قررت فلسطين، الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول 2020، التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية، للدورة الحالية، رداً على "التطبيع" العربي مع إسرائيل إذ قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة في رام الله، إن هذا القرار جاء بعد اتخاذ "الأمانة العامة" للجامعة، موقفاً داعماً للإمارات والبحرين، اللتين طبعتا علاقاتهما مع إسرائيل، في مخالفة للمبادرة العربية للسلام.
المالكي أضاف قائلاً إن بعض الدول العربية المتنفذة، رفضت إدانة الخروج عن مبادرة السلام العربية، وبالتالي لن تأخذ الجامعة قراراً في الوقت المنظور، لصالح إدانة الخروج عن قراراتها. موضحاً أن فلسطين، لن تنسحب من مجلس الجامعة.
اجتماع الجامعة العربية: وفي وقت سابق عقد اجتماعاً بالجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة فلسطين، في 9 سبتمبر/أيلول الجاري وأخفقت الجامعة العربية في إصدار قرار بشأن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، في الدورة العادية الـ154 لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، ليكشف المأزق الذي وَضَعت فيه الإمارات السلطة الفلسطينية والدول العربية.
إذ يبدو أنه من الواضح أن أغلب الدول العربية حتى الأكثر تعاطفاً مع فلسطين لا تريد اتخاذ موقف يُغضب الإمارات أو الإدارة الأمريكية.
وقال مصدر فلسطيني في رام الله لـ"عربي بوست" إن وزير خارجية فلسطين، رياض المالكي، الذي تولى بالمصادفة الرئاسة الدورية للاجتماع، طلب في مشروع القرار الذي قدمته فلسطين إدانة التطبيع الإماراتي، وضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية، لكن لم يتم تمرير مشروع القرار، ولم تؤيد أي دولة عربية موقف فلسطين.
اتفاق التطبيع: وبرعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقّعت الإمارات والبحرين اتفاقي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، في وقت سابق رغم الرفض والإدانة الواسعة من الجانب الفلسطيني. وعقب توقيع الاتفاقين بثلاث لغات، الإنجليزية والعربية والعبرية، انتهت مراسم الفعالية.
وحضر مراسم التوقيع وزيرا الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، والبحريني عبداللطيف الزياني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعلنت البحرين، الجمعة، التوصل إلى اتفاق على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، برعاية أمريكية، لتلحق بالإمارات التي اتخذت خطوة مماثلة، في 13 أغسطس/آب 2020.
في حين أعلنت قوى سياسية ومنظمات عربية رفضها بشكل واسع لهذا الاتفاق، وسط اتهامات بأنه "طعنة" في ظهر قضية الأمة، بعد ضربة مماثلة من الإمارات.
في المقابل، شارك مئات الفلسطينيين في غزة، في وقفات احتجاجية بعدد من محافظات القطاع، ضد اتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، بدعوة من "القيادة الفلسطينية الموحدة للمقاومة الشعبية".