يشترونها بأموالهم الخاصة وتسحبها سلطات الاحتلال منهم لعقابهم.. سجن عوفر يصادر كل المراوح بعد الاحتجاجات

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/10 الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/11 الساعة 11:28 بتوقيت غرينتش
قوات الاحتلال الإسرائيلي - مواقع التواصل

صادرت إدارة سجن عوفر الإسرائيلي الأجهزة الكهربائية ومراوح التبريد الخاصة بالأسرى الفلسطينيين، ضمن موجة قمع كبيرة ضد احتجاجات تبعت استشهاد الأسير داوود الخطيب (45 عاماً)، الأسبوع الماضي. 

ما يقرب من 850 أسيراً في قسمين من سجن عوفر، غربي رام الله، احتجوا ضد المعاملة السيئة والإهمال الطبي الذي يعانون منهم، مما أسفر عن استشهاد الأسير داوود طلعت، الأسبوع الماضي، قبل 4 شهور من انتهاء مدة حكمه التي بلغت 18 عاماً. 

خلال حملة القمع، صادرت القوات الإسرائيلية جميع الأجهزة الكهربائية، بما في ذلك مراوح التبريد، لمعاقبة الأسرى، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من موجة حارة غير مسبوقة تخطت فيها درجة الحرارة حاجز الأربعين بعدة درجات. 

في تصريح لموقع Middle East Eye البريطاني، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن "أول عقاب تلجأ إليه إدارة السجن عادةً هو مصادرة مراوح التبريد، فهي لا تعتبر الأجهزة الكهربائية حقاً للسجناء، بل امتياز، على الرغم من أن شراء الأسرى لهذه المراوح بأموالهم الخاصة من كانتين السجن مقابل ضعف سعرها الحقيقي".  

جحيم الغرف المغلقة: أكد فارس أنَّ وسائل التهوية لابدَّ أن تكون حقاً أساسياً للمعتقلين الفلسطينيين في السجون المقام معظمها على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الجنوب الصحراوي، أو قرب الساحل، حيث درجات الحرارة والرطوبة عالية جداً وبالأخص في فصل الصيف.

كما أشار فارس إلى أنه مع قلة التهوية في السجون التي تقع تحت الأرض والمُصمَّمة لمنع دخول أشعة الشمس، تتحول السجون إلى "جحيم" خلال أشهر الصيف، وذلك يتسبب في إصابة العديد من السجناء بأمراض جلدية وتنفسية.

قال فارس: "لا تستطيع المراوح الكهربائية تبريد الهواء، خاصة مع عدم وجود تهوية، كل ما تفعله هو تحريك الهواء الساخن، لذا لا تساعد في تبريد درجات الحرارة المرتفعة مثل مكيفات الهواء، التي يطالب بها الأسرى".

جحيم الصيف: يقول هيثم سياج، أسير يبلغ من العمر 24 عاماً أُطلِق سراحه بعد أن أمضى أربع سنوات رهن الاعتقال الإداري في سجن النقب من 2015 إلى 2020: "إنَّ السجناء يعانون من ظروف قاسية، خاصة خلال الصيف وموجات الحر".

صرّح سياج: "لا يحب المعتقلون فصول الصيف؛ فهي تحول السجن إلى جحيم، وليس لديهم أي خيار سوى استخدام المراوح التي تحرك الهواء الساخن في غرف لا تتجاوز مساحتها 40 متراً مربعاً يتكدس فيها 10 أسرى على الأقل". 

وأضاف سياج أنَّ إدارة السجون الإسرائيلية لا تسمح إلا بـ"مراوح بلاستيكية وذات نوعية رديئة داخل السجون، وفي حالة كسر إحداها، لا يُسمَح للسجين بشراء أخرى حتى الصيف التالي".

بالإضافة إلى ظروف السجن المذكورة، يواجه المعتقلون معاملة أكثر قسوة في الحبس الانفرادي وعند نقلهم، حيث يوضح سياج: "تتضاعف المأساة في عنابر الحبس الانفرادي التي تكون موجودة تحت الأرض ومن دون فتحات تهوية أو مراوح تبريد".

إجراءات إضافية: في بيان الجمعة 4 سبتمبر/أيلول، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أنَّ إدارة السجون الإسرائيلية لم تكتفِ بمنع المعتقلين من شراء مراوح، بل تعمدت قطع إمدادات المياه عن العنابر الضيقة المستخدمة للحبس الانفرادي، حتى تصبح ظروف الاعتقال أسوأ.

وأضافت هيئة شؤون الأسرى أنَّ الحشرات والجرذان انتشرت في السجون بسبب الظروف غير الصحية وغياب النظافة.

وبينما تحظر إدارة السجن أجهزة التكييف داخل السجون، وجد تقرير للهيئة صادر في يوليو/تموز 2019 أنَّ مبردات الهواء ما زالت تُستخدَم في مراكز التحقيق في أيام الشتاء الباردة؛ من أجل الضغط على السجناء وانتزاع الاعترافات منهم.

