أعلن الجيش اللبناني، الأحد 27 سبتمبر/أيلول 2020، مقتل اثنين من عناصره في هجوم مسلح على نقطة عسكرية في "محلة عرمان-المنية"، وذلك بعد ساعات فقط من اشتباك لقوات الأمن مع جماعة مسلحة قرب الحدود مع سوريا، أسفر عن قتل متشددَيْن اثنين على الأقل، في تبادل كثيف لإطلاق النار.
تأتي هذه الأحداث الأمنية خلال الأربعٍ والعشرين ساعة الأولى من إعلان مصطفى أديب اعتذاره عن عدم إكمال مهامه في تشكيل الحكومة اللبنانية، التي كلفه إياها رئيس الجمهورية في 31 أغسطس/آب الماضي، ودخول لبنان في نفق سياسي مظلم.
هجوم مسلح: وفقاً لبيان الجيش الذي نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، فإن نقطة عسكرية في "محلة عرمان-المنية" تعرضت لهجوم مسلح، ما دفع العناصر للرد على مصدر النيران بالمثل.
أسفر الاشتباك، حسب البيان، عن مقتل عنصرين من الجيش اللبناني، وأحد المهاجمين، في حين فرّ البقية إلى منطقة مجهولة، وفقاً للوكالة.
كما ذكر بيان الجيش أنه شرع في ملاحقة المهاجمين لتحديد أماكنهم، مؤكداً أنه سيكشف عن ملابسات الحادثة في وقت لاحق.
مداهمات أمنية: يأتي الهجوم المسلح تزامناً مع إعلان وكالة الأنباء الرسمية تراجع حدة الاشتباكات في وادي خالد، شمال شرقي البلاد، قرب الحدود مع سوريا، والتي استمرت لساعات بين قوات الأمن وجماعة مسلحة، تخللها تبادل كثيف لإطلاق النار.
مصادر أمنية أكدت أن 2 من عناصر الجماعة قد قُتلوا، فيما أصيب 3 من أفراد الأمن في الاشتباك الذي بدأ بعد مداهمة القوات لمنزل بمنطقة وادي خالد، كانت تختبئ فيه المجموعة التي تشتبه السلطات بتخطيطها لتنفيذ هجمات في البلاد.
المصادر أوضحت أن المجموعة تضم سوريين ولبنانيين، وأن ضراوة الاشتباك، الذي شهد إطلاق المسلحين قذائف صاروخية، دفعت الجيش اللبناني إلى تطويق المنطقة.
كما أضافت أن بعض أعضاء المجموعة يرتبطون بالمتشدد خالد التلاوي، الذي قُتل في وقت سابق من الشهر الجاري، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن. وقُتل أربعة جنود لبنانيين في ذلك الاشتباك.
وُصف التلاوي بأنه عضو سابق بتنظيم "الدولة الإسلامية" وزعيم خلية مسؤولة عن قتل ثلاثة أفراد بشمال لبنان في أغسطس/آب.
نفق سياسي: تأتي هذه الأحداث الأمنية التي تزعزع استقرار البلاد بالتزامن مع إعلان مصطفى أديب اعتذاره عن إكمال مهامه في تشكيل الحكومة اللبنانية، التي كلفه إياها رئيس الجمهورية في 31 أغسطس/آب الماضي، ما يُهدد استقرار البلاد السياسي.
الرئاسة الفرنسية، التي كانت تُشرف وتتابع بشكل كبيرٍ عملية تشكيل الحكومة، قالت السبت إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيعقد، الأحد، مؤتمراً صحفياً يتحدث فيه عن الوضع السياسي في لبنان، وذلك بعد ساعات من إعلان مصطفى أديب اعتذاره عن عدم إكمال مهمة تشكيل الحكومة اللبنانية، التي كلفه إياها رئيس الجمهورية في 31 أغسطس/آب الماضي.
رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري، قال إن المبتهجين بسقوط مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول لبنان "سيعضُّون أصابعهم ندماً"، معرباً عن غضبه من فشل تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، بعدما اعتذر مصطفى أديب عن تشكيلها، فيما قال الرئيس ميشال عون إنه لا يزال مهتماً بمبادرة ماكرون.
بموجب خارطة الطريق الفرنسية، كانت الحكومة الجديدة ستتخذ خطوات سريعة لمكافحة الفساد وتطبيق إصلاحات مطلوبة تضمن الحصول على مساعدات دولية بمليارات الدولارات؛ لإنقاذ اقتصاد يرزح تحت جبل من الدين العام، وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت الضخم الذي خلّف وراءه مئات الضحايا وخسائر بملايين الدولارات.