ضجَّت وسائل التواصل الاجتماعي في مصر بحادثة راح ضحيتها شابة لم تكمل بعدُ عامها الثلاثين، إثر تعرُّضها للتحرش الذي انتهى بوفاتها بعد أن سحلها 3 شبان كانوا يستقلون سيارة في منطقة المعادي بالعاصمة المصرية القاهرة، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية مصرية ونشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
محاولة سرقة: فقد ألقى رجال مباحث القاهرة، الأربعاء، القبض على أحد المشتبه فيهم في واقعة وفاة "فتاة المعادي" بعد سحلها في شارع 9 بمنطقة المعادى، ودلَّت التحريات الأولية لرجال مباحث القاهرة على أنَّ سبب الوفاة هو محاولة سرقة.
أضافت التحريات، أن المتهمين حاولوا سرقة حقيبتها بواسطة سيارة وبأسلوب الخطف، ولكن المجنى عليها تمسكت بها؛ مما أدى إلى سقوطها على رأسها ووفاتها.
إذ تلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، إخطاراً من المقدم إسلام بكر، رئيس مباحث قسم شرطة المعادي، بلاغاً من الأهالي يفيد بوجود جثة لفتاة بأحد الشوارع التابعة لدائرة القسم.
بعد تفريغ كاميرات المراقبة بالمنطقة تبين أنه أثناء سير المجنى عليها بالشارع قام مجهولون بمحاولة خطف حقيبة يدها بسيارتهم؛ مما أدى إلى سحلها بالشارع وسقوطها على الأرض لتلقى مصرعها في الحال، ويقوم رجال المباحث بجمع التحريات وسؤال شهود العيان، وجارٍ ملاحقة المتهمين للقبض عليهم.
أم تحرش؟ بينما أشار نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن مريم التي تعمل في بنك حكومي، "أثناء رجوعها من العمل بمنطقة المعادي بعد يوم شغل طويل، شافها 3 شباب، أقل ما يقال عنهم إنهم حيوانات من دون عقل، راكبين عربية، وحاولوا يتحرشوا بيها، ويتعدوا عليها لفظياً! حاولت تهرب منهم.. واحد فيهم مسك الشنطة بتاعتها اللي كانت في إيديها.. بسبب الحركة دي اتسحلت مريم ورا العربية اللي جرّتها نحو 15 متراً، ثم بعد كده أثناء محاولة المجرمين اللف بالعربية انداست مريم تحت عجلاتها، واتوفت بسبب إصابة بكسور وجروح في كل جسمها".
بينما كشف موقع "الوطن" المصري، أن الفتاة "مريم محمد" عمرها 25 سنة وموظفة في البنك الأهلي، وكانت عائدة من عملها وقت مطاردة المتهمين لها وسرقة حقيبتها ومعاكستها، فماتت في أثناء جذب أحد المتهمين لحقيبتها تحت عجلات السيارة.
كما أوضحت أنَّ "الفتاة كانت مخطوبة منذ أشهر، وأنَّ حفل زفافها كان من المقرر إقامته خلال الشهر الجاري، لكن القدر كان الأقرب وماتت في حادث مروّع نفذه 3 شباب برعونة كبيرة، بحثاً عن نزواتهم".
شهود عيان: قال كيرلس مارك أحد شهود العيان، وصاحب محل موبايلات أمام مكان واقعة سحل فتاة المعادي، لصحيفة "الدستور" المصرية: "فوجئنا بسماع صراخ، وعندما خرجنا مُسرعين وجدنا فتاة مُلقاة على الأرض غارقةً في دمائها".
تابع أنه "فجأة وجدت الناس يقولون إن سيارة أجرة صدمت فتاة أثناء محاولة مجموعة من الشباب سرقة حقيبتها"، وأكمل: "اتسحلت وفي شباب حاولوا اللحاق بالسيارة لأخذ الحقيبة منهم؛ لكونها كانت متمسكة بحقيبتها جداً، واعتقدوا أن الفتاة على قيد الحياة، فقام اللصوص بإلقاء حقيبة وهربوا".
فيما أضاف شاهد عيان آخر يدعى محمد، أنه أسرع ومن معه لمكان الحادث فوجد "فتاةً ملقاة على الأرض وغارقة في دمائها دون نفَس، وكانت مسحولة وبها كدمات وجروح بشكل كبير، وبعد ثوانٍ، وجدنا رجلاً يسرع ناحيتها واكتشفنا أنه والدها، وعندما تأكد من وفاتها قام بتغطيتها باكياً".
غضب على مواقع التواصل: موجة غضب عارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار تفاصيل الجريمة، وطالب رواد مواقع التواصل بإنزال أشد العقوبات على الجناة.
إذ طالب البعض بضرورة أن يرفع الشعب المصري صوته من أجل معاقبة الجناة، وقال أحد الحسابات: "إذا لم يطبَّق أي حكم بتعذيب وإعدام المتسببين في هذا السلوك الوقح البعيد كل البعد عن أي إنسانية أو حتى حيوانية، فنحن نعرض أنفسنا للهلاك بأنفسنا، ارفعوا صوتكم وخذوا حق الشهيدة مريم، صوت الشعب أقوى وكل مرة إحنا بنقوى".
بينما وصف أحد النشطاء الحادثة بأنها "مؤلمة، عملها أشخاص مجرمون في قمة الحقارة، ولا يشبهون المصريين ولا يعرفون حاجة عن أخلاقهم، ولا جدعنتهم.. ربنا يرحمك يا مريم ويرزقك الجنة.. ارتاحي في سلام، وخليكي مطمّنة إن حقك جاي".