كعادته في كل مرة يعلن فيها عن طرح ألبومه الجديد، تشهد السوشيال ميديا ومواقع البحث والمواقع الإخبارية حالة طوارئ، الجميع يفتح صفحاته الرسمية بحثاً عن أي أخبار جديدة أو أي معلومة رسمية تفيد بأن الألبوم قد تم طرحه أو حتى إحدى أغنياته، الجميع يسألون بعضهم "ألبوم الهضبة الجديد نزل"؟ إنه عمرو دياب، وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية، التي شهدت طرح ألبومه الجديد كأغانٍ منفردة على مدار أسبوع.
ولكن في السنوات الأخيرة كانت تصحب تلك الحالة تساؤلات للجمهور لم تجد لها إجابة، في البداية كان السؤال لماذا تركي آل الشيخ تحديداً، فهو أول شاعر غير مصري يتعامل معه عمرو دياب.
كان هذا في العام 2017، في بداية ظهور تركي وتعاونه مع عمرو دياب، ومع مرور الوقت وتعرّف الجمهور المصري والعربي على الرجل السعودي الذي دخل مجال الرياضة، وكان رئيساً شرفياً للنادي الأهلي، ثم مالكاً لنادي بيراميدز قبل أن يبيعه، بعدها تحول السؤال إلى: لماذا يصر الهضبة على التعاون مع تركي آل الشيخ؟
وبالرغم من عدم تحقيق الأغاني التي يكتبها تركي آل الشيخ للهضبة أي نجاح يُذكر وفق المشاهدات، فإن الشاعر السعودي كان صاحب نصيب الأسد في ألبوم عمرو دياب الأخير "يا أنا يا لاء"، حيث إنه الشاعر الوحيد الذي كتب له 4 أغنيات، من ضمن 12 أغنية ضمها الألبوم، منها أغنية تم طرحها بتوزيعين مختلفين.
أرقام خادعة
هذا التعاون لم يُفد الهضبة على المستوى الفني، فجميع الفنانين يتباهون بأرقامهم التي يحققونها على موقع اليوتيوب، فدعونا نر موقف الأغاني التي تعاون فيها عمرو دياب مع تركي آل الشيخ على مدار الأربع سنوات الماضية منذ بداية تعاونهما، وذلك من خلال الأرقام الموثقة على القناة الرسمية للفنان عمرو دياب.
في العام 2017 كتب آل الشيخ أغنيتين لعمرو دياب في ألبوم "معدي الناس" الذي طرحه في ذلك العام، الأولى كانت أغنية "يا أجمل عيون"، وحقَّقت 54 مليون مشاهدة كأعلى أغنية حققت مشاهدات في الألبوم حتى الآن، وقد أثارت تلك الأغنية حالة من الجدل وقت طرحها بسبب ربط الجمهور بين تلك الأغنية وبين دينا الشربيني، التي خرجت شائعات في ذلك الوقت تؤكد ارتباطها بعمرو دياب، فحققت الأغنية وقتها نجاحاً مرتبطاً بالحالة.
ولكن الأغنية الأخرى التي كتبها تركي آل الشيخ لعمرو دياب في هذا الألبوم جاءت في مؤخرة قائمة الاستماع، وهي أغنية "أحلى حاجة"، التي حققت 8 ملايين مشاهدة فقط.
وفي عام 2018 استمر تعاون عمرو دياب وتركي آل الشيخ، ضاعف الشاعر السعودي عدد الأغاني التي كتبها للهضبة عن العام الماضي، وشارك في ألبومه "كل حياتي" بأربع أغنيات من أصل 10 أغنيات، حققت أغنية يتعلموا فيه 113 مليون مشاهدة، ولم ينجح من الأغاني الأربع سوى أغنية واحدة، وهي "هدد" التي حققت 71 مليون مشاهدة، فيما احتلت الثلاث أغنيات الأخرى مؤخرة نسبة المشاهدات، وهي أغنيات "كل حياتي"، "يا ساحر" و"ملاك الحسن" بـ9 ملايين استماع فقط.