بعد إضراب 87 يوماً عن الطعام.. الشيخ خضر عدنان شهيداً في سجون الاحتلال

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/02 الساعة 13:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/02 الساعة 13:34 بتوقيت غرينتش
الأسير الفلسطيني خضر عدنان استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي/رويترز

استطاع البطل نزع حرية روحه من قبضة الاحتلال الإسرائيلي، وكان أكد في وصيته: "لا تيأسوا مهما فعل المحتل فنصر الله قريب".

خضر عدنان محمد موسى، 44 عاماً، ابن بلدة عرابة في جنين، الاسم الذي سيُخلد في قلوب كل الفلسطينيين، الأيقونة الوطنية التي ما ضعفت يوماً وما لانت، الرجل الذي وقف متحدياً كافة أوجه البغي من الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه، فمهما تحدثنا عنه ومهما قلنا فإننا لن نوفيه اليوم حقه.

يعتبر الشيخ خضر عدنان من أبرز الأسرى الذين واجهوا الاعتقال، من خلال خوضه معركة الأمعاء الخاوية بالإضرابات المفتوحة عن الطعام، رفضاً لاعتقاله، وصولاً منه إلى تحقيق مطالبه، حيث نفذ خمسة إضرابات سابقة ضد سياسة اعتقاله الإداري في السجون الإسرائيلية، ويُعد إضرابه هذا هو السادس الذي ينفذه على مدار سنوات اعتقاله، وكان أطولها، حيث استمر نحو 86 يوماً متواصلة، وقد وصلت سنوات اعتقاله إلى نحو 10 أعوام، غالبيتها بأوامر اعتقال إداري.

يُعد الأسير الشهيد أحد أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي البارزين في الضفة الغربية والداعمين للمقاومة، حيث يتهمه الاحتلال بالتحريض على تنفيذ العمليات الفدائية، وكان أول اعتقال له من قِبل أجهزة السلطة بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة، لدى زيارته جامعة بيرزيت عام 1998م، عانى خلالها ظروف الاعتقال السياسي لديهم ضمن "سياسة الباب الدوار"، وبعد ذلك تعرض للاعتقال مرات عديدة، وخضع للتحقيق والتعذيب في سجن أريحا، ذاك السجن السيئ. إلى جانب التهديد والإساءة له ولزوجته من قبل الجهات المشبوهة الخارجة عن الصف الوطني الفلسطيني.

الشهيد الفلسطيني خضر عدنان/ رويترز

حمل الشيخ عدنان على عاتقه هموم الأسرى وآلامهم، وكان على يقين تام بأن قضيتهم هي قضية مركزية، وعلى سُلم أولويات المقاومة الفلسطينية، التي طالبها دوماً بالعمل الجاد من أجل تحريرهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ترجّل الفارس الصنديد عن صهوة جواده بعد مسيرة جهادية حافلة بالعطاء والتضحية، من أجل القضية الفلسطينية، ليرتقي شهيداً ويلحق بركب إخوانه الأسرى، وبه يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون الصهيونية إلى 237 شهيداً منذ عام 1967م، منهم 75 نتيجة لسياسة السجان الإسرائيلي والإهمال الطبي المتعمد.

وباستشهاده يكون الاحتلال ارتكب جريمة كاملة الأركان، من خلال تنفيذه حكم الإعدام عبر سياسة القتل البطيء، مع علمه المسبق بأن ردة الفعل على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الصهيونية لن تتجاوز حد الشجب والإدانة والاستنكار، وأن مثل هذا الرد سيدفع العدو إلى مواصلة سياساته الإجرامية تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني وأسراه داخل السجون الإسرائيلية.

قضى القائد البطل شاهداً على ظُلم السجان، وكان يعلم جيداً بأن ما تسمى مؤسسات حماية حقوق الإنسان الدولية تعمل وفق ازدواجية وانتقائية في المعايير، كونها تكيل بمكيالين، لذا فإنها تُعد الداعم الأكبر للاحتلال، وهو ما جعله فوق القانون الدولي، ونتيجة عدم فرضها العقوبات عليه شجعه ذلك على مواصلة سياسة القمع والتنكيل، وارتكاب المزيد من الجرائم، ومن هنا لا بد من صرخة في وجه ما يسمى بالمجتمع الدولي، ومن يسمون أنفسهم بالعالم الحر، بأن كفى ظلماً وبطشاً بأبناء شعبنا الفلسطيني.

آن الأوان لجسد الشيخ خضر عدنان المنهك أن يرتاح وتتحقق أمنيته بأن يرزقه الله الشهادة، نَمْ قرير العين أيها العملاق، واعلم جيداً أن أعين العدو لن تنام بإذن الله تعالى، ما دام هناك أبطال مخلصون أمثالك في شعبنا الفلسطيني.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:opinions@arabicpost.net

مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ماهر سامي الحلبي
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني
تحميل المزيد