اعتدى مستوطنون إسرائيليون، السبت 19 يونيو/حزيران 2021، على أهالي حي الشيخ جراح بمدينة القدس والمتضامنين معهم، برشّ غاز الفلفل عليهم.
قالت منى الكرد، وهي من إحدى العائلات المهددة بالتهجير لصالح المستوطنين في "الشيخ جراح"، عبر حسابها على إنستغرام، إن عدداً من المستوطنين اعتدوا على سكان الحيّ والمتضامنين معهم.
إفراغ الحي من المتضامنين
أفاد شهود عيان بأن الفلسطينيين تصدوا للمستوطنين، إلا أن جيش وشرطة الاحتلال اعتدوا على الأهالي، وناشد أهالي حي الشيخ جراح، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المواطنين المقدسيين التوجه للحي؛ من أجل الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم.
تزامناً مع ذلك، أفرغت قوات الاحتلال بالقوة، الحي من المتضامنين، ومنعت سكانه من التجمهر في ساحاته، كما منعت طواقم الإسعاف والصحفيين من الوجود.
تواجه 28 عائلة فلسطينية خطر الإجلاء من المنازل التي تُقيم فيها منذ عام 1956.
تدَّعي جماعات استيطانية إسرائيلية أن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل عام 1948، وهو ما ينفيه السكان.
تسببت مخططات الاحتلال في تفجير مواجهات خلال الأسابيع الماضية، بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
جلسة للنظر في الالتماسات
من ناحية أخرى حددت المحكمة العليا الإسرائيلية، يوم الثاني من أغسطس/آب 2021، موعداً للنظر في التماسات 4 عائلات فلسطينية، من حي الشيخ جراح، بالقدس الشرقية، ضد قرارات إجلائها من منازلها.
قالت لجنة "عائلات الشيخ جراح"، في تصريح مكتوب: "عيّنت ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية موعد الاستماع للاستئناف المقدم من قِبل عائلات وحدات حي الشيخ جراح يوم 2 أغسطس/آب المقبل".
أضافت: "اعتدنا أسلوب المماطلة، ونؤمن بأن شعبنا هو السند القوي الذي لن يسمح بهذا التطهير العرقي في القدس".
كانت المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس الشرقية قد قررت، مطلع العام الجاري، إجلاء 4 عائلات من منازلها في "الشيخ جراح" حتى مطلع مايو/أيار الماضي، لصالح مستوطنين إسرائيليين.
ثم قررت المحكمة ذاتها إجلاء 3 عائلات أخرى من منازلها في الحي، حتى شهر أغسطس/آب المقبل.
التمست العائلات الأربع إلى المحكمة العليا ضد قرار المحكمة المركزية، ولكن تم تأجيل الاستماع إلى القضية إثر الاحتجاجات التي تحوّلت إلى صدامات بمدينة القدس الشرقية خلال الشهر الماضي.
استمرار الاحتجاجات
تتواصل الاحتجاجات في حي الشيخ جراح، ضد قرارات الإخلاء، ولكن بوتيرة أقل من الشهر الماضي.
تخشى العائلات في الحي المقدسي من أن تصدّق المحكمة العليا على قرارات الإخلاء، بما يمهد الطريق أمام إجلاء 28 عائلة من منازلها التي تقيم فيها منذ العام 1956.
تصاعدت الدعوات الدولية في الأسابيع الماضية، لوقف قرارات الإخلاء؛ لتفادي تجدد المواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
كانت قضية الشيخ جراح قد حظيت في الأسابيع الأخيرة، باهتمام دولي واسع النطاق.