أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، في حديث لموقع "واللا" الإسرائيلي، السبت 15 أغسطس/آب 2002، أن دولته لا ترى في اتفاق التطبيع مع إسرائيل إعلاناً رمزياً كما يدّعي البعض، بل ترغب في تطوير علاقاتها مع تل أبيب بأكبر سرعة ممكنة.
في أول مقابلة لمسؤول إماراتي رفيع مع وسيلة إعلام عبرية منذ الإعلان عن اتفاق التطبيع "التاريخي" بين الدولتين، الخميس، أشار قرقاش إلى أن "الوفود وطواقم المفاوضات التي تمثل الإمارات وإسرائيل ستعمل بالسرعة القصوى، بهدف بحث القضايا التي تهم الطرفين، مؤكداً على ذلك بقوله: "نحن لا نتحدث عن عملية بطيئة ومتدرجة".
مساعي الإمارات: وتوجَّه قرقاش للصحفي المحاوِر باراك رفيد بالقول: "لن أفاجئك إذا قلت لك إن الشيء الذي يعنينا هو الزراعة والأمن الغذائي، وتأمين الفضاء السيبراني، بالإضافة للسياحة والتقنيات المتقدمة، أنا واثق أن لدى الإسرائيليين قائمة خاصة بهم، فنحن نمثل أكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة".
حسب الوزير الإماراتي، فإن بلاده معنية بأن يسهم الاتفاق في بناء "علاقات طبيعية بين الدولتين"، حيث قال "نحن معنيون بعلاقات تقوم على الثنائية، فتح سفارات، وعلاقات تجارية، وما إلى ذلك"، كما وعد قرقاش بالسماح للسياح الإسرائيليين بزيارة الإمارات في القريب العاجل.
التطبيع العربي: قرقاش أكد على أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي سيكون بمثابة "حجر الأساس في العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي"، مشيراً إلى تحركات قوية لأبوظبي في المنطقة "لضمان نجاح هذا التحرك".
كما أبدى قرقاش ارتياحه لردة الفعل العربية والدولية على إعلان التوصل إلى اتفاق التطبيع مع إسرائيل، مستدركاً أن هذا لا يعني أن هذه الخطوة ستقود إلى دفع المزيد من الدول العربية للقيام بالخطوة نفسها، على اعتبار أن تلك الدول تحتكم إلى اعتبارات خاصة بها.
اتفاق الضم: ورداً على سؤال حول عدم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بتنفيذ مخطط الضم، قال قرقاش إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه "اتفاق ثلاثي والالتزام به التزام ثلاثي"، متوقعاً أن تلتزم إسرائيل بما ورد في الاتفاق، ومدعياً أن الاتفاق يُعزِّز من فرص عودة الفلسطينيين للمفاوضات.
في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية اليوم كذلك، اعتبر قرقاش أنَّ إبرام اتفاق التطبيع مع إسرائيل كان مطلوباً لإنقاذ حلّ الدولتين، و"شراء الوقت" لاستئناف التفاوض بين تل أبيب والفلسطينيين.
قرقاش شدَّد من وجهة نظره على ضرورة أن يستفيد الجانب الفلسطينيّ من هذه الفرصة لاستئناف التفاوض مع تل أبيب، وتابع: "لن أقول إن هذا الأمر سيدوم إلى الأبد، لكنه يمنحنا الوقت حقاً، وبخلاف ذلك سيكون حل الدولتين ميتاً".
أضاف قرقاش أنه سيتواصل مع نظيره الإسرائيلي غابي إشكنازي في الوقت المناسب، بهدف دفع أطقم الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) لإحراز تقدم بسرعة في ملف المفاوضات.
اتفاق التطبيع: وتعد هذه المقابلة الأولى لمسؤول إماراتي رفيع مع وسيلة إعلام إسرائيلية، منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، واصفاً إياه بـ"التاريخي".
تل أبيب وأبوظبي أعلنتا كذلك في بيان مشترك توصُّلهما إلى اتفاق وصفتاه بـ"التاريخي"؛ سيؤدي إلى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اتفاق لعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور الوساطة فيه.
من الطرف الفلسطيني، قوبل الاتفاق بتنديد واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي". فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".