أعلن وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، خلال استقباله نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، في واشنطن الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول 2020، أنّ بلاده ستحافظ على تفوّق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط، في وقت تخشى فيه تل أبيب من احتمال شراء الإمارات مقاتلات إف-35 الأمريكية المتطوّرة.
لقاء إسبر وغانتس: إسبر قال أمام غانتس في البنتاغون وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية إنه يريد أن يقول للجميع إنّ إحدى الدعائم الأساسية لعلاقات واشنطن وتل أبيب الدفاعية هي الحفاظ على التفوّق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة، مضيفاً أنّ بلاده ملتزمة بذلك، ووزارة الدفاع تحترم هذا الالتزام، متعهّداً بمواصلة دعم السياسة الأمريكية القديمة القائمة على الحفاظ على أمن إسرائيل.
غانتس الأخير تعهد من جانبه بالحفاظ على علاقات دفاعية وثيقة مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر "امتياز، ولكنّه أيضاً ضرورة".
أضاف غانتس قائلاً إنّ "هذا الأمر مرتبط بالتفوّق العسكري النوعي، ولكنّه مرتبط أيضاً بتعاوننا المهمّ"، وأشار غانتس إلى أن من مصلحة تل أبيب أن نشاطر كلّ ما يمكن مشاطرته مع واشنطن، وتابع: "سنواصل ذلك في المستقبل".
تفوق عسكري في الشرق الأوسط: يشار إلى أنه منذ الستينيات، تضمن الولايات المتّحدة الحفاظ على "التفوّق العسكري النوعي" لإسرائيل في الشرق الأوسط، وتمّ تعزيز هذه السياسة قبل عامين بقانون ينصّ على أن تضمن الإدارة الأمريكية عند بيعها أي سلاح لدولة أخرى في المنطقة احتفاظ إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها إذا وقع هذا السلاح في الأيدي الخطأ.
فيما كانت قضية مقاتلات الشبح الأمريكية المتعدّدة المهام التي تسعى أبوظبي منذ وقت طويل إلى شرائها من واشنطن، ألقت بظلالها على اتفاق تطبيع العلاقات التاريخي الذي وقّعته الإمارات مع إسرائيل في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وقبيل ساعات من توقيع الاتفاق التاريخي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "لا مشكلة" لديه في بيع هذه المقاتلات المتطوّرة إلى الإمارات، في موقف عارضه بشدّة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، محذّراً من أن مثل هذه الصفقة قد تقوّض التفوّق العسكري لبلاده في المنطقة.
وسبق لإسرائيل أن عارضت بيع هذه المقاتلات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ومصر اللتان تربطها بهما اتفاقيات سلام.
مخاوف إسرائيل: ويعتقد المسؤولون الإماراتيون أنَّه لا يجب أن يكون لدى إسرائيل أي أسباب لمعارضة الصفقة الآن، وقد أصبح البلدان رسمياً في حالة سلام. وقال مسؤول إماراتي بارز لم تُكشَف هويته لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إنَّ نتنياهو كان بالفعل على علم بتلك الخطوة وأعطى موافقته عليها.
لكنَّ العديد من المسؤولين السابقين والحاليين في إسرائيل والولايات المتحدة قالوا للمجلة إنَّ بيع مقاتلات F-35 للإمارات قد تكون له عواقب سلبية على الأمن القومي لكلا البلدين.
ففي إسرائيل، يتمثل مبعث القلق الرئيسي في أنَّ الصفقة من شأنها تقويض التفوق العسكري للبلاد في المنطقة، أي ما يُطلَق عليه في اللغة الدبلوماسية الأمريكية الأفضلية العسكرية النوعية لإسرائيل.
تُعَد تلك الأفضلية العسكرية النوعية التزاماً أمريكياً يعود إلى السبعينيات، وبات مُدوّناً الآن في صورة قانون، تكون الولايات المتحدة بموجبه مُلزمةً قانوناً بالحفاظ على الأفضلية العسكرية لإسرائيل، مقابل أي دولة مفردة أو تحالف دول في الشرق الأوسط.