أعلنت الحكومة المصرية، الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، مدَّ مهلة التقدم بطلبات التصالح في مخالفات البناء شهراً إضافياً، لتنتهي في 30 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بدلاً من 30 سبتمبر/أيلول، كما ناشد رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، المواطنين التقدم بطلبات تصالح في مخالفات البناء، في أعقاب قرار يقضي باستملاك العقارات المخالفة المقامة على أراضي الدولة.
تمديد المهلة يأتي بعد توسع نطاق الاحتجاجات في أكثر من مدينة مصرية؛ احتجاجاً على قرار الهدم الذي خلَّف غضباً كبيراً بين المصريين، وقبل يوم واحد من "جمعة الغضب" التي دعا إليها مجموعة من النشطاء المصريين المعارضين، خاصةً الفنان ورجل الأعمال المقيم في إسبانيا محمد علي.
تمديد مهلة "التصالح": في 3 سبتمبر/أيلول الماضي، نشرت الجريدة الرسمية قراراً رئاسياً بزوال صفة النفع العام عن أملاك الدولة العامة، ونقل ملكية العقارات المقامة عليها لصالح صندوق تحيا مصر (حكومي).
حسب ما ذكرته وكالة الأناضول، الخميس، فقد وجَّه رئيس الوزراء كلمة للمواطنين، في مؤتمر صحفي، اليوم، قائلاً: "أي مواطن له شكوى تتعلق بطلبات التصالح، يتقدم فوراً لمنظومة الشكاوى بمجلس الوزراء، وسيتم اتخاذ اللازم فوراً".
كان مدبولي عقد اجتماعاً عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع عدد من المحافظين؛ لمتابعة المشروعات التي تتم بكل محافظة وحصر مختلف الأراضى التابعة للدولة؛ لبدء تنفيذ مشروعات سكنية حضارية.
بحسب مدبولي، فقد تقدَّم مليون و400 ألف مواطن بطلبات التصالح حتى الآن، "وفي حال زيادة إقبال المواطنين على طلبات التصالح سيتم النظر في مد المهلة المحددة". وزاد: "سيكون لكل عقار ووحدة سكنية في مصر رقم قومي قبل نهاية 2021".
في انتظار "جمعة الغضب": تمديد مهلة التصالح التي أغضبت المصريين وأخرجتهم في احتجاجات متواصلة منذ 4 أيام، تأتي قبل يوم واحد من "جمعة الغضب" التي أعلن عنها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر؛ للمطالبة برحيل الرئيس عبدالفتاح السيسي واحتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية.
فقد أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي وسم #جمعه_الغضب_25 سبتمبر، لتصعيد الحراك تجاه مظاهرات كبرى تطالب برحيل السيسي، ولاقى الوسم إقبالاً كبيراً، وتصدَّر قائمة "ترند" بمصر؛ في محاولة لتكرار "جمعة الغضب" الشهيرة ضد الرئيس حسني مبارك ونظامه، والتي جرت في 28 يناير/كانون الثاني، وشهدت وقتها أضخم مظاهرات ومواجهات مع قوات الأمن.
من جهتها تستعد السلطات المصرية هي الأخرى لحشد مؤيدين للتظاهر يوم الجمعة أيضاً؛ وذلك لمواجهة المظاهرات المناهضة للنظام.
إذ قال مغردون، إن النظام يستخدم أدواته التقليدية في الحشد، عبر إجبار الموظفين والعمال على المشاركة، فضلاً عن دفع أموال وتقديم وجبات غذائية لبعض الفقراء؛ من أجل زيادة الأعداد.
مظاهرات ضد السيسي: كانت مدينة الإسكندرية (شمالي مصر) قد شهدت يوم الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول 2020، تجمعاً غاضباً لمواطنين ضد قانون يسمح بإزالة عقارات مقامة من دون تراخيص، فيما أعلنت الحكومة تسهيلات لتقديم تصالح مع الجهات الحكومية، وفق مصادر.
إذ احتشد غاضبون في أحد شوارع منطقة المنشية بالإسكندرية؛ لمنع محاولة إزالة أحد العقارات، بحسب مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتسنَّ التأكد من صحتها.
ردد الغاضبون، بحسب المقاطع التي نقلتها قنوات معارضة للنظام، هتافات رافضة لإتمام عملية الإزالة، وتطالب السلطات بالرحيل.