وجّه مدعي عام محكمة الجنايات الأردنية الكبرى، الجمعة 16 أكتوبر/تشرين الأول 2020، تهمة الشروع في القتل للمتورطين في حادثة تعذيب بشعة هزت الأردن، انتهت ببتر يدَي فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، وفقْء عينيه، وهي الجريمة التي هزّت الأردن، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب النشطاء بتطبيق أقسى العقوبات بحق الجناة.
إذ اهتز الأردن يوم الثلاثاء، 13 أكتوبر/تشرين الأول، على وقع جريمة وثقها فيديو سبَّب صدمة للأردنيين، إذ خطف الجناة الفتى البالغ من العمر 16 عاماً في محافظة الزرقاء، وقاموا ببتر يديه وفقء عينيه بأدوات حادة، ثأراً من والده المسجون حالياً، وفق ما ذكرته وسائل إعلام أردنية.
الشروع في القتل: ذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، الجمعة، أن مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى، القاضي عبدالإله العساف، أوقف الجمعة جميع المتهمين على خلفية جريمة الزرقاء، 15 يوماً، في أحد مراكز الإصلاح والتأهيل، دون أن يحدد عددهم.
أوضحت الوكالة أن المدعي العام أسند لجميع المتهمين جناية الشروع في القتل العمد بالاشتراك، وإحداث عاهة دائمة بالاشتراك، والخطف الجماعي بالاشتراك، وجرائم أخرى.
كما أشارت الوكالة إلى أن جميع المعنيين بالقضية حضروا الجمعة للمثول أمام الادعاء العام، والتحقيقات مازالت جارية للوقوف على جميع ملابسات الحادثة.
في الوقت الذي لم تحدد فيه الوكالة عدد الجناة المتابعين في القضية، قالت وسائل إعلام أردينة إن الأمر يتعلق بـ16 شخصاً، أمر المدعي العام بتوقيفهم 14 يوماً على ذمة القضية.
بينما كان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمر بعلاج الفتى وإعادة تأهيله في مدينة الحسين الطبية في عمان، واطمأن هاتفياً على صحته، فيما وصفت الملكة رانيا العبدالله الحادثة بأنها "جريمة قبيحة بكل تفاصيلها".
أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، الذي زار الفتى في المستشفى الأربعاء للاطمئنان على صحته، أن التعامل مع هذه الجريمة ومرتكبيها سيتم بكل حزم وفي إطار سيادة القانون.
تفاصيل الجريمة: وسائل إعلام محلية قالت، نقلاً عن مصدر أمني، إن بلاغاً ورد إلى غرفة العمليات يفيد بوجود شخص مبتور اليدين في منطقة الشرق بمحافظة الزرقاء وملقى بالشارع العام.
فيما هرعت القوات الأمنية للمكان، وعند الوصول للموقع تبيّن أنه حَدَث يبلغ من العمر 16 عاماً، ويعاني من بتر في يديه الاثنتين وفقئت عيناه الاثنتان على إثر جريمة قتل سابقة في مخيم الزرقاء.
فيما تم إسعاف الفتى إلى مستشفى الزرقاء الحكومي من قبل الدفاع المدني، وهو في حالة إصابة سيئة، فيما بدأت السلطات تحقيقاتها للوقوف على ملابسات القضية وإلقاء القبض على الجاني.
أما المجني عليه فقال، وفقاً للناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، إن مجموعة من الأشخاص وعلى إثر جريمة قتل سابقة قام بها أحد أقاربه، اعترضوا طريقه واصطحبوه إلى منطقة خالية من السكان، وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب والأدوات الحادة، فيما تم إلقاء القبض على مرتكبي الجريمة.
تفاعل على تويتر: جريمة الزرقاء أحدثت ضجة واسعة في الأردن، وانتشر فيديو الجريمة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتذر عربي بوست عن نشره، نظراً لبشاعة المشهد فيه، كما أصدرت السلطات الأردنية قراراً عاجلاً يمنع تداول المقطع وفقاً لما تداولته وسائل إعلام محلية.
تفاعل الناشطون على وسائل التواصل مبدين صدمتهم من الجريمة، فيما طالب بعضهم بتنفيذ حكم "الإعدام" بحق مرتكبي الجريمة البشعة". المغردة الأردنية روعة قالت: "ما بعرف شو بدي أحكي، بس حتى ما قدرت أعرف القصة بدون ما اتأثر وأبكي، عنجد شي بيحرق القلب، يعني معقول يلي عمل هيك إنسان! مستحيل يكون هيك هاد حجر حيوان أي شي بس مستحيل يكون بشر، كيف طاوعو قلبو يعمل هيك بطفل عمره 16 سنة، بس ما إلو ذنب بشي! هاد لازم يموت حرق هو وهيك أشكال".