واشنطن تحاول تحريك ملف سد النهضة.. الولايات المتحدة تضغط على إثيوبيا بوقف مساعدات مالية

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/08/28 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/28 الساعة 08:23 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ورئيس وزراء إثيوبيا آبي آحمد - رويترز

كشفت مجلة Foreign Policy الأمريكية، الخميس 27 أغسطس/آب 2020، أن وزير خارجية البيت الأبيض مايك بومبيو قد وافق على خطة لوقف جانب من المساعدات التي تقدمها بلاده إلى إثيوبيا، ضمن محاولات إدارة ترامب التدخل في حل أزمة سد النهضة. 

وفقاً لمسؤولين أمريكيين وموظفين في الكونغرس مطلعين على المسألة، يؤثر القرار، الذي اتخِذ هذا الأسبوع، في ما يقرب من 130 مليون دولار أمريكي من المساعدات الأمريكية لإثيوبيا، مما يُشعِل توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن وأديس أبابا. 

ضغط على إثيوبيا: وقالت المصادر للمجلة إنَّ البرامج المُهدَّدة بالوقف تشمل المساعدة الأمنية ومكافحة الإرهاب والتعليم والتدريب العسكري ومكافحة الاتجار بالبشر والتمويل الداعم للتنمية الأشمل، لكن لن يؤثر خفض التمويل الأمريكي في برامج الإغاثة الإنسانية الطارئة والمساعدات الغذائية ولا البرامج الصحية التي تهدف إلى السيطرة على "كوفيد-19" وفيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة "الإيدز".

من جانبهم، اتهم بعض المسؤولين الإثيوبيين إدارة ترامب باتخاذ موقف إلى جانب مصر في النزاع المرتبط بسد النهضة الإثيوبي، حيث قال مسؤولون على دراية بسير المفاوضات المتعلقة بالسد إنَّ إدارة ترامب لم توافق على اقتطاعات موازية من المساعدات الأجنبية لمصر.

فيما أكدت الإدارة مراراً لجميع أطراف النزاع أنَّ واشنطن وسيط محايد في المفاوضات، التي تمثل واحدة من المبادرات الدبلوماسية القليلة في المنطقة التي اضطلع فيها الرئيس الأمريكي بدور شخصي ونشط. ولفت المسؤولون الأمريكيون إلى أنَّ مصر أيضاً اتهمت الولايات المتحدة بالانحياز لصف إثيوبيا في النزاع.

وقال مسؤول أمريكي: "دور الولايات المتحدة هو بذل كل ما في وسعها لتسهيل وصول الدول الثلاث لاتفاق يوازن بين مصالحها".

معارضة داخلية: بيد أنَّ هذه الخطوة الأمريكية الأخيرة يُحتمَل أن تواجه رد فعل عكسي قوي من الكونغرس، حسبما أشار موظفون في الكونغرس على دراية بالمسألة. 

حيث أوضح الموظفون أنَّ مسؤولي وزارة الخارجية أطلعوا أعضاء الكونغرس على قرارهم يوم الخميس 27 أغسطس/آب، وأصروا خلال جلسة الإحاطة على أنَّ العلاقات الإثيوبية الأمريكية ستظل قوية بالرغم من قطع المساعدات؛ لأنَّ الولايات المتحدة يمكنها إجراء حوار حازم "مع أصدقائها". 

إلا أن موظفاً في الكونغرس صرح لمجلة Foreign Policy بأن "هذه طريقة غير منطقية على الإطلاق لتُظهِر لصديقك أنك مهتم حقاً".

وأثار بعض المسؤولين الأمريكيين شكوكاً حول ما إذا كان خفض التمويل الأمريكي لإثيوبيا سيتمكن من تغيير الموقف التفاوضي للبلاد، بالنظر إلى الأهمية السياسية والثقافية للسد. 

وبدأت إدارة ترامب التفكير في حجب المساعدات الأجنبية عن إثيوبيا بسبب مناقشات السد في يوليو/تموز. 

يذكر أنه في السنة المالية 2019، قدَّمت الولايات المتحدة ما مجموعه 824.3 مليون دولار من المساعدات لإثيوبيا، منها 497.3 مليون دولار مساعدات إنسانية، وفقاً لبيانات وزارة الخارجية.

مفاوضات معلقة: وفي الثلاثاء 4 أغسطس/آب، أعلنت مصر والسودان "تعليقاً مشروطاً لمفاوضات سد النهضة"، وذلك إثر طرح إثيوبي بشأن تشغيل السد قال البلدان إنه يخالف الاتفاقات السابقة.

قبل ذلك بيوم، حذرت مصر والسودان من تداعيات الملء المنفرد لسد النهضة الإثيوبي، مطالبتين بسرعة التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء السد وتشغيله.

يأتي هذا التعليق بعد قمة مصغرة عقدها الاتحاد الإفريقي، بمشاركة الدول الثلاث في 21 يوليو/تموز، عقب أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو 10 أيام، دون اتفاق، وأسفرت القمة عن الدعوة مجدداً إلى عقد مفاوضات ثلاثية جديدة، ولكنها تعثرت من جديد. 

وتعثرت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.‎

تحميل المزيد