وفي العام 2019، بعدما قدم تركي آل الشيخ مع عمرو دياب أغنيتين تم طرحهما بطريقة السنجل، الأولى كانت "مقدرش على النسيان" ولم تتخطَّ حاجز الـ11 مليون مشاهدة، وهو معدل لا يتناسب مع أغنية سنجل لعمرو دياب إطلاقاً، والثانية كانت أكثر فشلاً، وهي أغنية وطنية بعنوان "أنا بعشقك يا مصر"، ولم تستطع الوصول حتى لـ2 مليون مشاهدة.
وكما هو الحال في عام 2020 الذي شهد تعاون الثنائي المصري والسعودي في أربع أغنيات، أولاها تم طرحها بطريقة السنجل وهي أغنية "مالك غيران"، وحققت 2 ونصف مليون مشاهدة، أما الثلاث أغنيات الأخرى فتم طرحها في ألبوم عمرو دياب الجديد "يا أنا يا لاء" الذي تم إطلاقه منذ أيام، وهي أغنيات "محسود"، "يا دلعوا"، "من العشم".
ولم يتم تقييم تلك الأغاني التي لم يتم طرحها على اليوتيوب حتى الآن، وإن كانت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن أغنية "محسود" نالت إعجاب الجمهور، بينما نالت "يا دلعوا" سخرية كبيرة بسبب عدم ملائمتها لعمرو دياب، ولم تحقق أي ردود أفعال تذكر.
ومن تلك الأرقام يتضح أنه من وسط 13 أغنية قدمها تركي آل الشيخ مع عمرو دياب لم تشهد تلك الأعمال النجاح المطلوب، بل على العكس، جاء معظمها في مؤخرة نسب المشاهدة في ألبومات عمرو دياب باستثناء أغنيتين، هما "يا أجمل عيون" و"هدد"، في حين أن كل الأغاني السنجل التي تم تقديمها منفردة لم يرها الجمهور من الأساس، فهل يضحي الهضبة بتاريخه الفني في مقابل علاقته بآل الشيخ؟
أول شاعر يدفع للمطرب
لا يحتاج تركي آل الشيخ لأي مقابل مادي من كتابة أغانٍ لعمرو دياب كأي شاعر، فالرجل ذو النفوذ القوي في المملكة العربية السعودية وأحد المقربين من ولي العهد لا يحتاج إلى بضعة آلاف من الجنيهات، إذ أنفق على النادي الأهلي المصري في عام واحد ما يقارب من الربع مليار جنيه.
الشاعر السعودي لا يكتفي فقط بأنه لا يحصل على أموال، بل إنه ووفق مصادر "عربي بوست" يدفع لعمرو دياب مقابل أن يغني من كلماته. لم يصرح أحد بهذا حتى الآن.
لكن الرجل الذي لا يملك أي تاريخ يذكر في الكتابة والشعر ولم يتعامل في بدايته مع نجوم متوسطي الشهرة حتى لم يكن من السهل عليه إقناع الهضبة بغناء أغانٍ متوسطة المستوى وربما أقل من المتوسطة، وهذا ما يفسر سر موافقة الهضبة في البداية على المغامرة بغناء أغانٍ لرجل مجهول للجمهور في ذلك الوقت، قبل أن يصبح أحد المشاهير العرب في السنوات الأخيرة.
تركي آل الشيخ قام بعكس الاتجاه، وأصبح الشاعر للمرة الأولى يدفع للمطرب مقابل أن يغني أغانيه، ونال تركي ما أراده من هذا التعاون، وحقق له الأمر شهرةً لا بأس بها في مصر والوطن العربي، زادت مع زيادة تعاونه المتكرر مع عمرو دياب.
مصادر فنية تتحدث عن أقاويل بان آل الشيخ يقوم بشراء كلماته ولا يكتبها، وبالرغم من أن أحد من يشتري منهم لم يفصح عن ذلك علناً، لكن هناك من يدعي أن الأمر بات معروفاً بين الملحنين والشعراء داخل الوسط الفني المصري ممن يعلمهم الجميع بالاسم. لكن لا يوجد دليل على هذه الاتهامات حتى الآن.