وصل وزيرا خارجية البحرين عبداللطيف بن راشد الزياني، والإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، كل على حدة، الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020، إلى البيت الأبيض، استعداداً للتوقيع على اتفاقيتي تطبيع العلاقات بين الدولتين وإسرائيل في وقت لاحق.
حيث كان في استقبال كل من الوزيرين ورئيس وزراء إسرائيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مظاهرات رافضة: وصول الشخصيات المعنية بتوقيع الاتفاق جاء مع تظاهر العشرات من الفلسطينيين والعرب أمام البيت الأبيض ظهر الثلاثاء، رافضين اتفاق التطبيع بين كل من الإمارات والبحرين وإسرائيل برعاية أمريكية.
إذ نظّمت أكثر من 50 مؤسسة أمريكية وفلسطينية مظاهرات رافضة في العاصمة واشنطن، بالتزامن مع مراسم توقيع اتفاقية التطبيع في البيت الأبيض، برعاية أمريكية، وحضور الرئيس دونالد ترامب.
تأتي التظاهرات امتداداً لتظاهرات الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية، الرافضين للتطبيع مع الحكومة الإسرائيلية.
في المقابل، لم يستبعد مسؤول أمريكي كبير مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والممثلين العرب، مؤكداً أن جميع المشاركين سيخضعون قبل ذلك لفحص فيروس كورونا المستجد.
فيما تشترك الإمارات والبحرين مع إسرائيل في العداء تجاه إيران، التي تعد أيضاً العدو اللدود لواشنطن في المنطقة.
اتصالات مع إسرائيل: وتقيم العديد من الدول النفطية العربية بتكتم، اتصالات مع السلطات الإسرائيلية منذ سنوات، لكن تطبيع العلاقات يؤمّن فرصاً كثيرة، لاسيما الاقتصادية منها، لتلك البلدان التي تحاول التخلص من عواقب أزمة فيروس كورونا المستجد.
من جانبه، يؤكد ديفيد ماكوفسكي من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "إنه إنجاز من الدرجة الأولى"، مشدداً على أنه "لا ينطوي على مخاطرة" للإسرائيليين "بالدرجة نفسها"، التي واجهها مناحيم بيغن "عندما تخلى عن سيناء" لمصر، أو إسحاق رابين، عندما وافق على التفاوض مع ياسر عرفات.
ولا تزال "رؤية السلام" التي قدّمها دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل نهائي، بعيدة عن النجاح، إذ رفضتها السلطة الفلسطينية التي لا تريد أن يقوم الرئيس الأمريكي حتى بدور وسيط، منذ أن اتخذ سلسلة قرارات مؤيدة لإسرائيل
يوم أسود في تاريخ فلسطين: في المقابل صرّح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الثلاثاء سيكون "يوماً أسود" في تاريخ العالم العربي، منتقداً "الانقسامات" فيه.
ودعا الفلسطينيون الذين اعتبروا الاتفاق "طعنة في الظهر" من قبل الدولتين المتهمتين بعقد اتفاق مع الدولة العبرية من دون انتظار ولادة دولة فلسطينية، إلى تظاهرات الثلاثاء.
لكن إدارة ترامب لطالما أبدت عزمها على إحداث تغيير جذري في المنطقة، بتحقيق تقارب بين إسرائيل والعالم العربي في وجه إيران.
ويعكس الاتفاقان بوادر هذا التغيير، ويعيدان القضية الفلسطينية إلى مرتبة أدنى، وهو ما كان يأمله البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، تصاعد التوتر بشكل حاد بين إيران والولايات المتحدة، هذا الأسبوع، بعد نشر معلومات مفادها أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن طهران تعتزم اغتيال دبلوماسية أمريكية انتقاماً لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في غارة أمريكية في بغداد، في يناير/كانون الثاني.
وحذَّر ترامب من أن الردّ الأمريكي على أي اعتداء إيراني سيكون "أقوى ألف مرة". وحذّرت الجمهورية الإسلامية التي نفت هذه المعلومات، واشنطن من ارتكاب أي "خطأ استراتيجي".
جائزة نوبل للسلام: ومنذ الإعلان في 13 أغسطس/آب، عن الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي، ومن بعده الأسبوع الماضي الاتفاق مع البحرين، لا يكفّ معسكر الملياردير الجمهوري عن الإشادة بعمله الذي يستحق برأيه جائزة نوبل للسلام.
لكن خلافات ظهرت بشأن الشروط المرتبطة بالاتفاق مع الإمارات. ففي نظر دول الخليج، وافقت إسرائيل على "إنهاء استمرار ضم الأراضي الفلسطينية".
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أنه "لم يتخلّ" عن ضمّ مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، بل إن الأمر "مؤجل" فقط.
من جهة أخرى، قال نتنياهو إنه يُعارض بيع الإمارات مقاتلات أمريكية من طراز "إف-35" تريد أبوظبي شراءها، حرصاً منه على الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.