تداول نشطاء في لبنان مقطع فيديو، الأربعاء 19 أغسطس/آب 2020، لرئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، أثناء مؤتمر له بعد صدور قرار المحكمة الخاصة بلبنان في مدينة لاهاي الهولندية، للتعليق على الحكم الصادر باغتيال رفيق الحريري.
مقطع الفيديو أظهر بدء المؤتمر الصحفي، وقدوم رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري لإلقاء كلمته عقب حكم إدانة شخص في مقتل رفيق الحريري، فيما يصرخ أحد الحضور موجهاً كلامه إلى سعد الحريري.
صراخ أحد الأشخاص: الفيديو أظهر صوت الرجل الذي يصرخ في سعد الحريري وهو يقول له: "قويلنا قلبك شوي، قوي قلبك".
لكن عند سماع سعد الحريري لصوت الرجل، طلب من أحد المرافقين له إسكات الرجل قائلاً: "لك سكتلي ياه لهيدا".
كان رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، دعا الثلاثاء، جماعة "حزب الله" اللبنانية إلى "التضحية"، مشدداً على تمسكه بـ"القصاص" في قضية اغتيال والده قبل 15 عاماً.
في الوقت نفسه أدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، الثلاثاء، عضواً من "حزب الله"، حليف النظام السوري وإيران، باغتيال الحريري، وبرأت 3 متهمين آخرين.
عقب قرار المحكمة، قال الحريري، في مؤتمر صحفي: "لا يتوقع أحد التضحية منّا، نحن ضحينا بأغلى ما نملك، ولن نترك لبنان".
تضحية حزب الله: وأضاف: "التضحية يجب أن تكون اليوم من حزب الله، الذي أصبح واضحاً أنّ شبكة القتلة خرجوا من صفوفه، ويعتقدون أنّه لهذا السبب لن يتسلموا إلى العدالة وينفذ فيهم القصاص، لذلك أكرّر: لن أستكين حتى يتم تسليمهم للعدالة وينفذ فيهم القصاص".
مشدداً على أن اللبنانيين "لن يقبلوا بعد اليوم أن يكون وطنهم مرتعاً للقتلة أو ملجأً للهروب من العقاب". وتابع: "نقبل حكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ونريد تنفيذ العدالة، ولا تنازل عن حق الدم".
كذلك مضى قائلاً إن هذه المحكمة كانت مطلباً شعبياً، ومصداقيتها جاءت من تبرئة 3 متهمين، وإدانة الرابع. وأعرب عن أمله في أن "تؤسس الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري معرفة الحقيقة لكل الأبرياء الذين سقطوا بانفجار مرفأ بيروت (4 أغسطس/آب الجاري)، ولكل من دمرت بيوتهم ومصالحهم دون سبب أو مبرر".
اغتيال رفيق الحريري: وتعليقاً على اعتبار المحكمة أن هدف اغتيال والده سياسي، قال الحريري: "أصبح واضحاً للجميع أنّ الهدف هو تغيير وجه لبنان ونظامه وهويته الحضارية، وهنا لا مجال للمساومة".
في حين ترى جماعة "حزب الله" أن هذه المحكمة أداة سياسية بيد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
حيث أعلن أمين عام الجماعة، حسن نصر لله، الجمعة، أن الحزب سيتعامل مع قرار المحكمة "وكأنه لم يصدر".
من جانبه اعتبر الرئيس اللبناني، ميشال عون، الثلاثاء، أن تحقيق العدالة في جريمة اغتيال الحريري "تجاوب مع رغبة الجميع في كشف ملابسات هذه الجريمة البشعة، التي هددت الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وطالت شخصية وطنية لها محبوها وجمهورها ومشروعها الوطني".
فيما حدّدت المحكمة، 21 سبتمبر/أيلول2020، موعداً لإصدار العقوبة بحق عياش في اغتيال الحريري عبر تفجير أثناء مرور موكبه بالعاصمة بيروت، في 14 فبراير/شباط 2005.