أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء 25 أغسطس/آب 2020، أنه استقل أول رحلة رسمية مباشرة من إسرائيل إلى السودان، حيث من المقرر أن يصل إلى الخرطوم ضمن جولة يقوم بها في الشرق الأوسط، عقب التوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وتل أبيب.
بومبيو وفي تغريدة على حسابه في موقع تويتر، قال: "يسعدني أن أعلن أننا على متن أول رحلة رسمية دون توقف من إسرائيل إلى السودان".
من المقرر أن يلتقي الوزير الأمريكي برئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، ورئيس المجلس السيادي الانتقالي عبدالفتاح البرهان، لمناقشة استمرار الدعم الأمريكي للحكومة الانتقالية والتعبير عن دعمهم لتعميق العلاقة بين السودان وإسرائيل، وفقاً لبيان صدر عن الخارجية الأمريكية.
عقب ذلك يسافر بومبيو إلى المنامة للقاء ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ويختتم رحلته في الإمارات، حيث يلتقي مع نظيره عبدالله بن زايد آل نهيان، في أبوظبي.
السماح بعبور الطائرات: وكانت أول مرة تعبر فيها طائرة إسرائيلية فوق الأجواء السودانية في فبراير/شباط 2020 ولكن لم تسمح لطائرات قادمة من إسرائيل بالهبوط على أرضها، وجاء ذلك بعد بعد أقل من أسبوعين على لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، واتفاقهما على العمل من أجل تطبيع العلاقات.
كانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" قد ذكرت أن البرهان أبلغ نتنياهو، خلال لقائهما في مدينة عنتيبي الأوغندية، أن بلاده ستسمح بمرور الطائرات الإسرائيلية في أجوائها، باستثناء طائرات شركة "العال" (الناقل الوطني الإسرائيلي).
في المقابل، فإن إسرائيل ستعمل على مساعدة السودان في إزالته من قائمة "الإرهاب"، وكانت القناة 13 الإسرائيلية قالت نقلاً عن مسؤول إسرائيلي -لم تذكر اسمه- إن السودان "طلب من إسرائيل مساعدته في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، وحثّ إدارة ترامب على التخلي عن تسمية الإرهاب".
تطبيع مُحتمل للعلاقات: والأسبوع الفائت شهد السودان جدلاً عقب تصريحات للمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية، حيدر بدوي، عن تطبيع العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، وبسببها أقالت الوزارة بدوي.
كان بدوي قد كشف أن الخرطوم تتطلع إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، مشترطاً أن يكون قائماً على الندية والمصلحة العامة لبلاده، دون تضحية بثوابت أو قيم، وقال إنه "لا توجد أسباب حقيقية لاستمرار العداء بين السودان وإسرائيل"، موضحاً: "لا ننفي وجود اتصالات" بين البلدين.
كذلك اعتبر بدوي أن "السودان وإسرائيل سيجنيان فوائد وثماراً من عقد اتفاق سلام"، على حد تعبيره، وأضاف أن الخارجية السودانية تتطلع لقيادة الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي، من أجل توقيع اتفاق سلام، مشيداً في ذات الوقت باتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وتل أبيب.
بعد ساعات فقط من تصريحاته أُعفي بدوي من منصبه، وذكرت وكالة الأناضول أن المتحدث السابق قال في رسالة لرئيس المجلس السيادي عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك، قبل إعفائه من منصبه: "احترموا شعبكم واكشفوا له ما يدور في الخفاء بشأن العلاقة مع إسرائيل".
تأتي زيارة بومبيو إلى الشرق الأوسط، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 13 أغسطس/آب عن توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق وصفه بـ"التاريخي" لتطبيع العلاقات بينهما.