الرئيس الإسرائيلي يكلف زعيم المعارضة “لابيد” بتشكيل الحكومة بعد فشل خصمه نتنياهو.. أمامه صعوبات عدة

عربي بوست
تم النشر: 2021/05/05 الساعة 18:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/05/05 الساعة 18:55 بتوقيت غرينتش
تكليف زعيم المعارضة الإسرائيلي ماير لابيد لتشكيل الحكومة - رويترز

كلف الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، الأربعاء 5 مايو/أيار 2021'، زعيم المعارضة  يائير لابيد، وهو سياسي وسطي ومن أقوى خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد أن فشل نتنياهو في المهمة، بعد انتهاء مهلة دامت 28 يوماً،  غير أن طريق زعيم المعارضة إلى النجاح ما زال غير مؤكد.

قرار الرئيس الإسرائيلي جاء استجابة لطلب وجَّهه إليه لابيد الذي يرأس حزب "هناك مستقبل" الوسطي، بتشكيل الحكومة، بعد فشل نتنياهو، رئيس حزب "الليكود" (يمين)،  الذي عجز عن  الحصول على أغلبية 61 نائباً من أصل 120 في الكنيست (البرلمان) اللازمة لتشكيل الحكومة.

إسرائيل الرئيس الإسرائيلي
الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين – رويترز

وحسب تقارير إسرائيلية، فإنه مباشرة بعد أن أبلغ نتنياهو، الرئيسَ ريئوفين ريفلين، مساء أمس الثلاثاء، فشله في مهمته، طلب المنافسان الرئيسيان لنتنياهو، اليوم الأربعاء، من الرئيس منحهما فرصة لمحاولة تشكيل حكومة، وهما يائير لابيد الذي حل حزبه (هناك مستقبل) في المركز الثاني، وجرت مناقشة اتفاق تقاسم سلطة على نطاق واسع، يتبادل لابيد بموجبه تولي المنصب مع السياسي القومي نفتالي بينيت (49 عاماً) زعيم حزب يامينا، وهو السياسي الثاني الذي قابله الرئيس.

المصادر نفسها أكدت أن ريفلين اجتمع مع بينيت ولابيد على نحو منفصل، قبل أن يختار الأخير لتشكيل الحكومة.

صعوبات تعترض لابيد

ففي كلمة بثها التلفزيون، أعلن فيها اختياره لابيد، قال الرئيس الإسرائيلي إن وزير المالية السابق "لابيد" حصل على دعم 56 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 120 عضواً، وهو عدد لا يزال أقل من الأغلبية المطلوبة.

وأضاف الرئيس الإسرائيلي: "أصبح واضحاً أن يائير لابيد لديه إمكانية تشكيل حكومة تنال موافقة البرلمان، غير أن هناك العديد من الصعوبات".

يُذكر أن أحدث انتخابات بإسرائيل أُجريت في 23 مارس/آذار، بينما يحاكَم نتنياهو بتهم فساد ينفيها، ولم تسفر عن الفوز بأغلبية كافية سواء لرئيس الوزراء أو لائتلاف فضفاض يضم المتنافسين من كل أطياف الساحة السياسية الساعين للإطاحة به.

وأمام لابيد أيضاً 28 يوماً ليحاول تشكيل حكومة ائتلافية.

من هو المكلف الجديد؟

وُلد لابيد عام 1963 في مدينة تل أبيب، ووالده هو وزير العدل السابق، يوسف لابيد، أما والدته فهي الروائية والكاتبة المسرحية والشاعرة شلوميت لابيد.

تماماً مثل والده، اعتزل يائير العمل الصحفي في 2012 بعد نحو ثلاثين عاماً بالمهنة، حيث انخرط في الحياة السياسية، وأسس حزب "هناك مستقبل".

بهذا الحزب، خاض لابيد، وهو ملاكم هاوٍ ومُحب للفنون القتالية، الانتخابات البرلمانية في 2013، وحصد 19 مقعداً من أصل 120 بالكنيست (البرلمان)، وهي نتيجة اعتبرتها وسائل الإعلام العبرية "مفاجأة".

حينها، تحالف لابيد مع نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" (يمين)، في ائتلاف، تبوأ فيه منصب وزير المالية.

لكن الائتلاف لم يُعَمِّر طويلاً، وتراجع دور لابيد وحزبه في الساحة السياسية، حيث حصد 11 مقعداً فقط في انتخابات 2015، واختار صفوف المعارضة منذ ذلك الحين.

لكن في الانتخابات الأخيرة، مارس/آذار الماضي، عاد نجم لابيد للبزوغ، بعد تحالفه في قائمة واحدة مع بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق-أبيض" (وسط)، المنافس الرئيس لنتنياهو.

غير أن لابيد سرعان ما انسحب من هذا التحالف، بعد ظهور نتائج الانتخابات، متهماً غانتس بأنه وجَّه صفعة للتحالف، بقبوله شروط نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

ووفق وسائل إعلام عبرية، فإنَّ عمل لابيد بالصحافة ساهم في تكوين شخصيته السياسية، حيث عمِل بالصحافة المكتوبة، ثم انتقل إلى قنوات فضائية، أبرزها القناة الثانية الإسرائيلية (خاصة)، التي بزغ فيها نجمه الإعلامي.

وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن ما مهد لدخول لابيد عالَم السياسة هو كونه "شخصية تلفزيونية كبيرة ومقدم برامج له عدد ضخم من المتابعين، وهو ذكي، وفصيح، ومجتهد".

ومعروف عن لابيد تأييده لحل الدولتين والانفصال عن الفلسطينيين، ومعارضته منح امتيازات لليهود المتدينين، بحسب وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "يسرائيل هيوم".

أزمة سياسية في إسرائيل

فقد انتهت عند منتصف ليل الثلاثاء-الأربعاء، مهلةً مدتها 28 يوماً يمنحها القانون للمكلف بتشكيل الحكومة، والتي يمكن تمديدها أسبوعين، بموافقة الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين. غير أن نتنياهو لم يطلب تمديد المهلة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو/رويترز

ينص القانون الإسرائيلي على أنه في حال فشل المكلف الثاني بتشكيل الحكومة، يعيد الرئيس التكليف إلى الكنيست، الذي عليه إما تقديم توصية مكتوبة بنائب يحظى بدعم 61 نائباً على الأقل أو الدعوة إلى انتخابات جديدة.

وخلال العامين الماضيين، شهدت إسرائيل 4 انتخابات برلمانية، في ظل استقطاب حاد وخلافات شديدة بين الأحزاب.

بينما يرجع السبب الرئيسي لحالة الجمود السياسي التي تواجهها إسرائيل منذ عام 2019، إلى تشبث نتنياهو بمنصب رئيس الوزراء الذي يحميه من الإدانة في محاكمته الجارية حالياً باتهامات الرشوة وخيانة الأمانة واستغلال النفوذ.

تحميل المزيد