قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن مجلس النواب (البرلمان) سيجتمع في 15 أكتوبر/تشرين الأول "لإجراء الاستشارات النيابية لتكليف شخصية تشكيل الحكومة الجديدة".
يأتي هذا بعد استقالة الحكومة في 10 من أغسطس/آب في أعقاب انفجار مدمر في مرفأ بيروت أسفر عن مقتل نحو 200 شخص وتدمير مساحات شاسعة من العاصمة.
أزمة تشكيل الحكومة: في 31 أغسطس/آب الماضي أعلن عون تكليف أديب بتشكيل حكومة، تخلف سابقتها برئاسة حسان دياب، التي استقالت في الـ10 من الشهر نفسه بعد انفجار مرفأ بيروت.
التكليف تزامن مع زيارة تفقدية لبيروت، أجراها ماكرون، الذي تتهمه أطراف لبنانية بالتدخل في شؤون بلادهم الداخلية، ومنها عملية تشكيل الحكومة، في محاولة للحفاظ على نفوذ لباريس في لبنان.
حيث أطلق ماكرون المبادرة الفرنسية قبل أسابيع، بلهجة التهديد وإعطاء التعليمات إلى اللبنانيين، وتشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح البنك المركزي والنظام المصرفي في لبنان، بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول، لكن مراقبين قالوا إن اعتذار أديب بمثابة شهادة وفاة لتلك المبادرة، وانكسار جديد لماكرون في لبنان.
فيما اعتذر مصطفى أديب الذي كان مكلفاً بتشكيل حكومة جديدة في أواخر الشهر الماضي وسط خلافات بشأن المناصب الوزارية.
وجاء قرار أديب بعد لقاء جمعه بالرئيس اللبناني ميشيل عون، وقال في تصريح متلفز إن "التوافق الذي قبلت من أجله المهمة الوطنية في لبنان لم يعد قائماً".
دياب أوضح أن "اعتذار الرئيس المكلف يستوجب الإسراع بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان"، مضيفاً أن "الظروف التي يعيشها لبنان استثنائية، وهي تتطلب جهوداً استثنائية، وأن تتوقف القوى السياسية عن الممارسات والتجاذبات التي تهدّد ما بقي من مقومات صمود الوطن".
كذلك ناشد دياب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بالاستمرار في الوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة، ومواصلة مساعيه ومبادرته لمساعدة البلد".
من جانبها، قالت الرئاسة اللبنانية إن "عون شكر أديب على جهوده وأبلغه قبول اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة".
الرئيس يحذر من الأسوأ: كذلك كان الرئيس اللبناني ميشال عون قد قال لزعماء الكتل السياسية، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020، إن البلد ذاهب إلى "جهنم" إذا لم تشكل حكومة جديدة سريعاً لإخراج البلد من أسوأ أزمة يمر بها منذ عقود.
وعقب إعلان أديب عن استقالته أعاد لبنانيون في تغريدات على حساباتهم بتويتر، تصريح عون عما سيحدث فيما لم تتشكل الحكومة، معتبرين أن البلاد "بدأت بالفعل بالذهاب إلى جهنم".
المغرد جورج خوري كتب يقول: "الآن تأكد للجميع أن لبنان دخل للمجهول أو جهنم على قول الرئيس عون.. أفضل شيء هو الدعاء للأبرياء والمدنيين.. أظن الحرب الأهلية قادمة في لبنان".
في حين علّق مغرد آخر بسخرية قائلاً: "أي ساعة رايحين على جهنم؟"، بينما قال مغرد ثالث باسم حسين فواز: "تمسخرتو على عون؟ والله ما حدا واعي قدو، #جهنم فتحت أبوابها".
أما دارين الحلوة فقالت: "بعد دقائق قليلة من اعتذار #مصطفي_أديب ارتفع سعر صرف الدولار مقابل #الليرة_اللبنانية.. لم تتأخر #جهنم في فتح أبوابها لنا فخامة الرئيس #ميشال_عون #مصطفي_أديب #المبادرة_الفرنسية #لبنان_ينهار".
ويعاني لبنان، منذ شهور، أزمة اقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
زادت أزمات البلاد مع انفجار مرفأ بيروت المروّع، في 4 أغسطس/آب 2020، وبعده بدأت فرنسا تمارس ضغوطاً على القوى السياسية لتشكيل حكومة تنكبّ على إجراء إصلاحات عاجلة مقابل حصولها على دعم مالي دولي لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية، وتعيد إطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.