كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، أن المملكة العربية السعودية بدأت في إعادة المهاجرين الإثيوبيين الذين تم احتجازهم في سجونها منذ عام، إلى بلادهم مرة أخرى.
كانت الصحيفة البريطانية قد كشفت في سلسلة من التحقيقات الكثير عن ظروف المهاجرين الإثيوبيين الذين تم احتجازهم في ظروف أشبه بمعسكرات العبيد في المملكة العربية السعودية.
ترحيل مهاجرين إثيوبيين من السعودية إلى بلادهم
التقرير أشار إلى أنه في مساء الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، نُقلت المجموعة الأولى المكوَّنة مما يقارب 300 معتقل جواً إلى أديس أبابا. وأظهرت الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية الإثيوبية، وجوههم المبتهجة المرهقة وهم يغادرون الطائرة.
من جانبه قال أيناليم (23 عاماً)، وهو اسم وهمي بناءً على طلب المصدر، والذي كان محتجزاً في مركز الشميسي بالقرب من مدينة مكة المكرمة منذ أبريل/نيسان 2020: "كأن صلواتنا أُجيبت. لم أخرج في الهواء الطلق منذ ثمانية أشهر. كنت أخشى أنني سأترك هذا المكان فقط داخل كفني".
في المقابل وبحسب مسؤولين إثيوبيين، سوف تبدأ البلاد في إعادة ألف مهاجر كل أسبوع من المراكز. وليس من الواضح ما هو الدافع إلى هذه الخطوة، لكن الضغوط الدولية تتزايد على الحكومتين الإثيوبية والسعودية.
وسبق أن كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، في أغسطس/آب 2020، عن اعتقال عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين واحتجازهم لعدة أشهر في غرف لا ترى الشمس، وأجبروا على النوم وتناول الطعام وسط برازهم، ضمن سياسة سعودية للحد من انتشار فيروس كورونا.
تعرُّض المهاجرين للضرب والتعذيب
في حين قال التقرير البريطاني، نقلاً عن مهاجرين بعدة مراكز منتشرة في جميع أنحاء المملكة الغنية بالنفط، إنهم تعرضوا للضرب، والتعذيب، والحرمان من الطعام والماء بانتظام، وإن بعض الشبان ماتوا بسبب المرض والجفاف في حر الجزيرة العربية.
كذلك فقد استخدم المهاجرون هواتف مهربة، وقاموا بإرسال صور ومقاطع مصوَّرة مروِّعة لظروفهم المعيشية غير الآدمية إلى الصحيفة عبر قنوات مشفرة، حيث أثارت صور مئات الشبان المصابين بالهزال، بعضهم مصاب بجروح من جرّاء ضرب الحراس السعوديين، إدانات عالمية.
أما الصادم في معاناة المهاجرين فهو اكتشاف الصحيفة محاولة الدبلوماسيين الإثيوبيين في المملكة العربية السعودية التستر على محنة مواطنيهم؛ لتجنُّب الخلاف الدبلوماسي الضار مع مستثمر رئيسي على الأرجح.
حيث أدت الروايات المروعة عن الانتحار والمرض والتعذيب إلى فتح تحقيق من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة.
التأكد من روايات تعذيب المهاجرين
من ناحية أخرى تأكدت منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، من صحة الروايات.
في المقابل صوَّت البرلمان الأوروبي لصالح إدانة المملكة العربية السعودية، لكن على الرغم من الغضب العالمي، استمرت روايات التجويع والقتل الوحشي من قِبل حرَّاس السجون في الظهور خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث أجرت السلطات تفتيشاً جماعياً للنزلاء؛ للعثور على الهواتف المهربة.
يُذكر أن المهاجرين، البالغ عددهم 296، والذين وصلوا إلى ديارهم يوم الثلاثاء، قد جاؤوا من منطقة الشميسي التي تضم ما لا يقل عن 16 ألف مهاجر إثيوبي. وهناك عدة مراكز أخرى في المملكة العربية السعودية تحتجز مهاجرين من العديد من البلدان الإفريقية الأخرى مثل نيجيريا والصومال وكينيا.
نيبيو تيدلا، نائب القنصل العام الإثيوبي في جدة، كشف لصحيفة The Telegraph، أن هناك ما يقارب 40 ألف مهاجر إثيوبي سوف تتم عودتهم للبلاد.