حصل في مايو/أيار 2021.
فيما تخشى الولايات المتحدة الأمريكية من أن العنف في حي الشيخ جراح قد يتفاقم في شهر رمضان القادم، والذي يتزامن مع أعياد يهودية، ويشارك رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الخشية الأمريكية من أن الاستفزازات الصادرة من أقصى اليمين وأقصى اليسار الإسرائيلي قد تشعل جولة عنف جديدة.
إسرائيل قلقة من توترات الشيخ جراح
وفي وقت سابق وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد انتقادات حادة للنائب اليميني إيتمار بن غفير، متهماً إياه بممارسة "التحريض"، في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
لابيد قال لهيئة البث الإسرائيلية في إشارة إلى بن غفير: "إنه ليس هناك لحماية اليهود، إنه هناك لإشعال النار والعنف، إنه محرّض بائس"، وأضاف: "سيموت عرب ويهود، بسبب سلوك هذا الرجل".
كما حذر الاتحادُ الأوروبي بدوره إسرائيلَ من الاستفزازات غير المسؤولة في الشيخ جراح، ودعا إلى وقف عنف المستوطنين في المنطقة الحساسة.
جاء ذلك في بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، على حسابها بموقع "فيسبوك"، وقال البيان: "قلقون إزاء التطورات الجارية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، والمواجهات العنيفة التي أدت إلى إصابة واعتقال العديدين"، كما حذر من أن عنف المستوطنين والاستفزازات غير المسؤولة، بالإضافة إلى الإجراءات التصعيدية الأخرى في هذه المنطقة الحساسة فقط تزيد التوتر ويجب أن تتوقف.
يُذكر أن حي الشيخ جراح كان شعلة لبدء جولة التصعيد الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 2021، والتي شملت أراضي القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والتي بدأت كرد على محاولات الاحتلال الإسرائيلي تهجير أهالي الحي.
وتستمر الانتهاكات الإسرائيلية الحاصلة في حي الشيخ جراح، بما ينذر بإمكانية تجدد الاشتباكات في الأراضي الفلسطينية، وعودة التصعيد لما كان عليه في الجولة الماضية، والتي كانت آخرها خطوة بن غفير في الحي.