أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول 2020، مجدداً موقف بلاده بالاستعداد لمفاوضات مباشرة مع أثينا، ولكن دون شروط مسبقة، وأن عودة سفينة "أوروتش رئيس" إلى الميناء لا تعني تنازلاً عن حقوق بلاده في شرق البحر المتوسط.
أشار وزير الخارجية كذلك إلى أن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا على الرغم من اتفاقيتها التي أبرمتها مع اليونان وقبرص بخصوص مناطق الصلاحية البحرية، لكنه أكد أن إبرام أي اتفاق مع مصر بهذا الخصوص يقتضي تحسن العلاقات السياسية بين البلدين.
أقوال الوزير التركي جاءت في لقاء تلفزيوني لقناة "سي أن أن" التركية تناول فيه أزمة شرق البحر المتوسط، كما تتطرق لقضايا ملّحة على الأجندة التركية.
أكثر من مشكلة واحدة: بخصوص آخر التطورات المتعلقة بشرق المتوسط، أكد الوزير تشاويش أوغلو أن اليونان لم تكف بعد عن سياساتها المتطرفة، على الرغم من الرسائل المعتدلة التي أطلقها رئيس وزراء اليونان على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، وخصوصاً بعد عودة سفينة أوروتش رئيس لسواحل مدينة أنطاليا.
وزير الخارجية التركي جدد استعداد بلاده للمفاوضات دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أنها على "استعداد للتفاوض والتباحث مع الجميع"، ولكن يجب مراعاة أن البلدين بينهما عدد كبير من المشاكل وليست مشكلة واحدة، في إشارة إلى مشكلة الجزر اليونانية القريبة من السواحل التركية.
حيث شدد الوزير التركي على أن بلاده ستواصل طرح مسألة تسليح جزر بحر "إيجه" على الأجندة الدولية، وأن هذا الموضوع يعتبر جزءاً من المباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان.
عودة "أوروتش رئيس": وفي تعليق منه على سحب سفينة "أوروتش رئيس" لميناء مدينة أنطاليا للصيانة والتزود والإمداد، أكد الوزير التركي أنه تم سحب السفينة لأعمال الصيانة الدورية والروتينية، و"هذا لا يعني على الإطلاق التنازل عن حقوق تركيا في البحر المتوسط".
تشاويش أوغلو جدد ما سبق أن قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن اليونان لم تقبل فرصة للدبلوماسية قدمتها أنقرة في السابق، وأن عودة السفينة لميناء أنطاليا فرصة يتعين على اليونان استغلالها، واتخاذ خطوة إيجابية مقابل ذلك.
الوزير التركي شدد على أن كافة الحقوق محفوظة لتركيا في المنطقة التي قامت فيها "أوروتش رئيس" بإجراء "مسح سيزمي"، منتظرين أن تبادر اليونان لاستغلال الفرصة بمفاوضات جدية، وإلا فإن السفينة ستعود بعد انتهاء عمليات الصيانة والإمداد، و"تركيا ستواصل أنشطتها التي بدأتها بالعزم ذاته".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك اتصالات بين أنقرة وأثينا في الوقت الراهن، ذكر الوزير أن هناك مباحثات بين الطرفين على مستوى المستشارين.
العلاقة مع مصر: أما العلاقات الحالية بين تركيا ومصر فقد أكد وزير الخارجية "أن لا محادثات حالية مع مصر، وأن لا تواصل معها إلا على مستوى الاستخبارات".
لفت الوزير في تصريحاته إلى أن مصر لم تنتهك في أي وقت الجرف القاري لتركيا في اتفاقيتها التي أبرمتها مع اليونان وقبرص بخصوص مناطق الصلاحية البحرية، ولكن "إبرام أي اتفاق مع مصر بهذا الخصوص يقتضي تحسن تلك العلاقات السياسية".
فرنسا ترغب بصفقات سلاح: عن موقف فرنسا، أوضح تشاويش أوغلو أن موقفها من شرق المتوسط، تقف خلفه أجندتها الخاصة، في الرغبة ببيع السلاح، وهذا الكلام يخص ليبيا أيضاً، حسبما أفاد الوزير.
وعن موقف الاتحاد الأوروبي بشكل عام من شرق المتوسط، قال وزير الخارجية: "يتعين على الاتحاد أن يقوم بوساطة صادقة لحل هذه القضية، وعليه خلال قمته المقبلة (24-25 سبتمبر/أيلول الجاري) أن يركز على ما يتعين فعله بخصوص العلاقات التركية الأوروبية".
أزمة في البحر المتوسط: ومنذ شهر تقريباً تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري، فيما دعم الاتحاد الأوروبي موقف اليونان وهدد بفرض عقوبات على تركيا.
يذكر أنه ليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.