لجأت قوات الأمن المصري، الأحد 20 سبتمبر/أيلول 2020، إلى استعمال قنابل الغاز والخرطوش من أجل فضّ مظاهرات تطالب برحيل رئيس البلاد عبدالفتاح السيسي، في محافظة الجيزة، تنفيذاً لدعوات أطلقها الآلاف من المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الاحتجاج على تردّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، وذلك وفق ما نقلته مصادر قناة "الجزيرة".
ومنذ يومين، سادت حالة تأهب واستنفار أمني بمصر، تأهباً لمظاهرات دعا إليها المقاول المعارض محمد علي؛ احتجاجاً على أوضاع اقتصادية بلغت ذروتها بحملة حكومية لهدم عقارات شُيِّدت دون تراخيص.
وحسب "الجزيرة" فإن الأمن المصري أقدم أيضاً على اقتحام قرية الكداية بالجيزة مع إطلاق الغاز لتفريق متظاهرين مناهضين للنظام.
"يسقط يسقط حكم العسكر": في وقت سابق، كشفت فيديوهات انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اشتباكات وقعت بين متظاهرين في أحياء من محافظة الجيزة المصرية وقوات الأمن التي حاولت التدخل لفضّ تجمعات احتجاجية ضد الأوضاع الاقتصادية بلغت ذروتها بحملة حكومية لهدم عقارات شُيّدت دون تراخيص.
الفيديوهات المنشورة أظهرت عشرات المواطنين المصريين المتجمعين في قرية الكداية بمحافظة الجيزة، مرددين شعارات وهتافات "ارحل يا سيسي".
كما تصدر وسم "يسقط يسقط حكم العسكر" تويتر بمصر، إذ تجاوز حتى حدود مساء الأحد 62 ألفا و800 تغريدة، وكلها تطالب برحيل السيسي ونظامه وتدعو لمظاهرات أوسع لإسقاط الرئيس، بينما عمد الإعلان الداعم للنظام إلى صُنع وسم "معاك يا ريس" لدعم السيسي، كما شن حملة واسعة تعتبر هذه المظاهرات بأنها "مؤامرة خارجية لإسقاط النظام".
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أشاروا إلى أن مظاهرات خرجت في مركز أطفيح ومركز الصف بمحافظة الجيزة للمطالبة برحيل السيسي، وحاولت قوات الأمن التدخل لفضّ المظاهرة، لكن المتظاهرون قاموا بمهاجمتها وطردها، ثم قلبوا مركبة تابعة للشرطة وحطموها واستمروا في هتافاتهم المطالبة برحيل السيسي.
دعوات 20 سبتمبر: ومنذ الجمعة الماضية، سادت حالة تأهب واستنفار أمني بمصر، خوفاً من تظاهرات محتملة دعا إليها المقاول المعارض محمد علي، احتجاجاً على أوضاع اقتصادية سيئة بلغت ذروتها بحملة حكومية لهدم عقارات شُيدت دون تراخيص.
فقد دعا المقاول المعارض محمد علي، من مقر إقامته في إسبانيا، الشعب المصري إلى الخروج في تظاهرات يوم 20 سبتمبر/أيلول، بمناسبة الذكرى الأولى لمظاهرات دعا إليها في نفس التوقيت العام الماضي، ولاقت آنذاك استجابة وأعقبتها حملة اعتقالات واسعة.
استنفار أمني: وفق ما تناقلته وسائل إعلام محلية ودولية، و4 شهود عيان تحدثوا للأناضول، انتشرت تشكيلات أمنية وسيارات شرطة في جميع الميادين الرئيسية بالقاهرة والإسكندرية (شمال) والسويس (شمال شرق)، فيما عادت الكمائن الأمنية لتوقيف المارة وتفتيش هواتفهم النقالة.
كما قامت السلطات بإغلاق المقاهي منذ نحو 5 أيام، لاسيما في محيط وسط القاهرة، وأطلقت حملة اعتقالات عشوائية ترددت أصداؤها على منصات التواصل الاجتماعي.
إذ تداول مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً تزعم قيام الشرطة المصرية بحملات أمنية عشوائية، إذ قامت بوضع حواجز تفتيش في محيط ميدان التحرير وميدان عبدالمنعم رياض وسط العاصمة القاهرة.
فيما كتب أحد المغردين أن السلطات قامت بإغلاق المقاهي في مدينة الإسكندرية، "خوفاً من خروج الناس في احتجاجات يوم الأحد 20 سبتمبر/أيلول".
محمد علي يراهن على الشعب: قال محمد علي في تصريحات لموقع "الجزيرة نت"، الخميس 17 سبتمبر/أيلول، إنه يراهن على استجابة الشعب المصري للتظاهرات هذا العام؛ نظراً لعدة أزمات أبرزها الأوضاع الاقتصادية، وفشل الدبلوماسية المصرية في مفاوضات سد النهضة، إضافة إلى قانون التصالح في مخالفات البناء.
إذ لاقت دعوة علي استجابة بين الشباب على منصات التواصل، في حين حذر آخرون من الانجراف وراء دعوات يطلقها معارضو الخارج وتؤدي إلى حملة اعتقالات واسعة في الداخل.
عادةً لا تعقّب السلطات المصرية على تلك الدعوات الاحتجاجية، غير أن رئيس البلاد عبدالفتاح السيسي اعتاد أن يلمح لها في عدة مناسبات، مؤكداً قوة الدولة وأجهزتها الأمنية.