قال ناشطون وإعلاميون معارضون مصريون ليل الجمعة السبت 26 سبتمبر/أيلول 2020، إن شخصين قتلا وأصيب آخرون خلال تفريق الشرطة تظاهرة ليلية ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، فيما لم تؤكد السلطات أو تنفي ذلك على الفور.
وخرج مصريون في مظاهرات لليوم السادس على التوالي في عدة مدن وبلدات في يوم حمل شعار "جمعة الغضب" احتجاجا على تردي الأحوال المعيشية وهدم المنازل.
في السياق نفسه، أكد عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات الأمن المصرية، استعملت القنابل المسيلة للدموع والغاز، والخرطوش من أجل تفريق المتظاهرين في عدد من المناطق، كما أكدت قناة "الجزيرة" اعتقال العشرات من الأشخاص.
وسائل إعلام محلية أيضا، أكدت بأن السلطات المصرية أوقفت عددا من الأشخاص، بتهمة "التحريض على قطع طريق الأوتوستراد بالقاهرة"
سقوط ضحايا: المقاول محمد علي، المقيم بإسبانيا، والداعي إلى تلك التظاهرات قال في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "رغم سلمية المظاهرات، الداخلية قتلت 3 في (مدينة) العياط".فيما نشرت فضائية "وطن" المعارضة، التي تبث من الخارج وناشطون مصريون أسماء القتلى الثلاثة، بينما لم يتمكن عربي من التأكد من مصدر موثوق عن عدد القتلى.
الأسماء الثلاثة نشرها أيضا الإعلامي المعارض المقيم بالخارج نور الدين عبد الحافظ، عبر حسابه على تويتر، وهم "سامي وفدي سيد بشير، رضا محمد حامد أبو إمام، محمد ناصر حمدي إسماعيل".
وحتى الساعة 18.50 تغ، لم يصدر تأكيد أو نفي من القاهرة حول ما ذكره الناشطون، لكن وسائل إعلام مؤيدة للسلطات، منها صحيفة "الدستور" الخاصة، أقرت بفض الأمن بعض التظاهرات.
جمعة الغضب: وشهدت القاهرة وعدة محافظات مصرية، عقب صلاة الجمعة، تظاهرات محدودة في قرى وشوارع جانبية بعيدا عن الميادين الكبرى بالمدن، للمشاركة فيما سماه معارضون "جمعة الغضب" ضد السيسي.
مغردون بثوا عبر منصات التواصل، مقاطع مصورة لمشاركة مئات المحتجين في تظاهرات بالقاهرة والجيزة (غرب العاصمة)، والأقصر وقنا والمنيا (جنوب)، ودمياط (بدلتا النيل شمال)، استجابة لدعوات أطلقها معارضون، أبرزهم المقاول محمد علي.
كما خرجت تظاهرات أخرى ليلية، وتحدث ناشطون عن حدوث توقيفات في بعضها، وذلك وفق فيديوهات بثها ناشطون، فيما لم يتسن للأناضول التحقق من توقيت وصحة المقاطع المتداولة من مصادر مستقلة.
كما تصدر وسما (هاشتاغا) "#جمعةالغضب_25 سبتمبر"، و"#ارحل يا_سيسي"، قائمة الأعلى تداولا في البلاد على مواقع التواصل، إذ تفاعل معه مصريون بعشرات آلاف التغريدات.
تصاعد التظاهرات: صباح الجمعة، قال محمد علي، عبر بث مباشر عبر صفحته على فيسبوك: "صباح الخير على أهلي وناسي، شعب مصر العظيم. إن شاء الله ربنا هيكرمنا النهارده، ونحرر بلدنا، وتشرق شمس الحرية على شعب مصر".
تزامنا مع تصاعد وتيرة التظاهرات المطالبة برحيل السيسي، كثفت قوات الأمن تواجدها في الشوارع والميادين، وسط حملة اعتقالات عشوائية وتفتيش الهواتف النقالة للمارة، وفق شهود عيان للأناضول.
الأحد الماضي، دعا محمد علي، إلى تنظيم تظاهرات، قبل أن يعود ويطالب الشعب بالاستمرار في احتجاجات يومية، ضد النظام السياسي بمصر. وتباينت وسائل الإعلام في تقدير حجم وانتشار التظاهرات، إذ اعتبرها إعلام حكومي "محدودة للغاية"، فيما وصفها إعلام معارض بـ"كاسرة لحاجز الخوف".
تحالف القوى: في السياق نفسه، كانت مجموعة من القوى والحركات الرموز السياسية في مصر، قد أصدرت بيانا مشتركا، عبرت فيه عن دعمها للحراك الذي تعرفه شواره البلاد، مؤكدا بأن ما عرفته شوارع مصر، في جمعة الغضب يعتبر تمهيدا لـ" انتفاضة كبرى تعم مصر".
جاء في البيان نفسه، الذي وقته كل من التحالف الوطني لدعم الشرعية، وجماعة الإخوان المسلمين، والبرلمانيون المصريون في الخارج، وحزب "غد الثورة"، وحزب الإصلاح، وحزب الفضيلة، والحزب الإسلامي، أن هذا الحارك " لن يتوقف حتى يتم تحرير البلاد من" مغتصبيها الذين الذين أهانوا مؤسسة العسكر، وخانوا البلاد وورطوها في صفقات فاسدة".
كما جددت هذه المجموعة، في المناسبة نفسها، "لحراك الشعب المصري ضد الظلم، وضد قانون الجباية على بيوت البسطاء تحت مسمى "قانون التصالح".