كشف المحامي الحقوقي المصري خلف بيومي مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أن السلطات المصرية احتجزت أحد الشباب المعارضين المصريين المسافرين من السودان إلى تركيا بعد اضطرار الطائرة التي كان على متنها إلى الهبوط في مطار الأقصر جنوب مصر.
قال بيومي في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن المهندس حسام منوفي محمود سلام، كان يعيش في السودان، وكانت هناك مساعٍ لسفره إلى تركيا، وقد استطاع بالفعل حجز تذكرة للسفر من الخرطوم إلى تركيا.
تابع أن حسام سلام أوقفته السلطات السودانية في مطار الخرطوم، وبعد التحقيق معه تركته يصعد إلى الطائرة المتجهة إلى تركيا، مشيراً إلى أن الشاب المصري كان على متن طائرة تابعة لشركة بدر للطيران السوداني.
المحامي المصري أوضح في تصريحاته لـ"عربي بوست"، أن قائد الطائرة المتجهة من الخرطوم إلى تركيا أخبر الركاب بأن ثمة مشكلة فنية ربما تعيق الرحلة إلى تركيا، وأخبرهم بأنه سوف يهبط اضطرارياً في مطار الأقصر جنوب مصر.
وبيَّن أنه بعد هبوط الطائرة، فحص أمن المطار جوازات سفر الركاب المصريين المتجهين من الخرطوم إلى تركيا وقد كانوا ثلاثة، وقامت قوات الأمن بترك اثنين من الأشخاص والقبض على حسام سلام، مشيراً إلى أنه لا يعرف أحدٌ مصيره حتى الآن.
وكشف أن الشاب المحتجز هو أحد المعارضين المصريين الذين كانوا يعيشون في السودان هرباً من بطش السلطات المصرية.
كانت منظمة حقوقية مصرية تدعى "نحن نسجل"، قد قالت في بيان لها، إن السلطات المصرية اختطفت المواطن المصري (حسام منوفي محمود سلام) بعد هبوط اضطراري لطائرة شركة بدر للطيران السودانية في مطار الأقصر.
كذلك، قالت المنظمة الحقوقية في بيانها، إن حسام سلام تعرَّض للتوقيف الأمني من قِبل السلطات السودانية داخل مطار الخرطوم يوم الأربعاء 12 يناير/كانون الثاني 2022، قبل أن يُسمح له باستئناف رحلته إلى دولة تركيا عبر رحلة شركة بدر للطيران، التي تحمل رقم J4690 والمتوجهة من الخرطوم إلى إسطنبول.
يُذكر أن سلّام من مواليد محافظة المنوفية، ويسكن بحي الدقي بمحافظة الجيزة.
من جانبها نشرت شركة بدر للطيران بياناً على صفحتها الخاصة في موقع فيسبوك، تعليقاً على الحادث، قالت فيه إنه "في أثناء رحلة بدر للطيران بالرقم J4690 والمتجهة إلى مدينة إسطنبول، صدر إنذار من نظام الكشف عن الدخان في كابينة البضائع حجرة رقم (1)، و كإجراء روتيني في هذه الحالات، وحرصاً على سلامة الركاب بما تقتضيه لوائح وقوانين الطيران بالهبوط في أقرب مطار، حيث تمت عملية الهبوط بكل سلاسة بمطار الأقصر الدولي بجمهورية مصر العربية".
الشركة أضافت في بيانها: "تم عمل تفتيش مفصل ومراجعات كاملة بواسطة طاقم الخطوط المصرية للصيانة والتي لدينا اتفاقيات صيانة معها، وقد تم الكشف عن أنها كانت إشارة خاطئة من نظام الكشف عن الدخان في منطقة كابينة البضائع، ونسبة للمدة الزمنية التي استغرقت في التفتيش والتدقيق على سبب صدور هذا الإنذار الكاذب، فقد تسبب ذلك في تقييد زمن عمل طاقم الرحلة إلى مدينة إسطنبول، وبالتالي قررت الشركة إرسال طائرة بديلة إلى مدينة الأقصر لنقل الركاب ومواصلة بقية الرحلات وعودة الطائرة إلى الخرطوم".
اختتمت الشركة بيانها بالقول: "تؤكد بدر للطيران أنها تضع السلامة وسلامة ركابها على رأس اهتماماتها، وتعتذر لركابها الكرام عن هذا التأخير الذي لم يكن في الحسبان، مع تمنياتنا لهم برحلة سعيدة".
توقيف الشاب المصري من الطائرة السودانية أثار ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث هاجم مصريون النظام المصري، معتبرين سياساته تتنافى مع كل ما يقوله عن اهتمامه بحقوق الإنسان في مصر.
كذلك، فقد قال مصريون على منصات التواصل الاجتماعي إن الرئيس المصري يتحدث عن اهتمام نظامه بملف حقوق الإنسان، في الوقت الذي تُنتهك فيه حقوق الإنسان داخل مصر وخارجها، خاصة بحق المصريين.
جدير بالذكر أن منظمات حقوقية دولية تتهم السلطات المصرية بمحاولة استهداف المصريين في الخارج، فضلاً عن اعتقال الآلاف والزج بهم في السجون، وذلك منذ الانقلاب العسكري الذي طال الرئيس الراحل محمد مرسي في عام 2013.