أكد أحد الأمراء البارزين في العائلة المالكة بالسعودية، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، أن الثمن الذي تقبله المملكة من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل هو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة عاصمتها القدس.
حسب ما ذكرته وكالة "رويترز"، فإن تصريحات الأمير تركي الفيصل جاءت رداً فيما يبدو على ما عبّر عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 19 أغسطس/آب، من توقع انضمام السعودية لاتفاق تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات والذي أعلنه البلدان الأسبوع الماضي.
السعودية تريد مقابلاً أكبر: أثار الاتفاق تكهنات بأن تحذو دول خليجية أخرى تدعمها الولايات المتحدة حذو الإمارات. لكن الأمير تركي قال إن السعودية تتوقع مقابلاً أكبر من إسرائيل.
كتب في صحيفة الشرق الأوسط السعودية: "إذا كانت أي دولة عربية يناهزها اللحاق بدولة الإمارات العربية المتحدة، فيجب أن تأخذ الثمن في المقابل، ولا بد أن يكون ثمناً غالياً".
أضاف: "وضعت المملكة العربية السعودية ثمن إتمام السلام بين إسرائيل والعرب، هو قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس، بِناء على مبادرة المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز".
اقترحت جامعة الدول العربية في 2002 تطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل انسحابها من كافة الأراضي الفلسطينية التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي احتلتها في حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية على هذه الأراضي.
غير أن الأمير تركي عبّر عن تفهمه لقرار الإمارات، مشيراً إلى أنها فرضت شرطاً مهماً وهو تعليق خطط إسرائيل ضم المستوطنات.
الأمير تركي سفير سابق في واشنطن ومدير سابق لجهاز المخابرات، ولا يتولى حالياً أي منصب حكومي لكنه لا يزال شخصية مؤثرة باعتباره الرئيس الحالي لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
كيف ردّت الرياض على التطبيع الإماراتي؟ في أول رد فعل سعودي على الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي قال وزير الخارجية فيصل بن فرحان، يوم الأربعاء، إن المملكة تظل ملتزمة بمبادرة السلام العربية.
إذ قال الأمير فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي في ألمانيا، مع نظيره الألماني هايكو ماس، إن "أي جهود تفضي للسلام في المنطقة وتعليق الضم يمكن أن ننظر إليها نظرة إيجابية"، مؤكداً أن "المملكة ملتزمة بخطة السلام العربية، وهي الطريقة الوحيدة للوصول إلى حل للنزاع والتطبيع الإسرائيلي مع جميع الدول".
كما أضاف أنه "عندما نصل إلى السلام بين فلسطين وإسرائيل فإن كل شيء محتمل"، مشدداً على أن "الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب تعرقل فرص السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
الرياض هدف إسرائيل المنشود: وضع جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب والرجل الذي توسط لإنجاز صفقة الأسبوع الماضي، نصبَ عينيه إقناع الحليف العربي الرئيسي لأمريكا باتخاذ ما سماها "الخطوة التاريخية". ومع ذلك، وعلى الرغم من علاقاته الوثيقة مع ولي العهد محمد بن سلمان، فإن المهمة هذه المرة تظل أصعب بكثير من سابقتها.
يقول بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية والمتخصص في الشؤون الخليجية، للصحيفة Financial Times البريطانية: "السعودية هي الهدف المنشود. لكن مع وجود الملك سلمان، وهو مؤمن حقيقي بالقضية الفلسطينية، فمن غير المرجح أن يحدث ذلك في أي وقت قريب".
منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، أقام صهره علاقات وثيقة مع جيل جديد من قادة الخليج: الإماراتي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتشارك كوشنر جلسات نقاش طويلة إلى أوقات متأخرة من الليل مع الأمير محمد، ووقف إلى جانبه بعد الانتقادات الشخصية الشديدة التي وجهت إليه في أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018.
قد صرح كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، للصحفيين يوم الإثنين 17 أغسطس/آب، بأنه "قد أجرى كثير من المناقشات مع محمد بن سلمان حول [التطبيع المحتمل للعلاقات]، وأيضاً مع الملك سلمان"، وقال كوشنر للصحفيين إن ذلك سيكون أمراً "مفيداً جداً" للأعمال السعودية وللقطاع الدفاعي السعودي. وأضاف أن ذلك سيساعد الشعب الفلسطيني أيضاً.