ندَّدت المملكة العربية السعودية، على لسان وزير طاقتها الأمير عبدالعزيز بن سلمان، بالدول النفطية الشريكة في اتفاق منظمة "أوبك بلس"، والتي لم تلتزم بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها، إثر تدهور أسعار النفط الخام في نيسان/أيار الماضي، محذرة من "عمليات الغش" التي تمارسها دول حليفة، من بينها الإمارات، حسب ما أفادت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، الجمعة 18 سبتمبر/أيلول 2020.
"وعود كاذبة": وزير الطاقة السعودي أصدر بلهجة صارمة، حسب ما أفادت الصحيفة، تحذيراً للدول النفطية الأخرى، الخميس، داعياً إلى الالتزام بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها في ظل حالة تدهور أسعار النفط الخام والغموض الذي يحيط بالاقتصاد العالمي نتيجة جائحة كورونا، مشدداً على أن القيام بذلك "ليس عملاً خيرياً".
وعلى الرغم من أن الوزير السعودي لم يحدد في تحذيره الذي أطلقه على هامش الاجتماع الافتراضي لمسؤولي النفط المراقبين للتخفيضات المتفق عليها في أبريل/نيسان، فإن وثيقة لمنظمة "أوبك بلس" قد كشفت أن الإمارات المتحدة قد ضخت 182 ألف برميل فوق حصتها للإنتاج في أغسطس/آب الماضي فقط.
الوزير السعودي قال في معرض تحذيره أمام وزراء الدول الأخرى والمسؤولين في المنظمة، إن "محاولات الالتفاف على السوق لن تنجح"، و"إن الدول التي تقدم "وعوداً زائفة" عن إنتاجها النفطي لن تهزم هدف التجمع نحو استقرار وتوجيه السوق".
من ناحيته، تعهَّد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي خلال إيجاز صحفي بعد الاجتماع بأن بلاده ستخفض إنتاجها خلال أكتوبر/تشرين الأول، ونوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، بما يعوض الكميات الزائدة التي ضختها خلال أغسطس/آب الماضي.
أزمة النفط لم تنتهِ: وكانت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) التي تعتبر السعودية أكبر عضو فيها من حيث الإنتاج والصادرات، قد اتفقت مع عدد من الدول النفطية الأخرى من خارج المنظمة، وفي مقدمتها روسيا، في إطار ما يسمى تجمع "أوبك بلس" خلال أبريل/نيسان الماضي، على خفض كبير للإنتاج لوقف تدهور كبير في أسعار النفط الخام، وصل إلى ما تحت الصفر، بسبب انخفاض الطلب نتيجة إجراءات الإغلاق وحظر السفر لاحتواء جائحة كورونا في العالم.
مصادر بـ"أوبك بلس" أكدت لوكالة رويترز أن اللجنة المسؤولة عن مراقبة الإنتاج ضغطت على البلدان المتقاعسة في تطبيق التخفيضات مثل العراق ونيجيريا والإمارات للتعويض عن الإنتاج الزائد في الفترة من مايو/أيار إلى يوليو/تموز، وذلك من سبتمبر/أيلول إلى نهاية ديسمبر/كانون الأول.
ورغم أن بلداناً متزايدة حول العالم بدأت تدريجياً رفع إجراءات الإغلاق المرتبط بانتشار فيروس كورونا، فإن استهلاك النفط لم يعد إلى مستويات ما قبل الإغلاق التي كانت بدورها منخفضة نسبياً.