دبلوماسي فلسطيني يكشف كواليس إسقاط مشروع يُدين “التطبيع” في الجامعة العربية.. “رضينا بالحد الأدنى من العرب”

كشف دبلوماسي فلسطيني، الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول 2020، تفاصيل إسقاط مشروع قرار بجامعة الدول العربية كان يسعى لإدانة اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي.

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/10 الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/10 الساعة 17:27 بتوقيت غرينتش
الجامعة العربية/ رويترز

كشف دبلوماسي فلسطيني، الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول 2020، تفاصيل إسقاط مشروع قرار بجامعة الدول العربية كان يسعى لإدانة اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي.

الدبلوماسي الفلسطيني مهند العكلوك، الذي يشغل منصب السفير المناوب لفلسطين في جامعة الدول العربية، قال إن "نقاشاً استمر نحو ثلاث ساعات في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، تم خلاله إسقاط مشروع قرار فلسطيني يقضي بإدانة اتفاق التطبيع"، مضيفاً أنه "كان هناك بند فرعي على جدول أعمال المجلس سيبحث تحته البيان الثلاثي الإماراتي الإسرائيلي الأمريكي (الذي صدر في 13 أغسطس/آب المنصرم)".

كما أوضح العكلوك أن فلسطين طلبت أن تكون مناقشة البند تحت عنوان "بحث تداعيات اتفاق التطبيع على القضية الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية".

ضغوط على فلسطين: العكلوك أشار إلى أن فلسطين تعرضت خلال الأيام الماضية لـ"ضغوط كبيرة" من دول لم يسمها بشأن العنوان السابق، بهدف تحويله إلى "التطورات السياسية للقضية الفلسطينية".

واستطرد السفير المناوب في الجامعة العربية: "ومن باب أن يصدر قرار توافقي من الجامعة العربية على البيان الثلاثي وافقنا على تبديل عنوان مناقشة البند".

استدرك قائلاً: "لكن قدمنا مشروع قرار يفند اتفاق التطبيع ويخرجه عن الشرعية العربية، بكونه يتخلى عن الأرض مقابل السلام وينتقص من الحقوق الفلسطينية، بما فيها حق السيادة وعاصمتها القدس الشرقية".

كما كشف الدبلوماسي أن مشروع القرار تضمن "فقرة ترفض المضامين التي جاءت في البيان التطبيعي"، لكنها لاقت اعتراضاً من قِبل بعض الدول العربية التي لم يسمّها، مضيفاً: "بتعليمات من الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس، قلنا: نوافق بالحد الأدنى على صدور قرار من الجامعة العربية يتضمن تأكيد التمسك بالمبادرة العربية للسلام، وإدانة الخروج عنها (أي إدانة التطبيع)"، واستدرك العكلوك: "لكن واجهتنا مجموعة من الدول العربية (لم يسمّها) ورفضت هذه الإضافة".

كما أشار إلى أن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اقترح تعليق الجلسة "ساعات أو أياماً أو إسقاط بند إدانة التطبيع كلياً، وهنا أجمعت الدول على عدم تعليق الاجتماع، وبالتالي سقط مشروع الإدانة تلقائياً".

رغم أن العكلوك لم يذكرها صراحة، فإنه أكد أن الدول التي أيدت ورحبت باتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي هي من دافعت عن الإمارات ورفضت إدانتها.

وفي كلمته خلال رئاسته الاجتماع، دعا المالكي، الدول العربية إلى رفض اتفاق التطبيع الإسرائيلي الإماراتي، وقال: "نرفض خطوة التطبيع الإماراتي ونأمل منكم عدم قبولها".

خلافات في الجامعة العربية: جاء إخفاق الجامعة العربية في إصدار قرار بشأن التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، في الدورة العادية الـ154 لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، ليكشف المأزق الذي وَضَعت فيه الإمارات السلطة الفلسطينية والدول العربية.

إذ يبدو أنه من الواضح أن أغلب الدول العربية حتى الأكثر تعاطفاً مع فلسطين لا تريد اتخاذ موقف يُغضب الإمارات أو الإدارة الأمريكية.

وقال مصدر فلسطيني في رام الله لـ"عربي بوست" إن وزير خارجية فلسطين، رياض المالكي، الذي تولى بالمصادفة الرئاسة الدورية للاجتماع، طلب في مشروع القرار الذي قدمته فلسطين إدانة التطبيع الإماراتي، وضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية، لكن لم يتم تمرير مشروع القرار، ولم تؤيد أي دولة عربية موقف فلسطين.

مشروع إماراتي: فيما قدمت الإمارات من جانبها مشروع قرار يرحب بالتطبيع رفضته فلسطين، ولم يمرر أيضاً، حسبما قال المصدر الفلسطيني لـ"عربي بوست".

قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الاجتماع لم يتوصل لمشروع قرار بشأن الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، الذي صدر في 13 أغسطس/آب 2020، مضيفاً في مؤتمر صحفي عقد 9 سبتمبر/أيلول 2020، بعد اختتام الاجتماع الوزاري العربي الذي عُقد عبر الإنترنت برئاسة فلسطين، إن الاجتماع شهد حواراً جاداً وشاملاً، أخذ بعض الوقت، ولكن لم يؤدّ إلى توافق حول مشروع القرار الذي كان مطروحاً من الجانب الفلسطيني.

كما أشار إلى أنه حدثت تعديلات من الجانب الفلسطيني على المشروع المقدم من جانبه، ثم تعديلات من الجانب الإماراتي، قبل الاجتماع، وكانت هناك بعض المطالب الفلسطينية لم تتم تلبيتها، ففضّل الجانب الفلسطيني ألا يخرج مشروع القرار دون تضمين المفاهيم التي كان يتحدث عنها.

تحميل المزيد