صحيفة إسرائيلة تعدّل تصريحاً لسفير واشنطن قال فيه إن بلاده تفكر بدعم دحلان لإزاحة أبومازن

الولايات المتحدة الأمريكية تدرس استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقيادي المفصول من حركة "فتح" والمقيم في الإمارات محمد دحلان.

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/17 الساعة 09:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/17 الساعة 15:40 بتوقيت غرينتش
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس/رويترز

قامت صحيفة "إسرائيل اليوم" بتعديل تصرح كانت نشرته قالت فيه إن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان أبلغها الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020، إن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقيادي المفصول من حركة "فتح" والمقيم في الإمارات محمد دحلان.

الصحيفة كانت قالت "رداً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة تدرس إمكانية تعيين دحلان المقيم في الإمارات كزعيم فلسطيني جديد، أجاب فريدمان: نحن نفكر في ذلك، لكن ليست لدينا رغبة في هندسة القيادة الفلسطينية".

كما أشارت الصحيفة في الخبر الذي نشرته قبل أن تعود لتعديله إلى أن هناك تقديرات بأن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن تدعم دحلان "لإزاحة عباس".

فريدمان هاجم أيضاً القيادة الفلسطينية، مستخدماً التعبير التوراتي "يهودا والسامرة"، في إشارة إلى الضفة الغربية. وقال "قيادة الشعب الفلسطيني لا تخدمه كما ينبغي".

كما أضاف، في إشارة إلى الضفة الغربية: "أعتقد أن الناس في يهودا والسامرة يريدون حياة أفضل، إن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى فهم أنه من الممكن أن يحقق مثل هذا الهدف".

تابع فريدمان أن القيادة الفلسطينية ما زالت تتشبث بشكاوى قديمة جداً وغير ذات صلة، وقال إنهم بحاجة إلى الانضمام إلى القرن الحادي والعشرين، "إنهم في الجانب الخطأ من التاريخ في الوقت الحالي".

تنديد فلسطيني: من جهتها، ندّدت الرئاسة الفلسطينية بتصريحات سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، ديفيد فريدمان التي نشرتها الصحيفة قبل أن تعود لتعديلها لاحقاً.

إذ قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، إن "سياسة التهديد والضغوط المستمرة ومحاولات الابتزاز الأميركي للرئيس والقيادة، سيكون مصيرها الفشل".

كما أكد على أن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر قيادته وفق الأسس الديمقراطية، وليس عبر التهديد والوعيد. وأضاف أن الحملات المشبوهة والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، والهجمة على رموز شعبنا لا قيمة لها، و"شعبنا هو الذي سيرسم خارطته، ويختار قيادته".

طموح دحلان: لا يُخفي القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان طموحه لتولي رئاسة السلطة الفلسطينية بدلاً من الرئيس محمود عباس، ولكن الأمر لا يقتصر على النوايا، إذ إن خطة دحلان للإطاحة بعباس دخلت حيز التنفيذ بالفعل.

فبالتزامن مع التحضيرات الفلسطينية الجارية لإجراء الانتخابات العامة، وإمكانية إعلان عدد من القادة الفلسطينيين عن نواياهم لمنافسة محمود عباس على رئاسة السلطة الفلسطينية، يتزايد في الآونة الأخيرة في الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية النقاش حول مسألة احتمال غياب عباس المفاجئ عن الساحة، خاصة لأسباب صحية، فالرجل بلغ من العمر عتياً.

إذ تخطّى عباس الـ85 من العمر، ويعاني أمراضاً عدة، وبين أسبوع وآخر يدخل المستشفى للمراجعة.

هذا الوضع غير المستقر يُفسح المجال للحديث العلني عن خلافته ووراثته، وباتت قيادة فتح تحديداً تستعد لما يُسمى حرب الخلافة والوراثة.

دعم إقليمي: دحلان يحظى بدعم إقليمي لا يخفيه، ويسعى لإقامة علاقات وتنسيق مع بعض المحيطين بعباس، وفي غزة تبدو فرصه قوية، مع ضعف فرص منافسيه من داخل قيادة فتح، وإمكانية اتفاقه مع حماس التي قد تدعمه لحسابات مصلحية، مرتبطة برغبتها في فكّ الحصار على القطاع.

توجهات دحلان العلنية بالتقدم للتنافس على وراثة عباس ظهرت جلية قبل أيام، حين أعلن أن الترويج لإعادة ترشيح عباس لانتخابات رئاسية جديدة هدفه تكريس الوضع الراهن، وإدامة الانقسام.

إذ قال: "لكننا لن نقبل تجريب المجرب بعد مسلسل الإخفاقات المتكررة في الأداء السياسي والوطني والإداري والمالي، لأن إعادة ترشيح عباس بهذا العمر والحالة الصحية لا تجعله مؤهلاً لأداء مهام رئاسية في السنوات القادمة".

تهم قتل وفساد تلاحقه: تلاحق كل من تركيا وفلسطين "دحلان" بعدة تهم، أبرزها القتل والفساد والتجسس الدولي، والضلوع في محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها أنقرة، منتصف يوليو/تموز 2016.

إذ يتهمه القضاء التركي بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، ومحاولة تغيير النظام الدستوري بالقوة، و"الكشف عن معلومات سرية حول أمن الدولة لغرض التجسس"، و"قيامه بالتجسس الدولي".

أما في بلاده، فقد أصدر القضاء الفلسطيني ضده أحكاماً بالسجن، ويعمل قسم الشرطة الدولية (الإنتربول) في السلطة الفلسطينية على إلقاء القبض على مجموعة من الفلسطينيين المتهمين بالفساد والهاربين خارج فلسطين، دون تسميتهم. وتواردت أنباء لم تؤكدها السلطة الفلسطينية أن "دحلان" من بين تلك الشخصيات.

تنويه: هذا الخبر تم تعديل عنوانه ومضمون تصريح سفير أمريكا بإسرائيل، حيث قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في البداية إن السفير قال إن بلاده تنوي دعم دحلان للإطاحة بمحمود عباس، لكنها عادت وعدلت الخبر.

تحميل المزيد