قال رئيس حزب "الأمة القومي" في السودان، الصادق المهدي، السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، إن التطبيع مع إسرائيل "اسم دلع (مرادف) للاستسلام ولا صلة له بالسلام"، منتقداً بذلك اتفاق التطبيع الذي وقعته كل من الإمارات والبحرين مع تل أبيب.
التطبيع يدعم إسرائيل: المهدي وفي ندوة بعنوان "مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني"، بالعاصمة الخرطوم، قال إن "ما سوف نقوم به هو مؤسَّس على عدة مواقف هي: بيان أن التطبيع هو اسم دلع للاستسلام ولا صلة له بالسلام، فالآن لا تواجه أية دولة عربية إسرائيل مواجهة حربية، والمواجهة الموجودة هي مع قوى شعبية غير حكومية".
اعتبر المهدي أن هذه القوى "كما قال الأستاذان استيفن والت، وجون ميرشايمر في كتابهما عن تأثير اللوبي الإسرائيلي على السياسة الأمريكية يمنح المتطرفين أداة تجنيد قوية، ويوسع حوض الإرهابيين المحتملين والمتعاطفين معهم، ويساهم في الراديكالية الإسلامية. وهذا ما يحدث فعلاً"، على حد تعبيره.
كما أوضح المهدي أن "مشروع التطبيع الحالي لا دخل له بالسلام، بل يمهد لحرب قادمة مع إيران ويخدم الحظوظ الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو"، معتبراً أن "إسرائيل لأسباب محددة ليست دولة طبيعية بل دولة شاذة".
أضاف المهدي أيضاً أن "موقفنا (من التطبيع) تحدده عوامل التضامن العربي، والتضامن الإسلامي، ومبادئ العدالة التي تمنع قيام دولة عنصرية كما كان موقفنا في السودان من جنوب إفريقيا قبل التحرير، ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة الذي يحرك ضم الأرض المحتلة بالقوة".
مباحثات للتطبيع: والأربعاء الفائت 23 سبتمبر/أيلول 2020، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، إن مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين في الإمارات، والتي استمرت خلال 3 أيام تناولت عدة قضايا، بينها ما وصفه بـ"السلام العربي" مع إسرائيل.
لكن قوى سياسية في السودان أعلنت عن رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، في خضم حديث عن تطبيع سوداني محتمل بعد الإمارات والبحرين، اللتين انضمتا إلى الأردن ومصر، المرتبطتين باتفاقيتي سلام مع تل أبيب في عامي 1994 و1979 على الترتيب.
وفي أحدث موقف رسمي بخصوص التطبيع المُحتمل، قال رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، إن بلاده لا تريد ربط حذفها من قائمة أمريكية للدول الراعية للإرهاب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، خاصة أن إدراج بلاده في تلك القائمة يعرقل حصوله على مساعدات أجنبية.
لكن صحيفة "ذا هيل" الأمريكية قالت إن إدارة ترامب تدفع الخرطوم لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب، في خطوة يمكن أن تكسبه فوزاً آخر في السياسة الخارجية قبيل انتخابات الرئاسة.
يُذكر أن الإمارات والبحرين وقّعتا في 15 سبتمبر/أيلول 2020، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، وهو ما قوبل برفض شعبي عربي واسع واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.