أجرى قائد شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان، مقابلة مع قناة إسرائيلية، عقب بدء تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، مشيراً في تصريحاته إلى أنه لو علِم أن هنالك خطراً ما سيضر بإسرائيل فإنه سيخبر السلطات هناك.
تقديم الدعم لإسرائيل: جاءت تصريحات خلفان للقناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة، السبت 15 أغسطس/آب 2020، في معرض حديثه عن الاغتيال الذي نفذته إسرائيل بحق القيادي السابق في حركة "حماس" محمود المبحوح، قبل نحو 10 سنوات، بمدينة دبي.
خلفان اعتبر أن "اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في الإمارات ودبي على وجه الخصوص، كان خطأً استراتيجياً من المؤسسة الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن إسرائيل اعتقدت حينها أنها لن تنكشف.
خلفان أضاف في تصريحاته، أن السلطات الإماراتية كشفت تفاصيل الاغتيال، وقال إن "الشرطة كانت قادرة على اكتشافهم من يوم دخولهم وحتى يوم خروجهم".
وعاتب خلفان السلطات الإسرائيلية قائلاً: "لو أنني علِمت بأن جريمة سوف تُرتكب بإسرائيل، في تفجير مثلاً لأحد المطاعم، فإنني كنت سأبلغ الجهات الأمنية بإسرائيل أن انفجاراً سوف يقع في المكان الفلاني، بصفتي رجل أمن".
في سياق متصل، رحب خلفان بزيارة الإسرائيليين إلى بلده، وقال إنه "لا يمانع أن يلتقي بالمواطنين الإسرائيليين"، مشيراً إلى استعداده لاستضافتهم في منزله.
اغتيال المبحوح: يُعد المبحوح أحد قادة كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، واتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن خطف وقتل جنديين إسرائيليين خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والمسؤولية عن تهريب الأسلحة من إيران إلى قطاع غزة.
كانت شرطة دبي قد أعلنت عن اغتياله في غرفته بأحد الفنادق في دبي عام 2010، (صعقاً بالكهرباء ثم خنقه)، في عملية يشتبه بأنها من تدبير إسرائيل وأثارت حينها غضباً دبلوماسياً إماراتياً.
وبعد 5 سنوات من تنفيذ العملية، نشرت القناة الثانية الإسرائيلية فيلماً قصيراً يوضح تفاصيل عملية اغتيال المبحوح، أشارت خلاله إلى وقوف "الموساد" وراءها.
بحسب الفيلم أيضاً فإن الموساد استخدم في العملية شبكة اتصالات عالية التقنية بين المنفذين، كان مقرها العاصمة النمساوية فيينا، واستغرقت 22 دقيقة، بحقن المبحوح بمادة أصابته بالشلل، توفي بعدها فوراً.
كما أنه وبحسب الرواية الإسرائيلية، كان المبحوح "المطلوبَ الأول للجيش الإسرائيلي"، وبينت أن الموساد حاول في أكثر من مرةٍ اغتياله.
التطبيع مع إسرائيل: تأتي تصريحات خلفان وظهوره على قناة إسرائيلية، بعد يومين من الإعلان عن اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، والذي واجه رفضاً فلسطينياً وعربياً واسعاً.
كما أظهرت الإمارات وبشكل سريع، مؤشرات عدة على سرعة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حيث ظهر مراسلان إسرائيليان للمرة الأولى علناً، السبت 15 أغسطس/آب 2020، وهما يبثان تقارير إعلامية من أمام برج خليفة في مدينة دبي الإماراتية.
كذلك قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن شركات سياحية إسرائيلية تلقت اتصالات من نظيرتها إماراتية، أبدت الأخيرة خلالها استعدادها لاستقبال السياح الإسرائيليين في أبوظبي ودبي.
يأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي، تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.
بذلك تكون الإمارات، الدولةَ العربية الثالثة التي توقع اتفاق سلام مع إسرائيل، بعد مصر عام 1979، والأردن 1994.
قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدَّته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".